لماذا يقلق التقارب الإيراني السعودي إسرائيل ؟

بينما تنشط إيران ديبلوماسيا في منطقة الشرق، في الآونة الأخيرة، اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أن ثمة تغييراتٍ تكتيكية وتحالفات جديدة ترتسم حديثًا في المنطقة من شأنها قلب موازين القوى بشكل يثير قلق وحيطة إسرائيل.
نقل موقع «والا» العبري عن الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي يهوشع كليسكي، قوله أن الاتفاق الذي تم بين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية في الشهر الماضي بوساطة صينية يشكّل بالنسبة إلى طهران إنجازًا دبلوماسيًا إضافيًا ينضم إلى سلسلة إنجازاتها في المدة الأخيرة«.
ورأى الباحث الإسرائيلي أنه عند تحليل تداعيات الاتفاق السعودي – الإيراني على إسرائيل، يجب الأخذ بالحسبان حركة أنصار الله، «حليف طهران وحزب الله، التي ترى في أميركا وإسرائيل أعداء يجب القضاء عليهم»، بحسب تعبيره.
وحذًر الباحث الإسرائيلي من أن التطورات الديبلوماسية استؤدي إلى توابع أمنية على إسرايل معتبرُا أن رد طهران على مهاجمة أهداف إيران فب سوريا أو في العراق، بات سيناريو محتمل، وقد يتم من خلال مهاجمة منشآت إستراتيجية، كمرفأ إيلات ومحيطه، ومنشآت النفط، ومهاجمة مطارات في المنطقة، أو مهاجمة سفن في البحر الأحمر تعود ملكيتها إلى رجال أعمال إسرائيليين ضمن ضربة قاسية للخطوط التجارية لإسرائيل مع الهند ودول الشرق الأقصى«.
وتابع المحلل الإسرائيلي بالقول:«في هذا السيناريو تجد إسرائيل نفسها محاطة ب»حلقة شيعية – سنية مسلّحة«بأسلحة متنوعة وسهلة الاستخدام، ويصعب كشفها واعتراضها، وهي ذات قدرة تدميرية كبيرة»، بحسب تعبيره.
وأضاف أن «هذه الحلقة تشمل، عدا عن أنصار الله في الجنوب، العراق من الشرق، وحزب الله من الشمال، وحماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة من الغرب».
على صعيد آخر ذكر موقع هيئة البث العام الإسرائيلية «كان»، إنّ هناك إشارة سعودية إلى تغيرات في سياساتها بشأن حركة المقاومة الإسلامية «حماس».
من جه آخر، اعتبرت، محررة الشؤون الفلسطينية بموقع «إسرائيل هيوم» الإسرائيلي، أن التقارب بين بين إيران والسعودية في الآونة الأخيرة لأدى إلى تسريع استعداد الرياض لإبداء الانفتاح على حماس، مؤكدة أن حماس في طريقها للمصالحة مع النظام السعودي.
ويأتي ذلك بعدما زار وفد من «حماس» برئاسة إسماعيل هنية وخالد مشعل السعودية بعد قطيعةٍ لأكثر من 15 سنة.
وترأس وفد حركة حماس رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، ويضم الوفد رئيس الحركة في الخارج خالد مشعل وعضوي المكتب السياسي موسى أبومرزوق وخليل الحية وآخرين.
وأوضح مصدر فلسطيني لوكالة الأناضول التركية أن الزيارة سوف تستمر عدة أيام، وستبحث عددا من القضايا الفلسطينية والعلاقة بين المملكة وحماس.
وتأتي الزيارة عقب أكثر من 15 سنة من القطيعة؛ إذ تدهورت العلاقات بين حماس والسعودية تدريجيًا بعد انهيار اتفاقيات المصالحة بين حماس وفتح، والتي تم توقيعها في مكة برعاية السعودية، في عام 2007. وفي السنوات الأخيرة، تصاعدت التوترات بسبب اعتقال العشرات من حماس. على الأراضي السعودية ورفض المملكة إطلاق سراحهم.
وأشار موقع «إسرائيل هيوم» إلى القلق الإسرائيلي من الحراك الديبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط، واعتبر الموقع أن الصين ساعدت إيران على العودة لمنطقة الشرق الأوسط.
وقال الموقع الإسرائيلي :«حين نربط الخيوط ببعضها، نجد المصالحة مع إيران، والتقارب مع الرئيس السوري بشار الأسد وصنعاء، فإن ذلك يجب أن يشكّل قلقًا لإسرائيل
لفتت الموقع الإسرايلي إلى أن تنامي العلاقات بين الصين وإيران لمواجهة هيمنة الولايات المتحدة الأميركية، من جانب وعودة إيران إلى منطقة الشرق الأوسط من جانب آخر من شانهما أن يقلقا إسرائيل.
ويأتي ذلك بعدما وقعت إيران والسعودية، في العاشر من مارس الماضي، اتفاقًا بعد قطع العلاقات منذ سنة 2016.
ووقع الاتفاق بوساطة صينية نظرًا للمصالح الاقتصادية التي تربط بكين بالمنطقة.
كما عيّنت إيران سفيرًا لدى الإمارات، بعد سنواتٍ من التوتر. وبالتزامن مع لذك أعلنت قطر والبحرين عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما.
على صعيد آخر، استقبلت المملكة العربية السعودية، الأسبوع الماضي، وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، بعد مقاطعة طويلة لدمشق، كما أعادت تونس وسوريا السفيرين لدى كلٍ منهما.
نقل الموقع الإسرائيلي عن، العميد الإسرائيلي المتقاعد والخبير الاستراتيجي في الشؤون الدفاعية، أساف أوروين، قوله أن منطقة الشرق الأوسط على اعتاب مرحلة جديدة، منذ فترة «الربيع العربي» .
إيران تعيد تموضعها
وشددت وسائل الإعلام الإسرائيلية على أنّ الجبهة الأهم التي تشخصها «إسرائيل» هي إيران، التي تضعف أكثر فأكثر محاولات عزلها.
وأشارت إلى أنّ «الاتفاق النووي غير قائم، لكن أيضاً لا عقوبات مهمة في الموضوع، وبدأت إيران تصبح في المنطقة جهة تسعى عدّة دول إلى التقرب منها من أجل تقليص المخاطر»، وفق زعمها.
كما اعتبر الإعلام الإسرائيلي أنّ «إيران لديها الكثير من الثقة بالنفس، إنّها تشعر بأنّ العزلة انتهت، فهي ناشطة جداً في العراق، سوريا، وتركيا. حتى إنها من الممكن أن تنجح في تهدئة الحرب في اليمن».
ااعتبر العسكري المتقاعد والباحث في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، أن إيران أعادت تموضعها في المنطقة منذ سنة 2010 وملأت الكثير من الفراغات التي نشأت في المنطقة وكان أبرزها سوريا«،.
واعتبر المحلل الإسرائيلي أن «المتتابعة التي شكلتها الولايات المتحدة تتهدم اليوم»؛ نظرًا لتركيزها على أجزاء أخرى من العالم وكونها باتت تبذل جهوداً أقل في الشرق الأوسط«.
ووفق أوريون فإن رؤية «تل أبيب» في الشرق الأوسط تبرز من خلال طريقتين، الأولى تقليص الخطر من إيران نفسها من خلال ترتيب العلاقات، ومثال على ذلك هو استئناف العلاقات الإيرانية – السعودية، والثانية هي تنويع مرتكزات قوى عظمى، مثلما تعمل عدة دول في المنطقة، وأبرزها الصين التي تستخدم الأداة الاقتصادية.