بينها اللحوم.. أطعمة تتناولها يوميا تسبب التغيرات المناخية

تشغل قضية التغيرات المناخية اهتمامًا عالميًا في الوقت الحاضر، ويبحث قادة العالم في شرم الشيخ خلال قمة المناخ في دورتها ال27 كيفية التصدي لهذه الظاهرة ودور الأفراد فيها، ويعتقد الكثير أن تغيرات المناخ تنتج فقط عن استخدام الوقود الأحفوري والصناعة ووسائل المواصلات وغيرها من المسببات، إلا أن الغذاء قد يكون أحد العوامل المؤثرة على البيئة.
فتؤثر الأغذية التي يتناولها الإنسان على تغير المناخ، حيث يرتبط أكثر من ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان بالغذاء، بدءًا من مراحل إعداد وتجهيز الطعام وحتى التخلص منه، وهو ما عبرت عنه الأمم المتحدة في تقرير لها: كيف يحدث ذلك على البيئة.؟
علاقة الغذاء بتغير المناخ
وفي تقرير للأمم المتحدة، كشفت أن الجزء الأكبر من غازات الدفيئة المرتبطة بالغذاء ناتجة عن الزراعة واستخدام الأراضي، حيث تنتج عملية الهضم لدى الماشية غاز الميثان وهو أحد غازات الدفيئة، وكذلك الأسمدة المستخدمة في الزراعة والتي تنتج أكسيد النيتروز، وأيضا ثاني أكسيد الكربون الناتج عن قطع الغابات لتوسيع الأراضي الزراعية، بجانب الانبعاثات الناتجة عن السماد الطبيعي وحرق مخلفات المحاصيل.
أما فيما يخص غذاء الإنسان، فتؤدي الأطعمة حيوانية المصدر، وخاصة اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان إلى تأثير أيضا، حيث تنتج غازات الاحتباس الحراري، والسبب في ذلك يعود إلى قطع الأشجار والغابات للتوسع في الأراضي الزراعية والعشبية لإنتاج اللحوم، وكذلك انبعاث غاز الميثان من الأبقار والأغنام نتيجة هضم العشب والنباتات.
كما أن نفايات الماشية والأسمدة الكيماوية المستخدمة في المحاصيل تنتج أكسيد النيتروز، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية، فيما تعد الأطعمة النباتية مثل الفاكهة والخضروات وأيضا الحبوب الكاملة والفاصوليا والبازلاء والعدس والمكسرات كلها تنتج غازات دفيئة وإن كانت أقل من الأطعمة الحيوانية.
تقليل التأثير
وللحد من الانبعاثات الناتجة عن الأغذية، نصحت الأمم المتحدة بإمكانية الاعتماد على النظم الغذائية النباتية وخاصة المنتجات الغنية بالبروتين النباتي مثل الفاصوليا والحمص والعدس والحبوب، وتقليل الاعتماد على البروتين الحيواني والدهون المشبعة مثل الزبد والحليب والأجبان وزيوت النخيل وجوز الهند، واستخدام البروتينات البديلة مثل البدائل النباتية للحوم وكذلك بدائل الألبان حيث سيساعد ذلك لتقليل كمية انبعاثات الغازات الدفيئة.
وللحفاظ على الثروة الحيوانية الأساسية للأمن الغذائي في العالم، نصحت الأمم المتحدة بالاعتماد على الأعلاف المحسنة والتغذية المستحدثة لتثليل كمية غاز الميثان الناتج عن هضم الماشية للأطعمة، كما ينصح بتقليل حجم قطاعن الماشية وتبديلها بعدد أصغر من الحيوانات عالية الإنتاجية.
وفي الزراعة نصحت أيضا باعتماد الممارسات الزراعية المحسنة، التي تساعد في تقليل الانبعاثات من الغازات عبر تطوير سبل إدارة الأسمدة والرعي بالتناوب للحفاظ على تربة صحية.
نصائح لغذاء صديق البيئة
ولتحقيق الغذاء صديق البيئة، قدمت الأمم المتحدة مجموعة من الإرشادات الواجب اتباعها، منها:
* الحد من هدر الطعام، لأن ما يقرب من 1 مليار طن من الطعام أي 17% من جميع المواد الغذائية تذهب إلى صناديق القمامة كل عام في العالم، وهو ما يؤدي إلى أكثر من 8% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
* تناول وجبات صحية أكثر من خلال نظام غذائي متوازن وغني بالنباتات .
* رغم أهمية اللحوم ومنتجات الألبان كمصادر للبروتين، وخاصة في المناطق منخفضة الدخل، فينصح في المناطق ذات الدخل المرتفع بالتحول للأنظمة الغذائية النباتية لتعزيز الصحة وتقليل التأثير البيئي.
* اشتر احتياجات فقط واستهلك ما تشتريه للحد من هدر الطعام.
* استخدام بقايا الطعام في التسميد، لأن ذلك يمكن أن يقلل من كمية الميثان وثاني أكسيد الكربون المنبعث من النفايات العضوية.
* جرب وصفات مستدامة من خلال وصفات جديدة لأطباق لذيذة ومفيدة للصحة وللكوكب.
* تجنب استخدام البلاستيك واستعمل الحقائب القابلة لإعادة الاستخدام لتقليل كمية النفايات البلاستيكية.