بين الخصوصية وقمع الشركات.. جدل حول حظر حكومات غربية تطبيق «تيك توك» (تقرير)

هجمة شرسة تعرض لها تطبيق التيك توك المملوك لشركة بايت دانس الصينية، خلال الأيام الماضية، بعد عزم عدد من الحكومات الغربية خظر التطبيق بين موظفيها، بسبب مخاطر تهدد الأمن والخصوصية، عبر جمع التطبيق لبيانات المستخدمين في المقابل تكرر تنفي بكين مرارًا وجود مثل هذه النوايا.
البرلمان الأوروبي يحظر تيك توك على موظفيه
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء، إن البرلمان الأوروبي قرر حظر تطبيق تيك توك الصيني لمقاطع الفيديو القصيرة على هواتف موظفيه لأسباب أمنية، ليصبح بذلك أحدث مؤسسة في التكتل تتخذ هذه الخطوة.
وأوضح المسؤول أن الحظر سينطبق أيضًا على الأجهزة الخاصة المتصلة بالبريد الإلكتروني للبرلمان الأوروبي وشبكاته الأخرى، مضيفًا أن من المتوقع الإعلان عن القرار قريبًا.
وحظرت المفوضية الأوروبية ومجلس الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي تيك توك أيضًا على هواتف الموظفين، مما يؤكد المخاوف المتزايدة إزاء الشركة المملوكة لشركة بايت دانس الصينية وما إذا كان بإمكان الحكومة الصينية استغلال التطبيق لجمع بيانات المستخدمين أو خدمة مصالحها.
وتيك توك محظور على الأجهزة المملوكة للحكومة التي يستخدمها موظفو مجلس الشيوخ الأمريكي.
على خطى أمريكا.. كندا تحظر تطبيق تيك توك لموظفي الحكومة
قررت السلطات الكندية حظر تطبيق «التيك توك»، عن الأجهزة المحمولة التي تمنحها الحكومة ومنع مستخدمي هذه الأجهزة من تنزيل التطبيق في المستقبل»، موضحة أن كبير مسؤولي الاتصالات في كندا «توصل إلى أن التطبيق يحتوى على مخاطر تهدد الأمن والخصوصية.
البيت الأبيض يمهل الوكالات الفيدرالية 30 يومًا لحظر «تيك توك»
أمهل البيت الأبيض، أمس الإثنين، الهيئات الحكومية 30 يوماً للتأكد من عدم وجود تطبيق «تيك توك» على أي من الأجهزة أو الأنظمة التابعة للحكومة الاتحادية.
وقالت الرئاسة الأميركية إنّ مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض أمر كلّ الإدارات والوكالات التابعة للحكومة الفيدرالية بأن تطبّق في مهلة 30 يوماً الحظر الذي فرضه قانون أقرّه الكونجرس في نهاية ديسمبر ومنع بموجبه تنزيل التطبيق على أيّ جهاز أو هاتف تابع للحكومة.
وقالت مدير مكتب الإدارة والميزانية للجهات الحكومية شالاندا يونج في مذكرة توجيهية -اطلعت عليها وكالة رويترز- إنه سيكون مطلوبا منها تعديل عقود تكنولوجيا المعلومات للتأكد من أن المتعاقدين يحمون بيانات أمريكا عبر وقف استخدام تيك توك في الأجهزة والأنظمة المستخدمة في إطار عملهم.
الخطوة لم تكن وليدة اللحظة ففي 6 يناير الماضى قررت ولايتا نيوجيرسي وأوهايو الأمريكيتين حظر تطبيق تيك توك على الأجهزة الحكومية .
كما أصدر مجلس النواب الأمريكى، في ديسمبر من العام الماضى، مذكرة يحث فيها على ضرورة حذف التطبيق هواتف المشرعين والموظفين في مجلس النواب الأمريكى، بذريعة المخاطر الأمنية. .وكانت المفوضية الأوروبية حظرت الأسبوع الماضي التطبيق على أجهزتها.
قمع الشركات.. الصين تصف قرار الحظر بأنه «إنعدام للأمن الأمريكي»
وصفت وزارة الخارجية الصينية الحظر الذي فرضته الحكومة الأمريكية على تطبيق تيك توك، بانه يكشف عن انعدام أمن واشنطن الخاص واعتبرت نه إساءة استخدام لسلطة الدولة.
وقالت ماو نيج، المتحدثة باسم الخارجية الصينية في إحاطة يومية، إن الحكومة الأمريكية كانت تفرط في توسيع مفهوم «الأمن القومى»، وتسئ استخدام سلطة الدولة لقمع شركات الدول الأخرى. وانتقدت نيج مخاوف الولايات المتحدة نفسها، قائلة: «»ما مدى عدم تأكد الولايات المتحدة، أكبر قوة عظمى في العالم، من الخوف من التطبيق المفضل للشباب إلى هذه الدرجة؟».
من جهته، اعرب المتحدث باسم «تيك توك» عن استغرابه من قرار حظر التطبيق، معتبرا أنه اتخذ «من دون ذكر أي مخاوف أمنية محددة».
وتطبيق تيك توك -المملوك لشركة «بايت دانس» الصينية- تحت مجهر الغرب منذ أشهر بسبب مخاوف بشأن مدى وصول السلطات الصينية إلى بيانات المستخدمين، وفقا لما نقلته وسائل إعلام عالمية.
«انقلاب السحر على الساحر».. رئيس «الديجيتال ميديا» باتحاد الصناعات يوضح خطورة التيك توك
قال أحمد صبري، رئيس شعبة الديجيتال ميديا بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات باتحاد الصناعات، إن وسائل التواصل الاجتماعي تحصل على كم من المعلومات عن المستخدمين وعن سلوكهم.
وأضاف «صبري»، خلال مكالمة هاتفية ببرنامج «في المساء مع قصواء»، المذاع على قناة «CBC»، وتقدمه الإعلامية قصواء الخلالي، أن الهجوم على تطبيق «تيك توك» أو ما شابهه بمثابة «انقلاب السحر على الساحر»، فمجرد من ظهور التطبيقات من دول الجانب الشرقي من العالم بدأ بعدها الدول الأوروبية والأمريكي تنذر وتتوعد خصوصية البيانات.
وأشار إلى أن ما يؤخذ على «تيك توك»، هو عدم الرقابة على المحتوى، إذ إنه حاصل على صلاحيات كبيرة على الموبايل، ويستطيع أن يراقب تحركات المستخدم وميوله والرسائل التي يرسلها الشخص لمتابعيه وأصدقائه.
ولفت أنه منذ سنوات فشلت إحدى الطلعات الجوية لإحدى الدول، نظرا لأن الموبايل كشف عن موقع المطار، وبالتالي علمت دولة أخرى بهذه الطلعة واجهتها.