مأساة «بسمة».. خطأ طبي يُنهي حياة الأم والجنين.. والزوج: عايز حقي (فيديو وصور)

صورة معلقة على الحائط تضم زوجين و3 أطفال، أصغرهم 4 سنوات، ينظر إليها أفراد الأسرة، ويعلو بكاؤهم: «ماما ماتت، وعاوزين حقها».
«بسمة»، على إثر عملية إجهاض جنين ميت في الشهر الخامس، تعرضت، وفق أمها، ل«أبشع أنواع العذاب»، تشرح وسط دموعها: «دكتورة بمستشفى خاص ببهتيم بشبرا الخيمة أصرّت على الولادة الطبيعية، رغم إنها ولدت قيصرى 3 مرات، وبنتى أُصيبت بانفجار في الرحم، والطبيبة خدت الجنين ورمته في النفايات».
والدة «بسمة» تتذكر يوم تلقيها اتصالًا من ابنتها تستغيث بها: «تعاليلى يا ماما.. أنا تعبانة قوى، الدكتور اللى بتابع معاه قالِّى: الجنين مش سامع له نبض»، وتحكى الأم: «قلت لها: اهدى يا بنتى، وربنا يخليكى لولادك».
وبوصول الأم إلى ابنتها «كانت قد أجرت أشعة ثلاثية الأبعاد، أظهرت وفاة الجنين في بطنها»، وتكمل حديثها عن المأساة: «رُحنا لدكتورة بمركز طبى لأن الطبيب اللى بيتابع حالتها كان في غرفة العمليات، وبنتى كانت تعبانة قوى، وقالت لنا: خدوا البرشام ده.. مستورد، واللى خدتوه من الطبيب الأول مفعوله مش كويس».
ممرضة بمركز الطبيبة اقتربت من أم «بسمة»، ونصحت إياها: «بلاش تعملى اللى الدكتورة بتقول لك عليه وتولد طبيعى»، ثم فوجئت الأم بأن «الدكتورة طلبت إننا نعمل إجهاض للجنين كأنه ولادة طبيعية، ورفضنا لأنها كانت بتولد قيصرى».
وبمجرد أن وضعت «بسمة» «البرشام تحت لسانها»، وفق والدتها: «قعدت تتنطط، ومش عارفين فيه إيه، والطبيبة قالت لنا: ده عادى، وبعد دخول بنتى العمليات بنص ساعة، فوجئنا بإغلاق الغرفة بالجنازير، قبل خروج إناء مليان دم، ودخول آخر به ثلج».
قلب الأم كان يتوجس خيفة على «بسمة»، والطبيبة تخرج أخيرًا وتعلن أمامها: «الرحم انفجر، وكل حاجة انفجرت، لازم تروح مستشفى حكومى مُجهز».
الأم كانت في ذهول، ولم تصدق عينيها وهى تطالع ابنتها «خارجة من العمليات على الإسعاف»، وتقول: «الطبيبة فوجئت بيها بتطلب منى الإمضاء على ورقة إن بنتى لم تحضر لمركزها، وهى تساعدها فقط للنقل للمستشفى الحكومى، صرخت في وجهها: حرام عليكى، بنتى جات هنا ماشية على رجليها، وسليمة».
14 كيس دم وبلازما طلبها الأطباء ل«بسمة» لإسعافها، ولم تستجب حالتها للتحسن، وماتت بعد 18 يومًا من رقودها بالمستشفى، حسب أمها: «الدكاترة قالوا لى: بنتك جاية ميتة، من كتر الاصطدامات الكهربائية لإنعاش قلبها بمركز الولادة القفص الصدرى اتكسر، والرحم كان داخله 4 فوط من كتر النزيف»، وكانت المأساة: «لما رُحنا نجيب الجنين من المركز، وطبيبة الولادة تخبرنا أنها رمته في الزبالة، وبلا مشاعر قالت لنا: هتعمل بيه إيه؟!. ده أكبر حتة فيه كانت بحجم كف اليد أو أقل».
ولم يستطع أولاد «بسمة» العيش دونها، وزوجها ترك عمله محاولًا لملمة أحزان أطفالهما الثلاثة، ويقول: «عيالى بقوا يتامى، كل دقيقة قاعدين في الشقة من غيرها بنموت، حررت محضرًا في قسم شبرا الخيمة ثان، والنيابة العامة بتحقق.. أرجو سرعة الحصول على حقى، والطبيبة المشكو في حقها سبقت لها 6 قضايا مماثلة».
الطبيبة المشكو في حقها رفضت التعليق حين تواصلت معها «المصرى اليوم»، بينما أكدت أسرة الضحية أنها تلقت تهديدات منها، كما تواصلت الجريدة مع عدد من الأهالى الذين اشتكوا من المركز الطبى، وقالوا: «سبق أن أُغلق، ثم يُفتح مرة أخرى».