حماس تدعو للثورة والتصعيد في الضفة الغربية.. والاحتلال يدعو لمحو بلدة «حوارة»

وجه المتحدث باسم حركة «حماس» حازم قاسم، التحية للثائرين في كل ساحات الفعل النضالي، وخاصة المشتبكين في مخيم عقبة جبر بمدينة أريحا، مضيفا أن الثورة في الضفة الغربية ستتواصل وتتوسع من حيث لا يتوقع الاحتلال، وكل هذه الجرائم لن تُوقف المد الثوري للشعب الفلسطيني الذي يقاتل من أجل حريته واستقلاله.
واعتبر أن ما مارسه جيش الاحتلال من استهداف المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية يؤكد أن جيش الاحتلال يتصرف بطريقة نازية وحشية.
وتشهد الضفة الغربية حالة كبيرة من التصعيد والتوتر، فيما يشهد قطاع غزة حالة من التهدئة.
من جانبه رصد مركز المعلومات الفلسطيني 77 عملًا مقاومًا في الضفة الغربية خلال ال24 ساعة الأخيرة، منها 15 عملية إطلاق نار، وتفجير عبوة ناسفة، وإلقاء زجاجة حارقة ومفرقعات نارية، وتصدٍ لأكثر لاعتداءات المستوطنين والتي بلغ عددها أكثر من 20 اعتداء، وتحطيم 7 مركبات للمستوطنين، واندلاع مواجهات ومظاهرات في 40 نقطة.
وفي القدس المحتلة، أطلق مقاومون النار صوب حاجز قلنديا العسكري، وقاموا بتفجير عبوات ناسفة، إلى جانب اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة الرام وصور باهر تخللها إلقاء حجارة.
وامتدت المواجهات العنيفة مع قوات الاحتلال إلى مخيم شعفاط، ورشق جنود الاحتلال بالحجارة والمفرقعات النارية، إضافة إلى مواجهات مماثلة ومظاهرات وقعت في بلدة أبوديس،وشهدت المنطقة القريبة من مستوطنة «يتسهار» عملية إطلاق نار، استهدفت قوات الاحتلال، تزامنًا مع إصابة 3 مستوطنين بالمنطقة جراء رشقهم بالحجارة.
ورشق فلسطينيون قوات الاحتلال المتمركزة عند حاجز زعترة العسكري بالحجارة، وتصدّوا لاعتداءات المستوطنين في المنطقة، ما أدَّى إلى اندلاع مواجهات عنيفة.
وفى إطار التصعيد من قبل الجانب الإسرائيلي والدعوات للعنف ضد الفلسطينيين العزل، قال وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش، اليوم الأربعاء، إنه «يعتقد أنه يجب محو بلدة حوارة من الوجود، وأن على إسرائيل القيام بذلك وليس أفرادا» في إشارة إلى الهجوم الذي شنه المستوطنون على بلدة حوارة جنوب نابلس يوم الأحد الماضي، الذي أسفر عن استشهاد الشاب سامح أقطش (37 عاما)، وإصابة عشرات المواطنين، وإحراق عشرات المنازل ومئات السيارات.
وردا على ذلك قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الدعوة بمحو قرية حوارة غير مسؤولة ومقززة وتدعو للعنف، وطالبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنبذ هذه التصريحات وإدانتها.
وفى الوقت نفسه رحب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ ببيان الخارجية الأمريكية الذي اعتبر تصريحات (الإرهابي) سموتريتش بمحو حواره أنها غير مسؤولة ومقززه وتدعو للعنف«.
وأعرب الاتحاد الأوروبي الثلاثاء، عن «القلق الشديد» إزاء أحداث العنف المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة، وأدان الهجمات ضد المدنيين، كما أدان الاتحاد الأوروبي «عنف المستوطنين الذي أدى إلى استشهاد فلسطيني وجرح مئات آخرين وحرق المنازل والمحلات التجارية وتخريب الممتلكات الفلسطينية بشكل لا يمكن القبول به».
ولفت البيان إلى تواصل بوريل مع السلطات الإسرائيلية والفلسطينية مساء الأحد ونقله رسالة تفيد بضرورة وقف العنف والإرهاب وحماية جميع المدنيين واتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف حدة التوتر، وذكر البيان أن الاتحاد الأوروبي رحب بالاجتماع الأمني الذي عقد في العقبة بالأردن، لتخفيف التوتر بين إسرائيل وفلسطين قبيل شهر رمضان.
من جانبها وفى إطار الدعوات للتصعيد، في الضفة الغربية، التي تسيطر عليها سلطة حركة فتح، قالت حركة حماس، إن المقاومة الفلسطينية ماضية بقوة في شق طريقها نحو التحرير، مؤكدة أن الاحتلال الإسرائيلي إلى زوال.
وأشارت حماس إلى أن قوات الاحتلال لن تستطيع أن تخمد نار المقاومة المتوقّدة في كل شبر من الأرض الفلسطينية المحتلة، موضحة أن المقاومة في القدس والضفة ستتصاعد ولن تعود إلى الوراء، ودعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى النفير لمساندة المقاومة وصد عدوان المستوطنين وجنود الاحتلال في أرجاء الضفة الغربية والقدس، وشددت حماس أنّ أريحا ستبقى واحدة من روافع العمل المقاوم، وستخوض معاركها مرارًا مع العدو جنبًا إلى جنب مع كل المدن الفلسطينية.
ودعت حركة «فتح» إقليم أريحا والأغوار، الإضراب الشامل، غدا الخميس، حدادا على روح الشهيد محمود حمدان، وقالت الحركة في بيان، إن الإضراب يشمل كافة مناحي الحياة باستثناء القطاع الصحي، وذلك تنديدا بجرائم الاحتلال المستمرة على أبناء شبعنا وآخرها إعدام الشاب حمدان«.
ونعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» شهيدها محمود جمال حمدان (22 عاما)، الذي استُشهد، اليوم الأربعاء، بعد إصابته برصاص جيش الاحتلال خلال عدوانه على مخيم عقبة جبر جنوب مدينة أريحا، وفى الوقت نفسه دعت حركة «فتح»، المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري، وكبح جماح منظومة الاحتلال، مؤكدةً أن الصمت المطبق للمجتمع الدولي يعني السماح للاحتلال بتأجيج الأوضاع، وممارسة إرهابه بحق الشعب الفلسطيني.
وحذر أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن الاحتلال ومن خلفه واشنطن يخططان لحرب فلسطينية داخلية، عبر تعزيز الانقسام في الشارع الفلسطيني من خلال دفع الأجهزة الأمنية للتصادم مع المقاومة والمقاومين، وفقا للرسالة نت، وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبومرزوق، إن الشعب الفلسطيني «يتجه نحو مقاومة شاملة مع الاحتلال، أقرب ما تكون إلى انتفاضة كبيرة، وتابع أن التصعيد في الضفة والقدس له علاقة مباشرة بالأوضاع التي يخلقها الاحتلال، مؤكدًا أن»أية تحركات سواء في شهر رمضان أو غيره، لن تقابلها حماس بالورود؛ بل ستقاوم المحتل المجرم«.
وفى سياق متصل، قال القيادي الفلسطيني محمد دحلان إن على الفلسطينيين إدراك أن حل الدولتين «لم يعد قابلا للتنفيذ على أرض الواقع»، مشيرا إلى أن الحل الوحيد أمام السلطة الفلسطينية هو الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ووفقا لما نقلت قناة «سكاي نيوز عربية»: «هناك غياب كامل للحالة القيادية الفلسطينية، وهناك انقسام داخل فتح، وهناك انقسام بين غزّة والضفة».
وأضاف: «إنّ الخيار السهل أمام السلطة هو أنّ يعلن أبومازن وحدة الضفة وغزة ووحدة القيادة الفلسطينية»، داعيًا إلى وضع برنامج للمقاومة وبرنامج توافقي لشكل المقاومة وآلية التعامل مع «إسرائيل»، بدلاً من السباب والشتائم التي نشاهدها من بعض القيادات الفلسطينية.
وأشار إلى أنّ ما يجري في الضفة الغربية هو تغيير للواقع التي أُجبرت السلطة علية، متابعًا «حين يُقتل أطفال فلسطينيون هذا أمراً عادياً بالنسبة ل»إسرائيل«وأمريكا، ونحن لا نقبل هذه المعادلة»، مشدّدًا على أنّ المعادلة على الأرض سيغيرها الشعب الفلسطيني.