«الملاذ الآمن وقت الأزمات».. كيف يؤثر انهيار «سيليكون فالي» على أسعار الذهب عالميا ومحليا؟

أثارت أزمة انهيار بنك سيليكون فالي، حالة من القلق عالميا، بعدما أعلنت وكالة تأمين الودائع الفيدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية سيطرتها على البنك لعجزه عن تعويض الخسائر المالية وتلبية عمليات سحب العملاء لأموالهم، وهو ما ألقى بظلاله على بورصة الذهب العالمية.
وفي بورصة الذهب العالمية، سجل سعر أوقية الذهب ارتفاعا تجاوز 2% اليوم، ليسجل نحو 1902 دولار للأوقية مقابل 1867 دولارا في إغلاقه السابق، وذلك كرد فعل طبيعي ومعتاد في أوقات الأزمات، حيث ازدهر الطلب على الذهب بالتداولات تحوطا من الأزمات الاقتصادية والمالية.
وأثار انهيار المجموعة الأمريكية «سيليكون فالي» وما تبعه بإعلان السلطات الأمريكية إغلاق بنك Signature، مخاوف الأسواق، من تكرار سيناريو الأزمة المالية العالمية 2008 مرة أخرى.
ويوضح هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، أن انهيار «سيليكون فالي» وبعده إغلاق «سيجنتشر» قد يكونا ضمن بوادر لأزمة عالمية تشابه أزمة 2008، وهذا ما يدفع الجميع للجوء للملاذ الآمن وهو الاستثمار في الذهب لأنه يحتفظ بقيمته مع مرور الزمن، مضيفا أن هذا ما دفع سعر الذهب عالميا للارتفاع لأكثر من 1900 دولار للأوقية وقد نشهد ارتفاعات واردة بنسبة عالية في الفترة القادمة.
وأكد في تصريحات ل«المصري اليوم»، أن هناك مراقبة لأسعار الذهب لأنه يخضع لعدة عوامل وفي الوقت نفسه هناك عدة سيناريوهات مطروحة للتعامل الفترة المقبلة، لكن تخطيه حاجز ال1900 دولار للأوقية يعني أن هناك دعم قوي عليه وزيادته لأكثر من ذلك مرجحة، مضيفا أن احتمال تخطيه حاجز ال2000 دولار يرتبط بمدى استمرار تداعيات أزمة «سيليكون فالي» وكيفية احتوائها ورد فعل الفيدرالي الأمريكي.
وتابع: «قرار الفيدرالي أيضا حاسم، وهل سيلجأ لزيادة الفائدة مرة أخرى أم لا عامل مؤثر، ففي حالة قراره برفع الفائدة سيسبب أعباء إضافية على البنوك أم في حالة التثبيت سيخفف الضغط على البنوك وبالتالي سيزداد سعر الذهب»، مضيفا أن السيناريوهات عديدة ونترقب ما سيتخذ من قرارات الفترة المقبلة.
كيف تتأثر أسعار الذهب في مصر؟
وترتبط أسعار الذهب في مصر بأسعار الذهب عالميا، وفأكد هاني ميلاد أن ارتفاع الذهب عالميا بالتأكيد يؤثر على السعر المحلي، واليوم شهدنا زيادات في أسعار الذهب في مصر بنفس نسبة زيادته عالميا، وسجل عيار 21 في مصر 1900 جنيه.
وأوضح أن الذهب قد ينخفض لحد محدود وقليل لكن ليس بنسبة كبيرة، لذلك كانت هناك النصيحة الدائمة عندما كان في متوسط أسعار 1700 جنيه أو أقل بالشراء لأنه سعر مناسب، مضيفا أن الذهب لن ينخفض كما يتخيل البعض لأقل من 1500 جنيه أو 1600 جنيه«.
التوقعات غير محسومة
فيما قال نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، إن الذهب سلعة عالمية تتأثر بكل العوامل الاقتصادية والسياسية في العالم أجمع، مضيفا أن انهيار بنك سيليكون فالي دفع الذهب عالميا إلى الارتفاع حيث تخطى حاجز سعر الذهب في البورصة العالمية لأكثر من 1900 دولار للأوقية اليوم بعدما كانت تسجل أمس نحو 1860 دولارا للأوقية.
وأوضح نجيب في تصريح ل«المصري اليوم»، أن السبب وراء ارتفاع سعر الذهب في البورصة العالمية جراء انهيار بنك «سيليكون فالي»، هو التضخم المالي العالمي الذي يدفع الأشخاص لشراء الذهب كملاذ آمن لهم بعد انهيار البنك وإفلاسه وضياع أموال المودعين، وتداعيات ذلك على سوق المال، فأصبح الذهب هو الملاذ الآمن للاستثمار، وبالتالي ارتفع الطلب عليه بدلا من الأوراق المالية فزاد سعره.
وأكد أن ارتفاع أو هبوط سعر الذهب عالميا في الفترة المقبلة أمر غير محسوم فقد يواصل الارتفاع وقد ينخفض، فالأمر كله يرتبط بالأحداث العالمية والظروف الاقتصادية والعرض والطلب، مشيرا إلى أن الذهب يتأثر بالعديد من العوامل وليس بعامل واحد ثابت، فدائما ما يكون التذبذب هو سيد الموقف في أسعار الذهب.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يواصل سعر الذهب الارتفاع بشكل أكبر في الفترة المقبلة وخاصة أنه يسجل حاليا في البورصة العالمية 1910 دولارات للأوقية وكان قبل أسبوع فقط بقيمة 1814 دولارا للأوقية، أي أن زاد ما يقرب من مائة دولار تقريبا.
وعن مدى تأثر السعر في مصر، أكد أن مصر سوق مفتوحة على الخارج وأي ارتفاع في سعر الذهب العالمي يؤثر بها، وزاد سعر الذهب في مصر اليوم بالفعل ليسجل 1895 جنيها للجرام عيار 21، مضيفا أن السعر في الفترة المقبلة لا يمكن توقعه وسيظل متأثرا ومرتبطا بالسعر العالمي للذهب، مضيفا أنه مع دخول شهر رمضان قد يشهد سعر الذهب في مصر انخفاضا طفيفا بسبب ضعف الشراء وزيادة العرض.