بوهدان هورفات: نستطيع الانتصار على روسيا

قال الخبير السياسى والمحلل الاستراتيجى الأوكرانى، بوهدان هورفات، إن بلاده تستطيع الانتصار على روسيا، بحصولها على الإمدادات العسكرية الأمريكية والغربية.
وأضاف «هورفات»، في حواره ل«المصرى اليوم»، أن كييف ليست دمية في يد واشنطن، ووجهت ضربة ل«بوتين» باستقلالية الكنيسة لأول مرة عن موسكو، وإلى نص الحوار:
■ بداية كيف ترى مستقبل الحرب والتفاوض بعد 11 شهرًا، خاصة أن روسيا تقول إنها لن تتراجع عن الأراضى التي انضمت إليها؟
- منذ 2014 كان هناك العشرات من جولات المباحثات، ولم تتراجع فيها أوكرانيا عن أي شبر من أراضيها، وهذا الواقع لن يتغير كما هو بالنسبة لأى دولة تم احتلال جزء من أراضيها، وبالنسبة لمستقبل الحرب، لا أحد يعرف بالظبط ما سيحدث، لكن هناك دلائل أو مؤشرات كثيرة تقول إن أوكرانيا قادرة وستصبر، وتستطيع الانتصار على روسيا، بإعادة الأراضى الأوكرانية بالكامل والسيطرة على حدودها كاملًا.
■ على الأرض روسيا تقول إنها تحقق انتصارات واسعة فما تعليقك؟
- هناك موجات متتالية لتراجع الروس والانسحاب من المناطق التي تمكنوا من السيطرة عليها، وقد فشلت القوات الروسية بريًا منذ يوليو 2022، ومع أوائل فصل الخريف روسيا لم تستخدم الطائرات فوق أوكرانيا، حيث فقدت 280 طائرة عسكرية، كما تسقط أغلبية الطائرات الدرون، الإيرانية وتقريبا 80% من الصواريخ الروسية، وإذا غيرت منظومات باتريوت الأمريكية الوضع في الجو وفقًا لتوقعات القيادة العسكرية في أوكرانيا، وحصلت على المزيد من الأسلحة الهجومية فستبقى قادرة على استرجاع الأراضى التي فقدتها منذ فبراير.
■ ولماذا لم تقبلوا الهدنة الروسية مع أعياد الميلاد وانتقدتها بلادكم؟
- لا توجد هدنة بمفهومها الصحيح، فليس هناك أي اتفاق مع الروس، حتى تكون واقعية، وكانت هناك محاولات للتفاوض على هدنة لرأس السنة الجديدة، لكن الروس فعلوا العكس، فقصفوا أوكرانيا، وكان هناك الكثير من الأنباء تتردد حول تدمير فندق وسط العاصمة كييف، وقصفوا مبانى جامعة كييف، رغم أن بجانبها مساكن للطلاب. وروسيا ليست جادة في إنهاء الحرب أو وقفها.
■ قلتم إن العقوبات الاقتصادية على روسيا ستوقف الحرب وسينهار الاقتصاد الروسى وهذا لم يحدث؟
- العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، التي شاهدنا 10 دورات منها والعقوبات الجماعية من الدول الغربية، ما زالت غير سارية المفعول، سنرى ضربة قوية للاقتصاد الروسى، ولن تبقى له فرص لزيادة النشاط، واستمرار الحرب سيكون أصعب بكثير، وفى المقابل هناك مساعدات مالية وإنسانية تقدمها أمريكا وأوروبا، واليابان وأذربيجان وأستراليا، ودول السبع، ولقد وجهنا ضربة قوية لبوتين بإنتهاء صلاحية إشراف الكنيسة الروسية على الكنائس في أوكرانيا.
■ وماذا عن وصف روسيا وحلفائها لأوكرانيا بأنها دمية في يد واشنطن و«ناتو»؟
- هذا كلام مردود عليه، فإذا كان البعض يتحدث أن أوكرانيا دمية في يد أمريكا وحلف شمال الأطلسى، فإن أوكرانيا ردت عليهم أجمعين بأنها تتصرف بطريقة مستقلة ومفيدة لشعبها، والدليل على ذلك أن الغرب نفسه تخلى عن الضغط على أوكرانيا بمحاولة إقناعها التفاوض مع روسيا، فأوكرانيا تدافع عن الحرية والاستقرار الاقتصادى الأوروبى، لذلك يجب على الغرب تقديم المساعدات حتى النصر الكامل، وإعادة الإعمار.
■ وهل أوكرانيا جاهزة لإعادة الإعمار؟
- الحكومة الأوكرانية قدمت ملفات خاصة بمشاريع الإعمار، وأرسلتها لجميع الدول للمشاركة في إعادة الإعمار، وأؤكد أن أوكرانيا لا تطلب المساعدات مثل المساكين في الشوارع، بل تقدم مشروعات مفيدة للمستثمرين الأجانب، وحكومة بلادنا كلهم من جيل الشباب في عمر الأربعين، ولديهم وجهة نظر حديثة ومهمة للحكومات الغربية، وستكون قوة كبيرة خلال 3 أو 5 سنوات سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، لأن مواردها متوفرة.
■ برأيك هل من السهل هزيمة روسيا؟
- روسيا لن تفقد بهزيمتها أي شىء إلا طموحات قيادتها الإمبريالية، وستكون هزيمة للقيادة فقط، أما الدولة والشعب الروسى فستفتح أمامهم إمكانيات للتقدم والتطور التي يتمتع بها الغرب.