قنصل الصين بالإسكندرية: التغيرات المناخية تحدٍ مشترك للبشرية

اعتبر قنصل عام الصين بالإسكندرية، يانج يي، تغير المناخ، تحدي مشترك للبشرية جمعاء، وأن التصدي لتغير المناخ مسألة تتعلق بمصير البشرية في المستقبل، لافتًا إلى أن مصر والصين بصفتهما دولتين ناميتين، تعززان التعاون في الاستجابة لتغير المناخ، والعمل بشكل مشترك لجعل «التنفيذ» هو محور مؤتمر الأطراف 27 القادم المعروف ب«cop 27«، والمزمع انطلاقه 6 نوفمبر الجارى بمدينة شرم الشيخ، لجعله مؤتمرا ناجحا مع أكثر البلدان النامية المعنية بالتكيف والتمويل باعتباره أبرز النتائج.
وأضاف «يى»، في تصريحات اليوم الخميس، أن مصر استعدت بحماس شديد لاستضافة مؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة، بشأن تغير المناخ، وحظى المؤتمر باهتمام واسع النطاق من المجتمع الدولي، كما يصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لاعتماد اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ويتطلع غالبية الدول النامية، بما فيها مصر والصين لاستجابة المؤتمر على نحو فعال لشواغلها ويعكس بشكل كامل مطالب البلدان النامية.
وأوضح «يي»، أنه في السنوات ال 10 منذ المؤتمر الوطني ال 18 للحزب الشيوعي الصيني، وبتوجيهات فكر شي جينبينغ حول بناء الحضارة الإيكولوجية، طبقت الصين مفهوم التنمية الجديد، ووضعت الصين تغير المناخ في مكانة أكثر بروزًا للمشاركة بنشاط في الحوكمة العالمية لتغير المناخ، وتزيد باستمرار من خفض كثافة انبعاثات الكربون، وتعزز باستمرار أهداف مساهمتها المستقلة.
أشار الأمين العام شي جينبينغ في المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني الذي اُختتم بنجاح قبل الأيام، إلى أن الصين ستتخذ خطوات نشطة وسليمة نحو وصول انبعاثات الكربون إلى ذروتها وتحقيق الحياد الكربوني. وتشكل السنوات الخمس المقبلة مرحلة حاسمة من بدء بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، سيأخذ البناء الحضاري الإيكولوجي في الصين أيضًا الحد من الكربون باعتباره اتجاهاً استراتيجياً رئيسياً، وسيعزز التآزر في الحد من التلوث وخفض الكربون، يعزز التحول الأخضر الشامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وسيحقق تحسين جودة البيئة من التغير الكمي إلى التغيير النوعي في الوقت الذي تنفي فيه الصين بالالتزامات الدولية بإجراءات عملية وتقدم مساهمات بنشاط في مكافحة تغير المناخ، تشارك الصين أيضاً بنشاط في الحوكمة العالمية لتغير المناخ.
ولفت إلى أنه تشارك الصين في أجندة مفاوضات المناخ العالمية، وفي صياغة القواعد الدولية بطريقة أكثر نشاطاً، وتعزز إنشاء نظام حوكمة مناخ عالمي عادل ومعقول وتعاوني منفعة مشتركة،كما تدعم الصين مصر في استضافة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، وتدعو إلى التمسك بالتعددية، والتمسك بمبدأ المسؤوليات العادلة المشتركة لكن المتباينة ومبدأ القدرات الذاتية، والتنفيذ الكامل والدقيق للأهداف والمبادئ والترتيبات المؤسسية التي وضعتها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس، والترويج لمؤتمر المناخ لتحقيق نتائج إيجابية تلبي الاهتمامات الجوهرية للبلدان النامية، ومواصلة تنفيذ «التعاون بين بلدان الجنوب» للمساهمة بالقوة الصينية والحكمة الصينية والحلول الصينية للحوكمة العالمية لتغير المناخ.
وتابع: «تعتمد الاستجابات الفعالة لتغير المناخ على الإجراءات وليس الشعارات، وينبغي على البلدان المتقدمة أن تستجيب لنداء المجتمع الدولي لدعم التعددية، والتخلي عن أي شكل من أشكال التدابير الأحادية والدوائر الصغيرة التي تسيّس قضية المناخ، ولا ينبغي لها الانخراط في فصل وكسر سلسلة مناهضة العولمة لأي سبب من الأسباب، كما يجب على البلدان المتقدمة التعاون مع البلدان النامية لمعالجة أزمة المناخ في إطار التنمية المستدامة».
وعن مؤتمر المناخ، قال القنصل الصينى، إنه يغتنم مؤتمر الأطراف السابع والعشرون القادم فرصة الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، كفرصة الالتزام بوضع القناة الرئيسية للإتفاقية، والتمسك بموقف «تعزيز تنفيذ الاتفاقية» الذي اقترحه اتفاق باريس، والتنفيذ الكامل والدقيق لأهداف ومبادئ الاتفاقية واتفاق باريس التابع لها، خاصة مبدأ «المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة» وفرص تنفيذ الترتيبات المؤسسية للمساهمات الوطنية المستقلة.
وفيما يتعلق بالتخفيف من آثار تغير المناخ، ينبغي التركيز على تنفيذ الأهداف، وعلى جميع الأطراف تحويل أهداف المساهمة الوطنية المستقلة المقترحة إلى سياسات محددة وإجراءات متينة، بالمقارنة مع تدابير التخفيف من تغير المناخ التي تقلل الانبعاثات بشكل مباشر، لم تحظ آثار ومخاطر التكيف مع تغير المناخ بالاهتمام الكافي لفترة طويلة في الماضي، وينبغي على المجتمع الدولي أن يولي أهمية كبيرة لاحتياجات وشواغل البلدان النامية في مجال التكيف، فالاستثمار الحالي في دعم البلدان النامية للتكيف مع تغير المناخ غير كاف على نحو خطير، ومتأخر جدا عن التقدم المحرز في مجال التخفيف من آثار تغير المناخ، وفي قمة المناخ السادسة والعشرون لعام 2021، اتفق الأطراف على إطلاق «برنامج عمل أهداف التكيف العالمي جلاسكو- شرم الشيخ» لمدة عامين لتنفيذ متطلبات إتفاقية باريس بشأن أهداف التكيف العالمية. وينبغي على جميع الأطراف دعم البرنامج الكامل لإحراز تقدم ونتائج ملموسة في مؤتمر الأطراف ال27 ،إنه لأمر مؤسف أن الوعد الذي قطعته الدول المتقدمة في عام 2009 بتقديم 100 مليار دولار أمريكي من الدعم المالي سنوياً بحلول عام 2020 لم يتم الوفاء به حتى الآن، وقد تسبب ذلك في آثار وعوائق خطيرة أمام البلدان النامية لتنفيذ إجراءات مناخية، كما أضر بشكل خطير بالثقة السياسية المتبادلة بين البلدان المتقدمة النمو والبلدان النامية. ومن المأمول أن يحث مؤتمر الأطراف ال 27 الدول المتقدمة على الوفاء بالتزاماتها السنوية البالغة 100 مليار دولار، ووضع خارطة طريق لمضاعفة أموال التكيف.