«حرب الدبابابات».. تحذير روسي وتردد ألماني وضغط غربي (تقرير)

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الأول، يزداد التصعيد بين روسيا والغرب على خلفية رغبة الدول الحليفة لأوكرانيا تزويدها بدبابات متطورة لمواجهة، وسط تردد ألمانيا في تزويد كييف بدبابتها من طراز «ليوبارد 2».
لكن الفريد تلك المرة أن الغرب ليس على صف واحد فبينما تدفع عدد من الدول الغربية من حلفاء أوكرانيا تجاه تزويد كييف بدبابات متطورة لمواجهة الروس على الأرض، يأتي موقف برلين المتردد من تزويد أوكرانيا بدبابة «ليوبارد 2» الألمانية، لخلق إنقسام داخل الصف الغربي.
وترى ألمانيا أن التحرك المفاجئ قد يؤدي إلى تصعيد الصراع مع روسيا، في المقابل يتمسك المستشار الألماني أولاف شولتس بموقف حكومته من الأزمة وهو «عدم القيام بعمل منفرد».
و صُممت دبابات Leopard 2 خصيصًا للتنافس مع الدبابات الروسية T-90 التي يتم استخدامها في الحرب حاليًا مما يجعلها الأختيار الأول لكييف، ويرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن 300 دبابة من هذا الطراز تضمن هزيمة الجيش الروسي.
وحذر نائب مجلس «الدوما» الروسي، ميخائيل شيريميت اليوم، من أن توريد الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا سيعتبر خطوة عدائية، تضطر الجيش الروسي للجوء إلى أسلحة أقوى بكثير في العملية الخاصة.
وقال شيريميت: «إن تسليم الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا، سيعتبر خطوة عسكرية، وهذا الأمر سيمنح جيشنا حق استخدام أسلحة أقوى بكثير في العملية الخاصة، لا يعرفها العدو حتى».
ووفقا له، يدفع «الناتو» بعناد الدول الأوروبية لفتح مواجهة عسكرية مع روسيا، وقال: «الولايات المتحدة مستعدة للتخلي ليس فقط عن أوكرانيا، ولكن أيضًا عن الاتحاد الأوروبي لنيل طموحاتها وتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية».
وأضاف: «نرى أن الألمان يقاومون الضغط لأنهم يتذكرون كيف انتهى هجومهم العسكري الأخير على روسيا».
وخلال الأسابيع الماضية ألحت الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية على برلين من لإرسال «ليوبارد 2» إلى أوكرانيا، أو على الأقل السماح للدول الأخرى التي تمتلكها بالقيام بهذه المهمة، خاصة مع امتلاك نحو 13 دول أوروبية ما يقرب من 2000 دبابة ألمانية من نفس الطراز.
ولكن بموجب اتفاقيات شراء الدبابة من ألمانيا فإنه يجب على الدول المشترية الحصول على موافقة من الحكومة الألمانية قبل تصديرها لدولة أخرى، وحال إقدام أي دولة على تصدير الدبابة الألمانية فإن برلين يمكنها فرض عقوبات عليها.
وفي تطور لموقف اليوم أعلن متحدث باسم الحكومة الألمانية، أنها ستدرس «بالسرعة اللازمة» طلب وارسو السماح لها بإرسال 14 دبابة ثقيلة من طراز «ليوبارد 2» ألمانية الصنع إلى كييف، بهدف مساعدتها في صدّ الهجوم الروسي.
وقال المتحدث إن «الطلب وصلنا سنعالج الطلب بالسرعة اللازمة بموجب الآلية المحددة».
من جانبه أعلن وزير الدفاع البولندى «ماريوس بلاشتشاك» اليوم الثلاثاء، أن بلاده طلبت بشكل رسمى إرسال دبابات «ليوبارد 2» إلى أوكرانيا.
وقال بلاشتشاك في تغريدة على تويتر: «لقد تلقى الألمان بالفعل طلبنا بالموافقة على إرسال دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا.. كما أناشد الجانب الألماني بالانضمام إلى تحالف الدول التي تدعم أوكرانيا بدبابات ليوبارد 2.. هذه تعد قضيتنا المشتركة لأنها متعلقة بأمن أوروبا بأكملها»، وأضاف: «هذه هي قضيتنا المشتركة، لأن أمن أوروبا بأكملها على المحك!».
ويصر المستشار الألماني، على أن خطوة كهذه بحاجة إلى تنسيق كامل بين أعضاء الحلف الغربي، بينما قال مسؤولون ألمان إنه لن يكون هناك قرار بهذا الشأن ما لم توافق الولايات المتحدة إلى إرسال بعض من دباباتها إلى كييف، وذكرت وول ستريت جورنال اليوم أن هناك صفقة أميركية ألمانية لتسليم عدد من الدبابات الثقيلة إلى أوكرانيا.