«تكافؤ».. مبادرة لمساعدة المتفوقين غير القادرين على الالتحاق بالجامعات التكنولوجية

أعلنت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى تطبيق مبادرة «تكافؤ»، التي تمثل نموذجًا للتعاون بين الجهاز الإدارى ممثلًا في الوزارة، والقطاع الخاص من خلال مسؤوليته المجتمعية مُمثلاً في «إى فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية»، والمجتمع المدنى ممثلًا في مؤسسة صناع الخير، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، من أجل تحقيق هدف الارتقاء بمنظومة التعليم الفنى ودعم النابغين فيه من غير القادرين.
وفى هذا الصدد، قال الدكتور محمد خضر، رئيس جامعة بنى سويف التكنولوجية، إن مبادرة «تكافؤ» تتضمن تقديم 200 منحة دراسية شاملة لطلاب الجامعات التكنولوجية الأكثر احتياجًا بقيمة المصروفات الدراسية، بإجمالى مبلغ 10 ملايين جنيه على أربع سنوات، وذلك في إطار تفعيل بروتوكول التعاون الموقع بين الوزارة والمؤسستين، لدعم طلاب الجامعات التكنولوجية النابغين غير القادرين بمنح دراسية تغطى قيمة المصروفات لهم.
وأفاد خضر، في تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، بأن تعد هذه المنحة مرحلة أولى لدعم أكبر للجامعات التكنولوجية للمساهمة في تأهيل الخريجين لأسواق العمل وتلبية متطلبات قطاعات الصناعة من التقنيين التكنولوجيين الأكفاء المواكبين لتطورات الصناعة محليًا وإقليميًا وعالميًا، ودعم المنظومة التعليمية والارتقاء بالتعليم التكنولوجى.
وأشار رئيس الجامعة التكنولوجية إلى أن طلاب الجامعات التكنولوجية النابغين غير القادرين الأكثر احتياجًا هم الفئة المستهدفة لهذه المنحة، وذلك بعد توافر عدة شروط في الطلاب المتقدمين، منها أن يكون المتقدم مصرى الجنسية، التفوق الدراسى طوال سنوات الدراسة، ألا يقل التقدير في السنة السابقة للمنحة عن جيد 2021/2022، اجتياز الطالب اختبارات القبول التي تقرها الجامعة، أن يلتزم الطالب بكل لوائح وقوانين الجامعة، مع عدم تعرضه لأى جزاء تأديبى لاستمرار المنحة.
وبشأن أهمية الجامعات التكنولوجية لمصر وكيف نستقطب الطلاب إليها، أكد الدكتور محمد خضر أن الجامعات التكنولوجية هي مسار جديد للتعليم العالى في مصر وهو ما يعكس اهتمام الدولة بتطوير التعليم الفنى والتكنولوجى، وتقدم هذه الجامعات برامج دراسية معاصرة مواكبة لمتطلبات سوق العمل المستقبلية ذات جودة مناظرة لنظم الجودة العالمية، كما تعتمد على التدريب العملى أثناء الدراسة بالورش والمعامل التي توفرها هذه الجامعات، بالإضافة إلى المصانع في المناطق الجغرافية القريبة منها، بما يُسهم في تأهيل الخريجين للمنافسة في سوق العمل المحلية والإقليمية والدولية.
وأضاف الدكتور خضر أن الجامعات التكنولوجية تعمل على استقطاب الطلاب إليها من خلال إعلاء القيمة العلمية وتطبيق التكنولوجيا الحديثة، حيث تعمل الجامعات التكنولوجية على تغيير الثقافة المجتمعية حيال التعليم الفنى بإنشاء مسار للتعليم التكنولوجى الجديد يختلف عن التعليم الجامعى التقليدى، ويخفف الضغط عليه بما يتناسب مع احتياجات العصر وسوق العمل الحالية والمستقبلية، كما يعظم من القيمة المضافة للموارد البشرية المصرية.
وأشار الدكتور خضر إلى التعاون مع بعض الخبرات الأجنبية للارتقاء بالتعليم التكنولوجى، مشيرًا إلى التعاون مع الجانب الكورى الجنوبى لدعم جامعة بنى سويف التكنولوجية فنيًا وتعليميًا، من خلال وضع معايير ومواصفات للمناهج والبرامج التدريبية والتطبيقية والمعامل الدراسية المتطورة، بالإضافة إلى توظيف التكنولوجيا المتقدمة لتواكب العصر الرقمى في الصناعات المختلفة.
وهذا ما اتفق عليه الدكتور عربى كشك، رئيس جامعة الدلتا التكنولوجية، في تصريحاته ل«المصرى اليوم»، حيث أشار إلى أهمية تضافر أطراف المجتمع لإنجاح منظومة الجامعات التكنولوجية، موضحًا أن دور الجامعات التكنولوجية في خدمة المنطقة الجغرافية التابعة لها الجامعة، وكذلك الإسهام في المشروعات القومية للبلاد.
وأفاد كشك بأن وجود مثل هذه المنحة يساعد في استقطاب المزيد من الطلاب المتفوقين غير القادرين على دفع المصروفات الدراسية، التي تقدر ب 10 آلاف جنيه مصرى سنويًا لكل طالب، وهو ما لا يستطيع بعض الطلاب دفعه، لهذا تأتى أهمية هذه المنحة، وكذلك تضافر الجهات المختلفة لمساعدة الجامعات التكنولوجية على استمرار هدفها لخدمة المجتمع.
وأشار إلى أن الجامعات التكنولوجية تهدف في دراستها الجزء النظرى بنسبة 40% فقط، بينما الجزء العملى فيتمثل في 60% من باقى المقررات الدراسية، حيث يتم تدريب الطلاب في مصانع أو شركات الشركاء للجامعات التكنولوجية.
وأوضح رئيس الجامعة أن فتح برنامج دراسى أو قبول الطلاب يقف على مدى احتياج المنطقة الجغرافية، ضاربًا مثالًا بفتح قسم التبريد والتكييف بالجامعة بناءً على طلب مجموعة العربى باحتياج المصنع لخريجى هذا التخصص، لهذا تم الشراكة بين الطرفين على تدريب الطلاب وفتح فرص العمل لهم مستقبلًا.
وأشار إلى أن الحد الأقصى للقبول في أي تخصص في الجامعة 100 طالب وطالبة فقط، وذلك وفقًا للخطة الاستراتيجية للمنطقة الجغرافية ومدى احتياجها للتخصصات، وكذلك وفقًا لاستراتيجية ورؤية جمهورية مصر العربية 2030.
ومن ناحيته، أكد الدكتور أحمد الصباغ، مستشار وزير التعليم العالى للتعليم الفنى، وفقاً لما جاء ببيان وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، أن مبادرة «تكافؤ» تُمثل نموذجًا رائعًا لتعاون الجهاز التنفيذى للدولة والقطاع الاقتصادى والمجتمع المدنى، للارتقاء بمنظومة التعليم الفنى ودعم النابغين فيه من غير القادرين. وأشارت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى إلى أن المبادرة تتضمن تقديم 200 منحة دراسية شاملة لطلاب الجامعات التكنولوجية الأكثر احتياجًا، وتعد ضمن المرحلة الأولى لدعم الجامعات التكنولوجية التي استحدثتها الدولة كمسار تعليمى، للمُساهمة في تأهيل الخريجين لسوق العمل، وتلبية متطلبات قطاعات الصناعة من التقنيين والفنيين المهرة لمواكبة تطورات الصناعة عالميًا، حيث تقدر المنحة للطالب الواحد بنحو 10 آلاف جنيه سنويًا.