كامالا هاريس: واشنطن ملتزمة بصياغة مرحلة جديدة من العلاقات مع إفريقيا

جددت نائبة الرئيس الأمريكى، كامالا هاريس، تعهد إدارة «بايدن» بطور جديد من العلاقات مع القارة الإفريقية، مؤكدة حرص واشنطن على تعزيز النمو الاقتصادى والأمن الغذائى والابتكار.
ووصلت هاريس،أمس، إلى غانا، أولى محطات جولتها في إفريقيا التي تمتد لأسبوع وتزور خلالها ثلاثة بلدان في محاولة لمجابهة النفوذ الصينى في القارة، وسط توقعات بزيارة رئاسية قريبة يقوم بها بايدن، وانتقادات للتنافس المحموم بين «واشنطن» و«بكين» في القارة.
[
استقبل «هاريس» الرئيس الغانى، نانا أدا دانكوا أكوفو أدو، وعددا من العازفين أطفال المدارس الذين لوحوا بالأعلام الغانية، وشددت على التزام واشنطن بصياغة طور جديد من العلاقات، مؤكدة أنها متفائلة بشأن مستقبل إفريقيا، وأن واشنطن تسعى لتعزيز الاقتصادى والأمن الغذائى.
وتأتى زيارة هاريس عقب سلسلة من الزيارات الأمريكية رفيعة المستوى للقارة التي زارها، خلال الشهرين الماضيين، قرينة الرئيس الأمريكى، جيل بايدن، وزيرة الخزانة جانيت يلين، وزير الخارجية أنطونى بلينكن، في وقت تسعى فيه إدارة «بايدن» لتعميق الانخراط في إفريقيا وإعادة تأطير العلاقات مع عواصمها، لمواجهة الحضور الصينى والروسى.
ويهدف الانتشار الأمريكى الموسع في القارة إلى مواجهة تنامى النفوذ الصينى، الذي أصبح مترسخًا في السنوات الأخيرة من خلال مبادرات البنية التحتية، وإقراض الأموال، وتوسيع شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية.
وتنشط الصين على المستويين الحكومى والخاص، في عواصم القارة السمراء، وفى غانا على سبيل المثال لا الحصر، عقدت الحكومة الغانية صفقة مع شركة صينية لتطوير الطرق بقيمة مليارى دولار، مقابل حصول الشركة على معدن رئيسى لإنتاج الألومنيوم.
وبدأت «هاريس» جولتها الإفريقية من غانا، ثانى أكبر منتج للذهب في القارة، ومن المقرر أن تنتقل منها إلى تنزانيا، الأربعاء، ثم إلى زامبيا الجمعة.
ووفق منشور رسمى للبيت الأبيض، تبحث هاريس، مع رئيس غانا، نانا أكوفو-أدو، التحديات الاقتصادية، وتلقى «خطابًا مهمًا»، وتزور مركزا سابقا للاتجار بالرقيق، بقلعة كيب كوست، جنوبى البلاد، قبل أن تعقد لقاءات مع رواد أعمال في قطاع التكنولوجيا وقادة في مجال التكنولوجيا الرقمية وقيادات نسائية.
وتنتقل هاريس إلى تنزانيا لتلتقى رئيسة البلاد، سامية صولحو، وتلقى خطابا، قبل أن تضع إكليلا من الزهور في «دار السلام» تزامنًا مع ذكرى تفجير السفارة الأمريكية 1998.
وتركز هاريس، خلال الزيارة، على قضايا التنمية الاقتصادية وتغير المناخ والأمن الغذائى وملفات الشباب، وتخفيف الديون وشؤون الديمقراطية والنمو الاقتصادى والأمن الغذائى وعواقب الغزو الروسى لأوكرانيا.
لكن الزيارات الأمريكية المتعاقبة قوبلت بالانتقاد على الصعيدين الأمريكى والإفريقى، إذ اعتبر مراسل وكالة «أسوشيتد برس» بالبيت الأبيض، كريس ميجريان، أن القادة الأفارقة باتوا كقطع شطرنج جيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، مؤكدًا أن هدف زيارة «هاريس» هو خلق حالة من التوازن في ظل فقدان واشنطن لنفوذها بالقارة لصالح موسكو وبكين.
ونقلت صحيفة «ذا سيتزن»، الجنوب إفريقية، عن المحلل الاقتصادى التنزانى، في جامعة زنجبار، حاجى سيمبوجا، قوله، إن زيارة هاريس مدفوعة بسعى الولايات المتحدة للحفاظ على كتلتها في ميزان التجارة العالمية والحفاظ على هيمنتها الاقتصادية على العالم، في ظل التغير في ميزان القوى الجيوسياسى العالمى والخوف من الشبح الصينى الذي بات يهدد واشنطن.
وتأتى الزيارات الأمريكية المتعاقبة لإفريقيا في ظل حالة من التنافس المحموم بالقارة التي زارها في الشهرين الماضيين، وزير الخارجية الصينى تشين جانج، ونظيراه الروسى سيرجى لافروف، والأمريكى أنطونى بلينكن، واعتراف مديرة صندوق النقد الدولى بأن ثمة «حرب باردة» تدور رحاها اقتصاديًا بينهما. وكان بايدن تعهد خلال قمة رئاسية عقدت في ديسمبر الماضى مع قادة إفريقيا بتقديم حزمة مساعدات للقارة بقيمة 55 مليار دولار.
وفقدت الولايات المتحدة نفوذها في إفريقيا لصالح منافسيها الرئيسيين، روسيا والصين، فيما بدا كأنها حرب باردة، لذلك تكثف إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن حملة تهدف إلى تعزيز النفوذ الأمريكى في القارة. حسب وكالة «بلومبرج».