نبض إفريقيا: مقتل 9 صينيين بمنجم ذهب بإفريقيا الوسطى.. و10 ملايين طفل مهددون غربي القارة

أدانت الحكومة الصينية، اليوم، مقتل 9 مواطنين صينيين في هجوم على موقع للتعدين في جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تدور رحى حرب أهلية ونزاعات على الذهب، وسط اتهامات أن الهجوم مدبر لتخويف الصين من التموضع الروسي بالمنطقة، ودعا الرئيس الصيني، شي جين بينج، إلى عقوبة مشددة على الجناة، مشددًا أن التواجد الصيني في المنطقة لن يتراجع.
جاء ذلك بعدما صرحت الحكومة الصينية، أمس، إن مسلحين اقتحموا منجم «تشيمبولو» لتعدين الذهب الذي تديره الصين مؤخرًا في جمهورية إفريقيا الوسطى، مما أسفر عن مقتل تسعة مواطنين صينيين وإصابة اثنين آخرين.
وجاء الهجوم عقب أيام من قيام مسلحين باختطاف ثلاثة مواطنين صينيين، غربي البلاد على مقربة من الحدود مع الكاميرون، مما دفع رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، فوستين أرشانج تواديرا، إلى التخطيط لرحلة إلى الصين في محاولة لطمأنة المستثمرين الصينيين.
وصرح أبيل ماتيباتا، عمدة بلدة بامباري إن الهجوم على منجم «تشيمبولو» للذهب بدأ حوالي الساعة الخامسة، فجر أمس الأحد، عندما تغلب مسلحون على حراس الموقع وفتحوا النار عليهم، لافتًا إل أن جثث الضحايا نقلت إلى العاصمة بانجي، مؤكدًا أن السلطات تلاحق المهاجمين، دون تحديد هويتهم.
وفيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، اتهمت جماعة «الوطنيين من أجل التغيير» المتمردة التي تنشط في المنطقة وتشن هجمات على الجيش، في بيان لها اليوم، جماعة «فانجر» الروسية بتنفيذ الهجوم.
وردًا على ذلك قال المتحدث العسكري للحزب الشيوعي الصيني، مامادو كورة إن هذه المزاعم كاذبة، معتبرًا أن الهجوم يهدف لتخويف الصينيين من توطين الروس في هذه المنطقة «، ولا تزال جمهورية إفريقيا الوسطى واحدة من أفقر دول العالم على الرغم من ثروتها المعدنية الهائلة من الذهب والماس وغيرها.
على صعيد آخر، تستمر جهود إنقاذ العالقين تحت الأنقاض التي سببها إعصار فريدي، في جمهورية مالاوي، وأعلن المتحدث باسم الحكومة في مالاوي، لاميك ماسينا، أمس، أن زامبيا أرسلت طائرتين للمساعدة في جهود الإنقاذ، وأن عددًا من البلدان تعهدت بالمساعدة.
وقتل إعصار «فريدي» منذ أن وصل إلى اليابسة في منطقة الجنوب الأفريقي في أواخر فبراير الماضي، أكثر من من 500 شخص في ملاوي وموزمبيق ومدغشقر.
وبدأت رحلة الإعصار «فريدى» عبر المحيط الهندى، مطلع فبراير الماضي، إذ ظهر قبالة السواحل الواقعة شمال غربى أستراليا، وامتد منها لجنوبى إندونيسيا، قبل أن يصل إلى مدغشقرثم موزمبيق ومالاوي.
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة، أن «فريدى» يهدد نحو 3.3 مليون شخص من سكان مدغشقر وموزمبيق وزيمبابوى.
وفي حصيلة أولية، أعلن رئيس مالاوي لازاروس تشاكويرا، الخميس، خلال زيارته للمناطق المنكوبة جنوبي البلاد، أن إعصار«فريدي»، أوقع 326 قتيلا، مؤكدًا أن عدد النازحين يزيد عن 183 ألفا.
وفي غرب أفريقيا، جددت منظمة المم المتحدة للطفولة «يونيسيف» تحذيرها من أن حياة 10 ملايين طفل على المحك مع احتدام الصراعات المسلحة في وسط الساحل.
ويأتي ذلك بعدما أكدت «يونيسف» في بيان لها الجمعة، أن ملايين الأطفال في بوركينا فاسو ومالي والنيجر في حاجة إلى المساعدة الإنسانية، كونهم محاصرين في الصراع المسلح في وسط الساحل الإفريقي المتأثر بانعدام الأمن الغذائي، الناجم عن الفيضانات والجفاف والصراعات وتداعيات «كوفيد».
وفي منطقة البحيرات الكبرى، حيث النزاعات المسلحة التي تدور بين المتمردين والجيش في جمهورية الكونغو الديموقراطية، وصف، جوما جان كلود، الناشط البارز في إحلال السلام، جوار بامباز، انسحاب المتمردين من بعض القرى شمالي البلاد بأنه «انسحاب كاذب»، محذرًا من عودتهم.
انسحب متمردوا حركة 23 مارس بقيادة التوتسي، من عدة قرى في الجزء الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك قبيل تعزيز الانتشار العسكري المرتقب للقوات الإقليمية في المنطقة؛ إذ بدأت مجموعة شرق إفريقيا المكونة من سبع دول (EAC) في نشر قوة عسكرية في شرق الكونغو في نوفمبر 2022 في محاولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة لكن الاشتباكات بين حركة 23 مارس وجيش جمهورية الكونغو الديمقراطية استمرت.
وأعلنت المجموعة عن اعتزامها تعزيز وجودها في المنطقة لإحلال السلام، لاسيما عقب خرق المتمردين لاتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى بوساطة أنجولا والذي كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في 7 مارس 2023.