الطيران الروسى يقصف العمق الأوكرانى و «زيلينسكى» يحتاج دفاعات جوية

تقترب موسكو من الاستحواذ على مدينة باخموت الاستراتيجية، وتخطط للزحف نحو تشاسيف يار، المجاورة إلى الغرب، وفيما يطال القصف الجوى الروسى عمق أوكرانيا وصولا إلى «أومان»، وسط البلاد، وناشد الرئيس الأوكرانى، فلوديمير زيلينسكى، حلفاءه في الغرب مده بمزيد من الدفاعات الجوية، وسط تصعيد روسى مضطرد في جبهات متعددة ل «تلافى»، أو إرجاء هجوم الربيع، الأوكرانى المرتقب.
جبهات جديدة في العمق الأوكراني
ميدانيا، فتحت القوات الروسية، اليوم، جبهات جديدة للقتال، وسط أوكرانيا، وقصفت مدينة أومان، صباح اليوم، مستعينة بقواتها الجوية، تزامنا مع قصف مدفعى بأنظمة الصواريخ المتعددة MLRS، طال وسط مدينة كوبيانسك، في خاركيف أوبلاست، وآخر طال ثالث أكبر مدينة أوكرانية (دنيبروبتروفسك أوبلاست في الجنوب الشرقى)، فضلًا عن توسيع هجومها في غرب باخموت، نحو مدينة تشاسيف يار، وتوغلها في قسم أبعد باتجاه الشمال بالقرب من مدينة كوبيانسك (شمال شرق).
كييف ترد بقصف القرم
في المقابل، وجهت القوات الأوكرانية 237 قذيفة مدفعية باتجاه مدينة دونيتسك، وضواحيها في غضون ال 48 ساعة الماضية. واتهمت موسكو «كييف» بتنفيذ انفجارات وحرائق وقعت، أمس، بمستودع وقود في مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، وهى مدينة جنوبية، تعد مقرًا لأسطول البحر الأسود الروسى.
وقالت الاستخبارات الأوكرانية إن الهجوم رد على مقتل 24 أوكرانيا في قصف جوى روسى استهدف مدينة أومان، معتبرة القصف، الذي دمر 10 خزانات وقود تحتوى على 40 ألف طن من النفط، مخصصة لأسطول البحر الأسود الروسى «عقابًا إلهيًا».
زيلينسكي بحاجة لدفاعات جوية
وناشد الرئيس الأوكرانى، حلفاءه، لإمداده بمزيد من أسلحة الدفاع الجوى، مضيفًا أن استعادة القرم من روسيا مرهون باستمرار حصوله على الأسلحة الغربية.
وأكد زيلينسكى في إفادة له اليوم، أن 6 أطفال كانوا من بين 23 مدنيا قتلوا في هجوم روسى على أومان وسط أوكرانيا.
وقال حاكم منطقة دنيبروبتروفسك أوبلاست، سيرهى ليساك، عبر «تليجرام»، أمس، إن المدفعية الروسية قصفت المدينة، أمس، وألحقت أضرارا، بما لا يقل عن 7 مساكن في مقاطعة نيكوبول.
وفي وقت سابق، أفادت تقارير إعلامية منقولة عن وثائق مُسرَّبة للبنتاجون، أن أوكرانيا تواجه نقصًا حادًّا في صواريخ أنظمة الدفاع الجوى، فقد تنفذ تماما بحلول منتصف مايو، مما يجعل العمق الأوكراني عار أمام الهجمات الروسية.
3 كليومترات تفضل فاجنر عن الاستحواذ على باخموت
وحققت روسيا مزيدا من التقدم في الأجزاء الجنوبية الغربية والشمالية الغربية من باخموت، إذ أعلن مؤسس قوات «فاجنر»، يفجينى بريجوجين، أن قواته تقدمت 100- 150 مترا في باخموت، أمس، وكشف عمدة سيباستوبول تفاصيل استهداف مستودعات النفط في المدينة.
وأضاف المسؤول العسكرى الموالى لروسيا أن قواته تتقدم تدريجيا مقتربة من الاستحواذ على باخموت، مؤكدًا أنه لم يبق سوى 2.98 كيلومتر مربع غرب لضمها كليا.
وقال مستشار المسؤول المحلى دونيتسك الموالية لروسيا، يان جاجين، في مقابلة خاصة مع «روسيا 24»، أن موسكو تسيطر على 92% من المدينة، ولم يبق سوى 8%، بيد القوات الأوكرانية.
واستحوذت فاجنر على مناطق الكلية الصناعية وكلية التمريض والجراجات ومعسكرات الجيش، فيما شنت هجمات على المربع الأخير، الذي تحتمى فيه القوات الأوكرانية ودمرت منطقة الأبراج السكنية العالية وسط باخموت.
وقال المتحدث باسم القوات الأوكرانية في الشرق، سيرهى شيريفاتى، ل«كييف إندبندنت»- أمس الأول- إن أوكرانيا تسيطر على طريق إمداد مهم، بين باخموت المدمرة وبلدة تشاسيف يار، المجاورة إلى الغرب، على مسافة تزيد على 17 كيلومترا.
من جهة أخرى أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، في إفادتها اليومية، أمس، أن قواتها قتلت 470 جنديا روسيا، خلال ال24 ساعة الماضية، مضيفة أن روسيا خسرت 190 ألفا و510 جنود في أوكرانيا، منذ بدء الحرب في 24 فبراير 2022.
وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» بأنها حددت هويات 21 ألفا و700 جندى روسى قتلوا في أوكرانيا، خلال 14 شهرا من الحرب.
وأعلن حاكم منطقة بريانسك الروسية، ألكسندر بوجوماز، بجمهورية دونيتسك الانفصالية الموالية لروسيا أن القوات الأوكرانية أطلقت 3 قذائف من عيار 152 ملم، على حى سكنى بمدينة جورولوفكا، ما أدى إلى مقتل اثنين، إضافة لقصفها مدينة دونيتسك وضواحيها 48 مرة، خلال اليومين الماضيين، وإطلاق 237 قذيفة وصاروخا.
وقال سيرجى أكسيونوف، حاكم القرم الروسى، إن قوات الدفاع الجوى الروسى أسقطت طائرتين مسيّرتين أوكرانيتين.
تركيا ومفاوضات السلام
على الصعيد السياسى، اعتبر وزير الخارجية التركى، مولود تشاووش أوغلو، أن بلاده هي أمل السلام لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف عبر حسابه على «تويتر»، أمس الأول، أن تركيا استطاعت مع الأمم المتحدة إبرام اتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود، ومنعت وقوع أزمة غذاء عالمية.
وناشد وزير المالية الأوكرانى، سيرهى مارشينكو، الغرب بمزيد من الدعم المالى. وقال إن كييف تحتاج 20 مليار دولار، خلال عام 2024، قبل انضمامه إلى اجتماع تمويل الاتحاد الأوروبى.
ماذا يعني ضم روسيا لباخموت ؟
من جهة أخرى، حذرت وزارة الدفاع البريطانية، في تقرير استخباراتى، أمس، من تقدم روسيا في باخموت، معتبرة أن موسكو فرضت، منذ الخريف، ضوابط صارمة لأداء قواتها.
ويعد التقدم الروسى في باخموت خسارة فادحة لكييف، لأنه باستحواذ موسكو على باخموت سوف تحكم على كييف بقضاء الربيع مدافعة لا مهاجمة، بعد حسم معارك الشتاء لصالح أوكرانيا، باستردادها لأوبلاست خاركوف (25% من المساحة التي سيطرت عليها روسيا)، وانسحاب الروس من خيرسون.
وحال سيطرة موسكو على باخموت ستكون محورًا هجومياً لاستكمال العمليات العسكرية لالتهام إقليم دونباس بالكامل.