محلل ليبي: أزمة منطقة الزاوية بين الجماهير وطموحات «الدبيبة» مازالت مستمرة

قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب، إن سكان مدينة الزاوية وضواحيها في ليبيا عاشوا ساعات رعب في صباح أمس الخميس، بعدما شاهدوا الطيران المسير التركي يحلق في سماء مدينتهم بصورة مفاجئة، دون أن يعلموا ما يجري، وبعدها شاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد من مناطق عدة قُصفت بشدة، وأسفرت عن إصابات في صفوف المواطنين.
وأوضح «الخطاب»، في تصريحات تليفزيونية، أن مصادر محلية وشهود عيان أكدوا أن الطيران التركي المسير عاود التحليق في سماء منطقة أبوصرة وجنوب مدينة الزاوية، حيث نفذ هذا الطيران عدة ضربات جوية في المدينة، واستهدف مقر الكابوات ومقر السيفاو فيها.
وأعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية بقيادة عبدالحميد الدبيبة تبنيها للضربات الجوية والقصف الذي استهدف عددًا من المناطق بمنطقة الساحل الغربي، زاعمة استهداف أوكار تهريب الوقود وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر.
في حين أثارت الضربات الجوية، بحسب سكاي نيوز عربية، غضب أهالي مدينة الزاوية، وخرج سكان منطقة «أبوصرة» في بيان مصور ليعلنوا عن إدانتهم لقصف المناطق المدنية بالطيران المسير التركي وحملوا حكومة الوحدة المسؤولية تجاه جر المنطقة للحروب والعودة إلى مربع الفوضى.
كما أدان رئيس الحكومة الليبية المكلفة، أسامة حماد، عملية قصف مدينة الزاوية وضواحيها بالطيران المسير، والتي أدت إلى نشر الذعر بين السكان الآمنين، ونتج عنها تعرض بعض المنشآت العامة للتضرر.
وأكد حماد أن هذه الأفعال والتصرفات غير المدروسة والإفراط في استعمال القوة من شأنها إشعال فتيل الحرب بين التركيبات السكانية في المنطقة، وافشال مساعي المصالحة الوطنية الشاملة، وتأجيج الفرقة والشقاق بينهم.
يُشار إلى أن مدينة الزاوية تُعاني من الانفلات الأمني وانتشار الميليشيات المسلحة والعصابات التابعة لحكومة الدبيبة منذ وقت طويل، وعلى مدار الأسابيع الماضية شهدت المدينة انتفاضة شعبية جاءت على خلفية سلسلة من الاشتباكات بين المسلحين راح ضحيتها مدنيون.
وطالب المتظاهرون بإقالة مدير الأمن، وأعلنوا العصيان المدني اعتراضًا على الوضع الأمني والاقتصادي المتفاقم.
كما أن لجنة حقوق الإنسان في ليبيا سبق أن هاجمت حكومة عبدالحميد الدبيبة، بخصوص تورطها في انتهاكات عديدة.
فيما اعتبر عضو مجلس النواب عن مدينة الزاوية، على بوزريبة، استهداف الطيران التركي المسير للمدينة ولمنزله عملية إرهابية استعمارية.
بينما أشارت مصادر مقربة من حكومة الوحدة ل«سكاي نيوز» إلى أن الهدف الرئيسي غير المعلن من شن هذه العملية كان تصفية المعارضين للدبيبة وحكومته وإثارة الخوف في صفوف الجيش الوطني الليبي بأن قوات الدبيبة أصبحت أكثر قوة مما مضى، في محاولة لمنع المشير خليفة حفتر قائد الجيش من أي محاولة للقضاء على الإرهاب الحكومي الذي يمارسه الدبيبة وداعموه الأتراك في المستقبل.
ومن جانبه، أكد الخطاب أن منطق القوة وإقصاء المعارضين لطالما اتسم به الدبيبة منذ وصوله إلى السلطة، وبتأكيد لجنة حقوق الإنسان في ليبيا، التي سبق أن هاجمت حكومة الدبيبة، بخصوص تورطها في انتهاكات عديدة، ودعت لفتح تحقيقات شاملة في جرائم القتل خارج نطاق القانون وفي جرائم العقاب الجماعي واعتداء على الأملاك.
كما يُشار إلى أن الدبيبة وصل إلى رئاسة الحكومة وفق مخرجات ملتقى الحوار الوطني، الذي حصلت فيه خروقات من شراء لذمم المشاركين والضغط على آخرين للتصويت للدبيبة، وطموحه للاستمرار في السلطة والوصول إلى أعلى مستوياتها واضح من خلال تصرفاته وممارساته وعرقلته للمسار التشريعي والسياسي وتلويحه الدائم بالميليشيات المسلحة لتحقيق أهدافه.