كتب «وسط البلد».. ما وراء .. أم ما تبقى من حكايات

رغم تعاقب السنين، تظل شوارع وسط البلد مميزة بطرزها المعمارية ومبانيها العتيقة، وبينما تحتفظ فى بعض أنحائها بعراقة الماضى وعبقه، نجد البعض الآخر يفقد بريقه شيئًا فشيئا، وهو ما يرصده 3 مصورين فى كتاب جديد يحمل عنوان «وسط البلد.. ما وراء الحكايات».
باللغتين العربية والإنجليزية، صدر الكتاب برعاية شركة الإسماعيلية للاستثمار العقارى ودار الشروق للنشر، وشارك فى تحريره زينيا نيكولسكايا، والمترجم نوران إبراهيم عبدالرؤوف، وهو من تأليف المصور كريم الحيوان الذى يوثق قصص ناس وسط البلد فى فصل «حراس وسط البلد»، وتحت عنوان «برودواى وسط البلد» وثقت المصورة بيلو حسين المسارح والسينمات القديمة المنسية ذات المعمار الاستثنائى فى المنطقة، فيما رصد المصور يحيى العلايلى حكايات المطاعم الكلاسيكية والحديثة وأماكن الخروج والتنزه فى فصل «مذاق وسط البلد».
«الكتاب يركز على توثيق التاريخ المنطوق الذى نحب أن نحتفظ به قبل أن يندثر، وقصص الأماكن التى يمكن أن تتغير».. يوضح المصور كريم الحيوان فكرة الكتاب، مضيفًا أن حراس وسط البلد هم أناس لديهم القدرة على الانتقال لأى مكان آخر للعيش فيه، لكنهم قرروا أن يبقوا فى المنطقة، ومنهم فنانون ومثقفون ومعماريون.
عمِلَ كريم الحيوان على تصوير 5 أشخاص من سكان المنطقة، ويقول عنهم: «جميعهم ملهمون بطريقة مختلفة»، ومنهم أمجد نجيب جامع الأعمال الفنية من الأنتيكات والرسوم، وهو من السكان الأصليين فى المنطقة، والفنانة هدى لطفى والدكتورة جليلة القاضى المعمارية القديرة ومجدى ووجدى رزق وغيرهم.
وأضاف ل«أيقونة» أنه استهدف توثيق قصص وحكايات سكان وسط البلد المؤثرين الذين يلعبون أدوارا فى توثيق المنطقة والحفاظ عليها، لذلك أطلق عليهم (الحراس)، مشيرا إلى أن «وسط البلد كانت قائمة على فكرة التعددية التى تجمع الأجنبى والمصرى وكل النشاطات، لكنها فقدت جزءا من هويتها وتركيبتها الأصلية مع خروج أغلب سكانها».
واعتبر أن «التعددية اختفت تقريبا، لذلك فقدت المنطقة جزءا كبيرا من هويتها، وتحولت بعض الشقق السكنية إلى مجموعة من الورش، والكتاب يرصد اللحظة الحالية فى المنطقة على أمل تشجيع أشخاص آخرين على أن يتمسكوا بالمكان»، كما رصدت المصورة بيلو المسارح وحالتها الحزينة حاليا والإهمال الذى تعانى منه.
أما المصور يحيى العلايلى، فيرصد حالة المطاعم القديمة فى وسط البلد، وكيف بُنيت، والنقوش فى جدرانها الأصلية، وما طغى عليها من تغيرات، فبعضها طمست معالمها الأصلية، موضحا أن الكتاب يوثق كل تلك المشاهد وما تبقى من المطاعم التى لا يعرف الكثيرون عنها شيئا حتى الآن.
وأوضح فى حديثه ل«أيقونة» أن البعض الآن يفضل التنزه فى المناطق الجديدة ولا يعرفون شيئا عن وسط البلد، وهدفنا هو إبراز الجوانب المميزة، وكيف حافظت المطاعم على تراثها وكذلك الجوانب الإنسانية، مضيفا أن العاملين فى تلك المطاعم لهم قصص عظيمة، فأحد العمال يعمل بأحد المطاعم منذ 55 عاما.