أ.د/ محمود عبدالحكيم يكتب: أسئلة وأجوبة عن «البروستاتا» وصحة الرجال

مع زيادة حملات التوعية والتوجه للاهتمام بالصحة، أصبح هناك اهتمام كبير لدى كثير من الرجال بأمراض البروستاتا والوقاية منها والعلاج المبكر.
لكن هناك تساؤلات كثيرة ومعلومات غير دقيقة يجب الإجابة والتنويه عنها وهى:
أولا ما هى غدة البروستاتا؟ وما وظيفتها؟
البروستاتا غدة صغيرة الحجم موجودة أسفل المثانة فى جسم الرجل، ولها وظيفة جنسية، وهى صناعة أغلب مكونات السائل المنوى، كما لها علاقة تشريحية وطيدة بالأعصاب الخاصة بالانتصاب، وصمامات التحكم فى البول الداخلية والخارجية. ويتراوح حجم البروستاتا بين (20 و30) جراما، ويتغير الحجم مع تقدم السن.
وعلى عكس المعلومة المنتشرة.. أن حجم البروستاتا له علاقة بالأعراض أو الأمراض التى تصيبها، فبعض التضخم فى الحجم طبيعى، ولا يعنى وجود مشكلة، بل بالعكس أحيانًا يصاب الرجل بأعراض ضيق التبول وأعراض التضخم الشيخوخى بدون حدوث تغيير فى الحجم.
■ ما هى الأمراض التى قد تصيب البروستاتا؟
هناك ثلاثة أمراض أساسية قد تصيب البروستاتا:
1 - التهاب البروستاتا، ومنها الالتهاب الحاد، والمزمن (وهناك أنواع مختلفة من الالتهابات المزمنة التى قد تصيب البروستاتا) وتصاب البروستاتا بالالتهاب لأسباب عدة، وقد يعانى منها الرجال فى جميع المراحل العمرية، بداية من سن الشباب فى أول مراحل الزواج والنشاط الجنسى. وتتشابه أعراض التهاب البروستاتا مع كثير من أعراض الأمراض الأخرى للجهاز البولى والتناسلى..
فمنها ضعف سريان البول والحرقة أثناء التبول، ومنها الإحساس بالألم وعدم الراحة فى منطقة العانة أسفل البطن والخصيتين والشرج، ومنها الضعف الجنسى وسرعة القذف والألم بعد العلاقة الجنسية، وقد تصل فى بعض الأحيان إلى الاحتباس البولى وارتفاع درجة الحرارة، وتشخيص التهابات البروستاتا، وتحديد سببها، وعلاجها الموجه لفترات كافية قد تصل إلى ستة أسابيع هو السبيل الوحيد للقضاء عليها.
وعلاج التهابات البروستاتا بطريقة خاطئة، وعدم تشخيصها مبكرًا قد يؤدى إلى تحور الالتهاب، وحدوث التهاب مزمن ومضاعفات، ويكون العلاج الدوائى هو الحل فى الغالبية العظمى من الحالات.
2 - التضخم الحميد وانسداد عنق المثانة
وهو المرض الأكثر انتشارًا بين الرجال بعد سن الخمسين، والتضخم الشيخوخى هو تحول فوسيولوجى فى البروستاتا، مما يؤدى إلى زيادة فى الحجم، وزيادة حجم البروستاتا لا يدل على درجة التضخم أو شدة الأعراض، ومتابعة تضخم البروستاتا، وعلاجها يعتمد على عدة معطيات، منها مدى تأثر الكُلى والمثانة البولية بالتضخم، ومنها أيضًا وجود مضاعفات مثل النزيف والاحتباس المتكرر والحصوات..
والتعرف على الأعراض الأساسية لتضخم البروستاتا فى غاية الأهمية، لأن الاكتشاف والعلاج المبكر قد يحمى المريض من المضاعفات، ويجنبه التدخل الجراحى. وأهم هذه الأعراض هى:
ضعف سريان البول، كثرة وتكرار التبول فى فترات أقل من المعدلات الطبيعية، التردد على التبول ليلًا أكثر من مرة، وصعوبة البدء والانتهاء من التبول، يكون العلاج الدوائى هو الحل فى 80% من الحالات، ولكن بعد الاطمئنان على الكُلى والمثانة ودلالات أورام البروستاتا.
3 - أورام البروستاتا
تأتى أورام البروستاتا السرطانية فى المرتبة الثانية بين الأورام التى تصيب الرجال، وبفضل الاكتشاف المبكر يعتبر الشفاء التام منها ممكنا، ولكن تعتبر المشكلة الحقيقية فى أورام البروستاتا السرطانية هى عدم وجود أعراض فى أغلب الحالات، فمعظم الحالات يتم اكتشافها عن طريق الصدفة سواء بالكشف الدورى أو بالكشف لسبب آخر.
وفى ذات الوقت، الاكتشاف المتأخر قد يضيع على المريض فرصة الشفاء، مما يوضح حتمية الكشف الدورى السنوى للرجال بعد سن ال 50، وبعد سن ال 40 فى الأشخاص الذين لديهم قريب مصاب من الدرجة الأولى.
■ ما هى أحدث أساليب الكشف عن أمراض البروستاتا؟
نظرًا لأهمية أمراض البروستاتا فهناك الكثير من الأساليب المتطورة التى تم استحداثها للكشف عن أورام البروستاتا الحميدة والخبيثة. بالإضافة إلى تحليل PSA والخزعة والتحليل الباثولوجى للخلايا، حدثت طفرة فى العقد الأخير فى الأجهزة وتقنيات الكشف والتحليل.
منها على سبيل المثال «الرنين المغناطيسى على البروستاتا متعدد المعلمات multiparametric MRI، والمسح الذرى عن طريق التصوير المقطعى بالإصدار البوزيترونى PSMA-PET CT، والسونار الشرجى بالاندماج التصويرى Transrectal with Image fusion.
وكل هذه التقنيات تساعد الفريق الطبى المعالج على تحديد درجة ونوع وطبيعة المرض لاختيار أسلوب العلاج الأمثل للوصول لأفضل نتيجة.
كما أن استخدام المقاييس المعيارية الإحصائية Nomograms المختلفة يتيح للطبيب والمريض إمكانية التنبؤ بنسب الشفاء واحتمالات الانتشار فى حالات السرطان.
* أستاذ مساعد جراحة المسالك بطب قصر العينى
ورئيس أقسام جراحات الروبوت