«الاثنين الأزرق».. هل هو اليوم الأكثر كآبة في العام؟

يحل اليوم «الاثنين الأزرق»، وهو الثالث من شهر يناير، والذي يُشاع بأنه اليوم الأكثر كآبة في العام، ولكن هل هو كذلك؟
لم تثبت الأبحاث أن هناك يومًا ما أكثر كآبة من كل الأيام الأخرى، إلا أن الحيلة التي تم استخدامها من قبل العلاقات العامة لكنها رسخت نفسها للأسف في الثقافة الحديثة، ففي شهر ينايرمن كل عام، تشارك المدونات نصائحها حول كيفية إنقاذ الناس من الكآبة، وتغتنم الشركات الفرصة للترويج لمنتجاتها وخدماتها التي تشعرك بالرضا، وتحذو وسائل التواصل الاجتماعي حذوها، وفقًا لما نشرته قناة CNN.
أصل أسطورة الإثنين الأزرق
بدأ «الاثنين الأزرق» ببيان صحفي، في عام 2005، أرسلت قناة Sky Travel التلفزيونية البريطانية التي أغلقت الآن إلى الصحفيين إعلانًا ترويجيًا مثيرًا، وبمساعدة طبيب نفسي، قامت بحساب أكثر أيام السنة بؤسًا. وعمل الفريق على حلها باستخدام صيغة معقدة طورها عالم النفس كليف أرنال، واعتبرت عوامل مثل الطقس لمعرفة أكثر الأيام كآبة عند الناس.
وكان من المفترض أن تحلل الصيغة وقت حجز الأشخاص للعطلات، حيث طُلب من أرنال أن يحدد أفضل يوم لحجز رحلة لقضاء عطلة، لذلك فكر في الأسباب التي تجعل الناس يرغبون في قضاء عطلة- وبالتالي، ولد يوم الإثنين الأكثر كآبة في العام.
وقد يكون بعض الوقود الذي سبب انتشار أسطورة «الإثنين الأزرق» هي ظاهرة تستند إلى بحث من اليابان، ففي عام 2009، كانت نسبة الانتحار في أيام الإثنين للرجال اليابانيين أعلى بكثير منها في الأيام الأخرى من الأسبوع، خاصة بالنسبة لأولئك في فئة «الشباب»- مما يشير إلى أن هيكل أسبوع العمل والصعوبات الاقتصادية هما السبب في ذلك.
ولكن صيغة أرنال تبدو ذاتية وغير علمية لأنها اعتمدت على الطقس والدين والراتب الشهري، وعادًة ما يختلف الطقس في شهر يناير باختلاف الولايات والدول والقارات، لذلك لا يوجد دليل علمى عليها.
الإثنين الأزرق والاكتئاب الموسمي
قال الدكتور رافي شاه، الطبيب النفسي في مركز إيرفينغ الطبي بجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك: «يسيطر الحزن بشكل أكثر في فصل الشتاء، خاصًة مع انخفاض درجات الحرارة، لذا بدلًا من تحديد يوم واحد، أعتقد أن السؤال الأكثر إثارة للاهتمام هو ما الذي يؤثر على مزاجنا في فصل الشتاء؟.»
يعد الاضطراب العاطفي الموسمي شكل من أشكال الاكتئاب الذي يعاني منه الناس عادة خلال أشهر الخريف والشتاء عندما يكون ضوء الشمس أقل، وذكرت مجلة Psychology Today أن الاضطراب العاطفي الموسمي يصيب 10 ملايين أمريكي، وأن 10% إلى 20% أخرى قد تظهر عليهم أعراض خفيفة.
وقد تم ربط هذه الحالة بخلل كيميائي حيوي في الدماغ ناتج عن ساعات النهار الأقصر وضوء الشمس الأقل في الشتاء، ومع تغير الفصول، يمر الناس بتحول في ساعتهم البيولوجية الداخلية، أو إيقاع الساعة البيولوجية، مما قد يتسبب في عدم تأقلمهم مع جدولهم المعتاد.
وتشمل الأعراض الشائعة للاضطراب العاطفي الموسمي التعب على الرغم من نوم الشخص ساعات كافية، وزيادة الوزن المرتبطة بالإفراط في تناول الطعام والرغبة الشديدة في الكربوهيدرات، وفقًا لجمعية الطب النفسي الأمريكية .
وتشمل العلامات الأخرى الشعور بالحزن، وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تتمتع بها من قبل، والشعور بعدم القيمة أو الذنب، وصعوبة التركيز أو اتخاذ القرارات، وأفكار الموت أو الانتحار، وحتى محاولات الانتحار.
كيفية علاج الاضطرابات العاطفية الموسمية
إن أسهل طريقة لبدء اتخاذ إجراءات ضد الاضطراب العاطفي الموسمي هي التركيز على التعرض للضوء، وإذا لم تتمكن من الحصول على ضوء الشمس الطبيعي، فقم بشراء صندوق إضاءة.
ويتضمن العلاج بالضوء الجلوس أمام صندوق العلاج بالضوء الذي ينبعث منه ضوء ساطع للغاية لمدة لا تقل عن 20 دقيقة في اليوم، ويرى معظم الناس تحسنًا من هذه الطريقة في غضون أسبوع أو أسبوعين من بدء العلاج.
يمكن أن يساعد التعرض المتزايد لأشعة الشمس في تحسين الأعراض، كما أن مضادات الاكتئاب والعلاج بالكلام فعالان في علاج اضطراب القلق الاجتماعي أيضًا.
ويمكن أن يساعدك الاهتمام الشامل بصحتك أيضًا مثل: ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الطعام بشكل جيد، والنوم الكافي عندما تستطيع، والبقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء.