«سد النهضة» على أجندة القمة الأمريكية الأفريقية في واشنطن

علمت «المصرى اليوم»، أن هناك نية من جانب الإدارة الامريكية، لطرح قضية «سد النهضة» على اجندة اجتماعات القمة الأمريكية- الأفريقية في واشنطن، والتي من المقرر أن تنطلق فعالياتها غدا الثلاثاء في البيت الأبيض وتستمر حتى الخميس 15 ديسمبر.
فيما تأكد مشاركة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيسة اثيوبيا، سهلي ورق زودي، بفاعليات القمة التي تضم رؤساء وقادة 49 دولة من القارة السمراء، ولم يوجه البيت الأبيض دعوة إلى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بسبب دوره في الحرب الأهلية الاثيوبية أو «لأن الدعوات مقتصرة على رؤساء الدول» كما أكد البيت الأبيض بشكل رسمي.
وقال مصدر مسؤول، بمجلس الأمن القومي ل «المصرى اليوم»، إن القمة سوف تعكس استراتيجية الولايات المتحدة تجاه إفريقيا، وما تمثله من أهمية حاسمة لمواجهة التحديات المعاصرة، موضحا إن القمة ستعمل على بناء شراكات أمريكية- أفريقية طويلة المدى.
وحول إمكانية عقد لقاء خاص بين الرئيس المصري ونظيرته الاثيوبية على هامش القمة لمناقشة أزمة «سد النهضة» بين البلدين، اكتفى المصدر بالإشارة إلى أن الرئيس بايدن ممتن دائمًا لإتاحة الفرصة له لإشراك القادة الأفارقة بشكل مباشر، مستدركا بأن البيت الأبيض ليس لديه ما يؤكده في الوقت الحالي بخصوص اجتماعات ثنائية محددة.
وتابع، نحن ملتزمون بتوسيع وتحديث شراكات الولايات المتحدة في إفريقيا، والعمل معًا لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات الجديدة وطويلة الأمد، وتسخير الأبحاث والتقنيات الجديدة، والاستثمار في مصادر القوة طويلة الأجل مع تلبية الاحتياجات العاجلة.
فيما اكد السفير تيبور ناجي، مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق للشؤون الافريقية، على أن الأهمية الشديدة لأزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، تفرض نفسها بقوة على اجندة القمة الامريكية – الافريقية بواشنطن، مشيرا إلى أن قضية سد النهضة احد اهم القضايا التي تهدد الامن والسلام في القرن الافريقي وافريقيا كلها.
واضح ناجي، ل «المصرى اليوم»، انه خلال فترة خدمته كمساعد لوزير الخارجية الأمريكي للشؤون الافريقية خلال إدارة ترامب، لمس بنفسه تعقيد هذا الملف، حيث حاولت إدارة الرئيس ترامب التوسط لكن دون استجابة كبيرة من جانب الاثيوبيين.
ونبه ناجي، إلى أن لقاء بين القادة السياسيين المصريين والاثيوبيين خلال القمة سيكون امرا رائعا، لتهدئة الأجواء الملتهبة بين القاهرة واديس ابابا، لكنه عاد واكد، أن إتفاق نهائي بين الجانبين ستحسمه المفاوضات الفنية وليس المفاوضات السياسية، لانه اذا كان السياسيين يضعون اطارا عاما للتفاوض، فأن الفنيين والخبراء هم في النهاية أصحاب القرار في مثل هذه الأمور.
فيما قالت السفيرة الامريكية السابقة في اثيوبيا، السفيرة باتريشيا هاسلاش، ل «المصرى اليوم»، إن القمة فرصة طيبة للقاء القادة المصريين والاثيوبيين، لمناقشة سد النهضة، مشيرة إلى أن عدم طرح قضية سد النهضة على اجندة القمة، قد يرسل رسالة خاطئة، لكنها عادت وأكدت أن طرح «الوساطة الأمريكية» بشكل رسمي في قضية سد النهضة امر مشكوك فيه خلال هذا التوقيت.
وكان بيان رئاسى صدر عن البيت الأبيض عقب قمة جدة الاخيرة، بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الأمريكي جو بايدن، حول سد النهضة، أكد خلاله الرئيس بايدن على دعم الولايات المتحدة للأمن المائي لمصر ودعوته لضرورة صياغة قرار دبلوماسي يحقق مصالح جميع الأطراف ويساهم في منطقة أكثر سلامًا وازدهارًا، كما شدد على ضرورة إبرام اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة دون مزيد من التأخير على النحو المنصوص عليه في بيان رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتاريخ 15 سبتمبر 2021، وبما يتوافق مع القانون الدولي.
وجدير بالذكر أن مفاوضات سد النهضة متوقفة منذ أبريل 2020، لكن إثيوبيا قامت بشكل احادي دون اتفاق بعمليات متكررة لملء بحيرة السد، الامر الذي رفضته مصر وقامت باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، الذي أعاد الملف بدوره إلى الاتحاد الافريقي، وبين مجلس الامن والاتحاد الافريقي يبقي الملف مجمدا.