تعددت الأسباب والنتيجة واحدة.. أشخاص فقدوا حياتهم لانفجار الموبايل (تقرير)

اعتاد الأفراد الاقتراب من هواتفهم لدرجة الالتصاق، وحتى فترات النوم التي لا تخلو أحيانا من احتضان الهاتف أو وضعه أسفل الوسادة، ولكن ماذا إن تحولت أقرب الأشياء إلينا إلى قنبلة موقوتة، تقضي على صاحبها وقتما شاءت.
انتشرت حالات انفجار الهواتف دون قصد، وأودت بحياة أقرب الأشخاص لها أو من كان على مسافة ضئيلة منها، ولكن لماذا يحدث الإنفجار من الاساس وكيف يعرض الإنسان حياته للخطر بأخطاء بسيطة دون إنتباه؟، يستعرض «المصري اليوم» كيفية ظهور الأزمة من البداية وطرق التغلب عليها.
قصص أشخاص فقدوا حياتهم بسبب انفجار بطاريات الهواتف
-«وسام محمد» فتى عراقي في السادس عشر من عمره.
-«ألوا أسيتكيزي» من أذربيجان في الرابعة عشر من عمرها.
-«كونا برادهان» مواطن هندي في الثاني والعشرون من عمره.
ثلاثة أشخاص من بقاع مختلفة لا تجمعهم أي صلة إلا هواتفهم، المشترك الوحيد كان خطأ كرره الجميع، وهو عدم الانتباه لبطارية الهاتف، وسواء بشحن الهاتف ثم النوم بالقرب منه، أو الاحتتفاظ به تحت الغطاء أو الوسادة، النتيجة دائمًا واحدة.
تنفجر الهواتف في 90 % من الحالات بفعل البطارية، فيتم إعداد الهواتف الذكية ببطاريات «ليثيوم أيون»، والتي تحتوي على توازن من الأقطاب الكهربائية الموجبة والسالبة التي تسمح لها بإعادة الشحن. وأي خلل بهذه الدائرة المتزنة يضر بالهاتف، فتؤدي مكونات انقطاع البطارية إلى تفاعل. و إذ لم يتم التعامل مع هذا التفاعل بشكل صحيح يصل الأمر لحدوث الانفجارات.
ما الذي يضر ببطاريات الهواتف ليفسدها إلى هذا الحد؟
الأكثر شيوعًا بين الأسباب المؤدية لتلف البطارية هي الحرارة الزائدة، وتحديداً في حالة تحمل البطارية المشحونة أو المعالج حرارة شديدة السخونة تستمر في الإزدياد بوتيرة سريعة، عادةً تكون النتيجة إتلاف التركيب الكيميائي لبطارية الهاتف، وبناءً عليها يحدث تفاعل متسلسل يسمى الهروب الحراري. وهذه العملية تجعل البطارية تولد مزيدًا من الحرارة المستمرة في الزيادة دون توقف، فتؤدي نهايةً للاشتعال وتبدأ النيران في الانفجار بما يشبه إندفاع القنبلة.
وبين أشهر الأسباب التي تعود إليها الانفجارات، حدوث تلف مادي للهاتف، على سبيل المثال بعد سقوطه أو إنحنائه بطريقة مُفرطة، معها نعود للمشكلة ذاتها من إتلاف سلامة البطارية. وتنشيط التفاعلات الداخلية بها فتزيد من ارتفاع درجة حرارة الهاتف تبعاً لتحقيق موقع «بيزنس ستاندرد» عن انفجارات الهواتف .
كما أن ترك الهاتف في الشمس لفترات طويلة هو الأخر يسبب ارتفاع حرارتها وتلف البطارية، وأحياناً تتسبب بعض البرمجيات الخبيثة في تدمير وحدة المعالجة المركزية للهاتف، وطريقة شحنه. كذلك في أضيق الحدود قد تعود الأسباب للعمر الإفتراضي للبطارية والهاتف نفسه، فبمرور الزمن تتلاشى المكونات الداخلية للبطارية. وتؤدي لتورمها أو «انتفاخها» كما المصطلح المعتاد في الاستخدام، بعد فترات يؤدي تلف البطارية بهذه الطريقة للتغير الكيميائي لمكوناتها ومعها ترتفع الحرارة.
سر اللانفجار في شاحن الموبايل
ويقول مهندس الإلكترونيات «محمد جمعة» «للمصري اليوم»، إن انفجارات الهواتف عادة تكون بسبب الشاحن نفسه، لأن على الأرجح الشركات المُصنة للبطاريات تكون ذاتها عالمياً فتتخصص بصناعة البطارية وتبيعها لشركات الهواتف، فيكون المصدر واحد لكثير من الهواتف الشهيرة، لكن عادة يكون استخدام الشواحن غير الأصلية ذات الكفاءة الضعيفة، يضعف كثيراً من قوة البطارية، فشكل وكمية ال volt الصادر للهاتف، يتحكم بشكل رئيسي في العمر الإفتراضي لها ولقوة تحملها».
ويتابع «جمعة»: إن أحياناً تعود الأسباب لعدم انتظام التيار الكهربي نفسه، لكن في حالات ضعيفة جداً، وأغلبها يكون بالمناطق الريفية الغير ممهدة بكهرباء منتظمة.مضيفاً أن كلما ارتفعت كفاءة الهاتف كلما استبعدنا دائرة الانفجارات، في حالة التزم المستخدم بارشادات السلامة العامة لاستخدامها، وعلى العكس كلما قلت أسعار الهواتف، قلت كفاءة الأجزاء الداخلية له ومعها قد يتعرض الأشخاص للخطر.
الاستجابة للهاتف أفضل من دفعه لإتخاذ القرار
تقول «منة حسن»، 22 عام، «للمصري اليوم»، في أحد أيام الصيف كانت تستخدم الهاتف في التصوير برحلة مع الاصدقاء ولاستخدامه فترة طويلة مع حرارة الشمس بدأت حرارته في الازدياد، لدرجة جعلته بدأ في التحذيرات من ضرورة الإغلاق، وبعد عدم استجابتها للتنبيه، أغُلق تلقائيا وظل ساخناً قرابة الساعتين يرفض الفتح مرة أخرى، وتابعت «وضعته بمكان رطب أسفل ظل شجرة فترة طويلة حتى استجاب للفتح مرة أخرى».
ووفقاً لموقع «business-standard»، العالمي، فإن عادة الهواتف تعطي تحذيرات قبل الإنفجار، أو الوصول لهذه الدرجة، وفي حالة لم تعطي تنبيه واضح مثل حالة «آمنة»، على الأرجح يبدأ الموضوع في التطور وإبراز علامات واضحة دالة على الحريق مثل أصوات بسيطة تشبه السسس أو الفرقعة، وربما تصدر رائحة مشابه لروائح حرق البلاستيك أو المواد الكيميائية، وقد تظهر أيضا العلامات في شكل إنتفاخ فُجائي للبطارية يؤدي لكسر الشاشة، أو هيكل الهاتف نفسه. في جميع هذه الحالات القرار الأول للمستخدم أن يقوم بإغلاق الهاتف فوراً، وإرسالة لمراكز الصيانة.
نصائح للحفاظ على الهواتف من الانفجار
1. على عكس جميع العيوب أو الاضرار الناتجة عن الهواتف، هذا الضرر تحديداً يصعب منعه إذا بلغ ذروته، لكن يمكننا إتباع بعض الإرشادات أو النصائح من البداية حتى لا نصل لهذه النقطة:
2. أولهم عدم شحن الهاتف بالقرب من الأشخاص وتحديداً بأماكن النوم
3. عدم وضع الهاتف على الشاحن لساعات طويلة مثل وضعه طوال الليل.
4. عدم الشحن أثناء الاستخدام.
5. أن يكون الهاتف اثناء الشحن على سطح غير قابل للاشتعال، السرير والوسائد هي أسطح قابلة للاشتعال وبالتسالي تساهم في رفع الحرارة بدرجة أكبر.
6. وضع الهاتف أسفل الوسادة، يزيد من الضغط على الهاتف ويمنع التهوية عنه، وكنتيجة حتمية للضغط وانعدام الهواء ترتفع سخونة الهاتف وقد تصل للانفجار.. بالتالي لا تضعه مطلقاً بعيداً عن التهوية أو تعرضه لضغط.
7. تجنب تعرض الهاتف لحرارة مرتفعة لفترات طويلة
8. الحفاظ على سلامة البطارية، ايضاً استخدام الشواحن الغير أصلية أو الرديئة تؤدي للنتيجة ذاتها.
9. وضع الهاتف في حافظة حتى لا يتم إصطدامه وتأثر البطارية.
10. حافظ على الهاتف من البرامج الضارة التي يمكن أن تلحق الضرر بالبطارية.