بداية انطلاق العائلة المقدسة إلى صعيد مصر من كنيسه العذراء مريم بالمعادي

شاهدة على رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، في ضاحية المعادى وعلى شاطئ نيل القاهرة مباشرة، تقع كنيسة السيدة العذراء مريم، والتي تتميز بطرازها الأثرى المميز.
وفيما يتعلق ببناء الكنيسة، يذكر أن الملكة هيلانة والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير، طلبت من أبنائها أن يبحثوا عن كل مكان ذهبت إليه العائلة المقدسة وأن يبني فيه كنيسة باسم العذراء مريم، ومن بين هذه الأماكن كانت كنيسة العذراء مريم بالمعادي في القرن الرابع الميلادي، والتى رممت على مر العصور، وكان أكبر ترميم لها في القرن 11 الميلادي، حيث كانت هناك قافلة مارة بالنيل محملة بالأسلحة فانفجرت أمام الكنيسة ما أدى إلى تدميرها بالكامل، وأعيد بناؤها مرة ثانية في نفس المكان.
والكنيسة تحتوى على 3 هياكل و3 قباب، وبها بئر كانت تشرب منها العائلة المقدسة، كما أن الكنيسة بها أكفان بعض القديسين، وبها أيقونة تحكى قصة حياة العذراء مريم منذ ولادتها وحتى وفاتها، وتضم الكتاب المقدس بالحجم الكبير منذ عام 1976 الذي وجده راعى الكنيسة ويدعى القس بشارة طافيا على سطح النيل، ومشبعا بالمياه ومفتوحا على سفر أشعياء الأصحاح 19 الذي توجد به آية تقول: مبارك شعبي مصر، فضلًا عن احتواء الكنيسة على السلم الأثرى الذي يصل إلى قاع النيل والمقام عليه قبة وبه مذبح، وكانت المياه قبل بناء السد العالي تغرق السلم وتتدفق إلى داخل الكنيسة، ولكن بعد بناء السد العالي وبناء على طلب وزارة الرى والموارد المائية تم بناء رصيف أمام السلم لحماية المباني أخفى بعض أدراجه ولكن ما زالت بعض الأدراج موجودة وتستخدم في الصعود والنزول.
يقع أمام الكنيسة سلم آخر يصل بسرداب مار أسفل الكنيسة ويصل حتى النيل، وترى في نهاية هذا السرداب دير أبوسيفين في الجهة المقابلة، وكان يستخدم السرداب في نقل الأشخاص وما زال موجودًا وتمت إعادة ترميمه ووضعت فيه أيقونة للسيدة العذراء والسيد المسيح.
يذكر أن العائلة المقدسة سارت في طريق الهروب مصر إلى كنيسة أبوسرجة بمصر القديمة قبل أن تصل إلى كنيسة العذراء بالمعادى ومكثوا فيها في طريق الهروب لمدة 3 أيام أثناء توجههم إلى جبل قسقام بأسيوط (دير المحرق)، ومكثوا فيها أيضا أثناء عودتهم إلى بيت لحم ولكن لم تعرف المدة التي مكثوا فيها في تلك المنطقة المعروفة بمنطقة «العدوية»، وهم من كانوا يمتلكون هذه الأرض في هذا الوقت، لذا سميت بكنيسة ودير السيدة العذراء بالعدوية.