قمة باريس.. «ماكرون»: كييف هى التى تقرر شروط السلام.. وروسيا تحاول تركيعها

قال الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، إن أوكرانيا هى التى «تقرر شروط سلام عادل ودائم»، وإن «خطة السلام ذات النقاط العشر» التى طرحها نظيره الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى كانت «أساسًا ممتازًا سيتم البناء عليه»، جاء ذلك خلال كلمته أمس فى افتتاح مؤتمر دولى فى العاصمة باريس لمساعدة أوكرانيا.
وأضاف أن الضربات التى تعترف روسيا علنًا بأنها تهدف فقط إلى تقويض مقاومة الشعب الأوكرانى، تشكل «جرائم حرب لن تبقى بدون عقاب»، موضحًا أن هناك حاجة ملحة لدعم قدرة الشعب الأوكرانى على الصمود، معلنًا فى الوقت نفسه عن مساعدة إضافية فرنسية بقيمة 76.5 مليون يورو لمواجهة برد الشتاء، وذلك فى مجالى الكهرباء والطاقة، من أجل شراء مصابيح.
وتابع: «روسيا التى ظهر إلى العلن ضعفها على الصعيد العسكرى، عمدت إلى استراتيجية ماكرة تهدف إلى تدمير البنية التحتية المدنية من أجل تركيع أوكرانيا، حيث تحاول بث الرعب فى صفوف السكان».
وقال ماكرون إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية نجحت فى إقناع روسيا بسحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة المجاورة لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، مشيرًا إلى أن المدير العام للوكالة رافائيل جروسى مستمر بالمفاوضات.
وأضاف: «تمكنا من حماية تشرنوبيل وهدفنا حماية زابوريجيا، والأسابيع المقبلة ستكون حاسمة بهذا الشأن والهدف هو نزع السلاح من المنطقة المحيطة بالمحطة».
وتناول اجتماع باريس، وفقًا لما نقلت الوكالة الفرنسية، 5 مجالات أساسية، وهى الطاقة والمياه والغذاء والصحة والنقل، وبحسب الرئاسة والخارجية الفرنسية فإن الأولوية ستكون حماية شبكة الكهرباء الأوكرانية من الانهيار، والتركيز على عمليات إصلاح البنية التحتية بعد كل ضربة روسية تستهدف المنشآت الحيوية الأوكرانية الرئيسية.
من ناحيته، أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديميترى بيسكوف، أن سحب القوات الروسية من أوكرانيا أمر غير وارد حاليًا، مشيرًا إلى أنه ينبغى على أوكرانيا أن تأخذ فى الاعتبار «الحقائق» التى طرأت على الصراع الأوكرانى حتى يكون هناك سلام بين الجانبين.
ورفض بيسكوف اقتراحًا قدمه الرئيس الأوكرانى زيلينسكى لإحلال السلام، نافيًا وجود أسلحة ثقيلة فى محطة زابوريجيا النووية.
وأشار بيسكوف إلى أن كل ما يتعلق باستعادة الحياة وتحسينها فى المناطق الروسية الجديدة يمثل أولوية مطلقة، مشيرًا إلى أن مؤسسات منطقتى دونيتسك ولوهانسك (غير المعترف بهما دوليًا) عانت على مدى 8 سنوات مضت من التدهور الكبير ونقص التمويل.
من جانبه، قال الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى، أمس، إن بلاده تحتاج 800 مليون يورو على الأقل كمساعدات طارئة لتلبية احتياجات السكان خلال فصل الشتاء، وذلك بسبب استهداف البنية التحتية للطاقة من قبل القوات الروسية.
وقال زيلينسكى، فى كلمة له عبر الفيديو خلال افتتاح مؤتمر باريس للتضامن، إن كييف تحتاج إلى فئات من المعدات والمحولات والمعدات المستخدمة لإصلاح شبكات الضغط العالى وتوربينات الغاز، كما يحتاج نظام الطاقة إلى مساعدة طارئة من قبل نظام الطاقة الأوروبى، من أجل التدفئة وما يترتب عليها من استيراد الكهرباء من الاتحاد الأوروبى.
بينما قال رئيس الوزراء الأوكرانى، دينيس شميكال، أمس، إن بلاده اتفقت على إرسال الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعثات فنية دائمة إلى جميع المحطات النووية بالبلاد، جاء ذلك خلال محادثات فى اجتماع مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسى. وقال شميكال إن المناقشات مع جروسى شملت أيضًا نزع السلاح من محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التى تسيطر عليها روسيا فى جنوب أوكرانيا.
من جانبها، أعلنت الهيئة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب أنها تمكنت من منع 123 جريمة، منها 64 هجومًا إرهابيًا فى روسيا، والكشف عن 68 خلية تآمرية للإرهابيين الدوليين.
وذكرت أنها سجلت زيادة فى عدد المظاهر الإرهابية على مدار العام، بما فى ذلك الأنشطة التخريبية لأجهزة الاستخبارات الأوكرانية، مؤكدة اعتقال أكثر من 400 عنصر من القوميين الأوكرانيين والأشخاص الذين ارتكبوا جرائم حرب على حدود روسيا، وفقا ل«نوفوستى».
فى سياق آخر، قال وزير الدفاع الإيطالى، جويدو كروسيتو، أمس، إن شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا ستتوقف بمجرد بدء محادثات السلام لإنهاء الحرب مع روسيا.
وقال رئيس حركة «نحن مع روسيا»، فلاديمير روجوف، إن الرئيس الأوكرانى، فلوديمير زيلينسكى، يستغل جهاز المخابرات البلاد كقوة دعم وحيدة، للحفاظ على سلطته، ومحاربة منافسيه السياسيين.
وأضاف روجوف أن الولايات المتحدة تمنع زيلينسكى من تحويل جهاز المخابرات إلى جهاز الأمن الرئيسى فى أوكرانيا بمساعدة المباحث الأمريكية فى كييف، مشيرًا إلى أن الجهاز مرَّ بعدة تحولات جوهرية، ففى البداية تم تحويله إلى قوات خاصة تدعم النازية، ومن ثم أصبح جهازًا يجمع قُطّاع الطرق والقتلة.
فى سياق متصل، دعا نائب رئيس مجلس الأمن الروسى، ديميترى ميدفيديف، الأوروبيين إلى عدم أخذ كلام الرئيس الأوكرانى لإرسال بعثات الاتحاد الأوروبى إلى البنية التحتية الحيوية فى أوكرانيا على محمل الجد، قائلًا: «إن الأوروبيين يمكن أن يُصبحوا دروعًا بشرية».