بعد إطلاق «مبادرة الغذاء المصرية».. كيف يهدد المناخ مستقبل الزراعة؟

تواصلت فعاليات قمة المناخ كوب 27 في يومها السابع، السبت، 12 نوفمبر 2022، حيث شهد اليوم عقد فعاليات تحت عنوان «يوم التكيف والزراعة» والتي شهدت إطلاق مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام «FAST»، والتى أعلن وزير الزراعة، السيد القصير إطلاقها، كفرصة للدول المشاركة فيها ولشركاء التنمية لمساعدتها للحصول على التمويل وتمكينها من مجابهة التغيرات المناخية.
وتستهدف المبادرة وفقا لما أعلنه وزير الزراعة تنفيذ إجراءات ملموسة من شأنها أن تؤدي إلى تحسين العمل المناخي وكمية ونوعية مساهمات التمويل للتحول المستدام للأنظمة الزراعية والغذائية بحلول عام 2030.
العلاقة بين المناخ والزراعة
العلاقة بين المناخ والزراعة مترابطة، فكل منهما يؤثر على الآخر، وكشفت الأمم المتحدة عن أن جزءا كبيرا من غازات الدفيئة ناتجة عن الزراعة والأراضي، حيث تنتج الماشية غاز الميثان أثناء عملية الهضم، وهو أحد الغازات الدفيئة.
بينما تؤدي الأسمدة المستخدمة في الزراعة لإنتاج أكسيد النيتروز بجانب إنتاج ثاني أكسيد الكربون بسبب قطع الغابات لتوسيع الأراضي الزراعية وهو مجتمعا ما يؤدي لزيادة انبعاثات غازات الدفيئة بجانب الانبعاثات الناتجة عن السماد الطبيعي وحرق مخلفات المحاصيل.
وعلى الجانب الآخر تهدد التغيرات المناخية الزراعة في العالم، ووفقا لتقدير الأمم المتحدة تعد منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا من أكثر مناطق العالم تأثرًا بتغير المناخ.
وتشير التوقعات إلى احتمالية ارتفاع درجات الحرارة من 1.7 إلى 3 درجات مئوية في معظم المناطق وتصل ل5 درجات مئوية في بعض المناطق الداخلية.
وأكثر المناطق المعرضة بشكل خاص للإجهاد المائي، وفقا لمنظمة الأغذية العالمية «الفاو» هي مناطق وادي النيل وجنوب غرب شبه الجزيرة العربية وشمال القرن الأفريقي، متوقعة أن 80% من بلاد الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تشهد انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في ظل تغير المناخ، لا سيما بين مجتمعات صغار المزارعين.
ووفقا لتقديرات المنظمة ستعاني المناطق الزراعية البعلية والمروية والتي تغطي 22% من مساحة المنطقة والإنتاج الحيواني الذي يمارس في 33% من المنطقة من تغير المناخ بدرجات متفاوتة تتراوح من متوسطة إلى مرتفعة، وتشير التوقعات إلى حدوث انخفاض بنسبة 20 % على الأقل في الإنتاج.
وهذه النتائج تسببها التغيرات المناخية، بجانب التأثير الذي يمتد ليشمل توافر المياه، حيث يؤدي الاحترار العالمي إلى تفاقم نقص المياه في المناطق الفقيرة بالمياه، وبالتالي تتأثر المحاصيل.
كما يهدد الجفاف الناتج أيضا عن التغيرات المناخية إلى تأثيرات أخرى يمكن أن تؤدي إلى زيادة احتمالات حدوث عواصف رملية وترابية مدمرة يمكن أن تنقل مليارات الأطنان من الرمال عبر القارات، وهو ما يهدد توافر مساحات الأرض المتوافرة للزراعة، ويزد من تهديدات زيادة معدلات الجوع وذلك بسبب قلة المياه والأراضي مما يتسبب في انخفاض غلة المحاصيل ويؤثر على الثروة الحيوانية.
مبادرة الغذاء والزراعة
وتهدف مبادرة الغذاء والزراعة التي أطلقت اليوم على هامش قمة المناخ كوب 27 إلى تفعيل وسائل تمويلية مبتكرة بدعم من المؤسسات المالية الكبرى إلى جانب شراكات القطاع العام والخاص كدليل على الجدية.
ووفقا لوزير الزراعة ستكون المبادرة عبارة عن شراكة متعددة لأصحاب المصلحة تعمل كمسرّع للتحول المستدام للنظم الزراعية والغذائية، وذلك وبالتعاون مع المبادرات والتحالفات والائتلافات العالمية والإقليمية ذات الصلة خاصة، حيث يوجد تقارب في نهج المبادرة و«عمل كورونيفيا المشترك بشأن الزراعة».