شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى افتتاح وإطلاق خدمات القمر الصناعى المصرى للاتصالات «طيبة 1»، من أحد مراكز الإدارة والتحكم عبر تقنية «فيديو كونفرانس»، أمس، خلال حفل افتتاح مركز التحكم المركزى للشبكة الوطنية الموحدة لخدمات الطوارئ والسلامة العامة المتطورة فى المقطم بالقاهرة. وأكد الرئيس السيسى أهمية إنشاء الشبكة، والتى كانت بمثابة حلم تحقق للمساهمة فى تأمين البيانات والاتصالات بشكل كامل، مشيرًا إلى أنه سيتم الانتهاء من المنظومة الوطنية الموحدة لخدمات الطوارئ على مستوى الجمهورية بالكامل خلال 4 أشهر. وقال الرئيس، فى مداخلة له خلال افتتاح الشبكة، إن تأمين البيانات عملية معقدة، وإن نسبة التأمين بعد إنشاء الشبكة تصل إلى 100%، مشيرًا إلى أن الاتصالات والبيانات المتداولة يصعب ويستحيل التدخل فيها أو قطعها. وأضاف أنه سيتم إنشاء مراكز فرعية للشبكة الوطنية الموحدة لخدمات الطوارئ والسلامة العامة فى كل المحافظات، تكون متواصلة مع المركز الرئيسى للشبكة، وسيتم الاستجابة لأى بلاغ يرد من أى محافظة على مستوى الجمهورية والتعامل معه على وجه السرعة، وحشد الموارد اللازمة إذا تطلب الأمر أكثر من طاقة المحافظات، لافتًا إلى أنه للمرة الأولى يكون لمصر قمر اصطناعى خاص بها للاتصالات، مؤكدًا أن إنشاء وتشغيل شبكة خدمات الطوارئ كان حلم الحكومة منذ سنوات طويلة، وبفضل الجهد المبذول والعمل تحقق الحلم. وتابع الرئيس السيسى: «تحدثنا منذ 3 سنوات عن ضرورة ميكنة وربط المدن الجديدة بالحكومة الذكية فى العاصمة، مع ضرورة مراعاة عدم حدوث ازدواج فى مهمة مراكز التحكم التى سنقوم بإنشائها»، معربًا عن شكره لكل من ساهم فى هذا المشروع والجهد الكبير الذى بُذل. وأكد أهمية إنشاء الشبكة من الجانب التجارى، إذ يمكن تحقيق موارد جيدة لتقديم الخدمات للقطاعات المدنية والمستثمرين والقطاع الخاص الذى يريد أن يأخذ الخدمة بهذا المستوى وبهذه الجودة، مشددًا على أهمية تأمين البيانات والاتصالات عبر الشبكة الوطنية. مردفًا: «فى أغلب المشروعات التى ننفذها لا يتصور البعض ماذا ستقدم تلك المنظومات أو المشروعات للدولة ولجودة الحياة وحوكمة البيانات وسلامة الإجراءات، وهذا يحتاج إلى شرح وفهم كبير عبر وسائل الإعلام، فعندما نتناول منظومة تأمين البيانات والاتصالات نتحدث عن أمور فنية، ليست معقدة فقط، بل يصل حجم التأمين بها إلى نسبة قد تصل إلى 100%، والهدف منها أن تكون الاتصالات والبيانات المتداولة على هذه المنظومة يصعب أو يستحيل التدخل فيها أو إعاقتها أو قطعها». وشدد على أن الشبكة ستساهم فى التعامل مع الأزمات والطوارئ فى كافة محافظات الجمهورية بشكل سريع وفاعل، موضحًا أن العديد من الناس كانوا يعانون من حدوث مشكلات على الطرق، ويحتاجون لفرق إنقاذ قد تتأخر لساعات، أو تتأخر فرق الإطفاء عند وقوع حرائق، وليس من الطبيعى أن يحدث ذلك، وعندما يتم الانتهاء من تلك المنظومة تمامًا سيكون هناك مركز عمليات مصغر، إلى جانب المركز الرئيسى، وعندما يتم تقديم البلاغ من إحدى المحافظات، على سبيل المثال من الإسماعيلية أو الأقصر، سيكون هناك مركز مصغر يشرف بعناصره من الجهات المعنية سواء من الداخلية أو الصحة أو البترول أو غيرها، ويكون متصلًا بالمركز الرئيسى بصورة آلية، وسنتمكن من رؤية كل شىء، ونستطيع حشد الموارد سواء من داخل المحافظة التى بها المشكلة أو تقوم الدولة بحشد موارد أخرى إذا كان الأمر يتطلب أكثر من طاقة تلك المحافظة. إلى ذلك، وخلال حفل الافتتاح تم عرض فيلم تسجيلى لتوضيح أن هذا المشروع العملاق كانت وراءه نخبة من الكوادر المصرية المدربين والمؤهلين على أعلى مستوى بالخارج، ليتحملوا مسؤولية التشغيل والتحكم بكفاءة عالية. وأشار الفيلم إلى أنه استكمالًا لمسيرة التطور التكنولوجى فى علم الاتصالات والتحول الرقمى للدولة، جاءت توجيهات القيادة السياسية بإنشاء الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة فى 2020 على غرار دول العالم المتقدمة، ويتمثل الهدف منها فى توحيد شبكة الاتصالات المنفصلة لكل جهة فى شبكة موحدة لتحقيق التكامل بين الجهات المعنية بالطوارئ والسلامة العامة لتلقى بلاغات الطوارئ للمواطنين، الإدارة المثلى للمخاطر والطوارئ من خلال إتاحة كافة البيانات والمعلومات الدقيقة لدعم متخذى القرار على كافة المستويات، تقليص زمن الاستجابة للحدث وفقًا للمقاييس العالمية لتحقيق سرعة رد الفعل وخفض الخسائر. وبيّن أن الأهداف أيضًا تشمل تقديم خدمة الاتصالات المؤمنة والتطبيقات الحديثة المتكاملة مع الأنظمة الخاصة لكل وزارة فى إطار التحول الرقمى الآمن، لافتًا إلى أن الدولة أتاحت كافة الإمكانات المالية لإنشاء تلك الشبكة لتضاهى فى بنائها مثيلاتها من الشبكات على مستوى الدول المتقدمة، وتتكون الشبكة من مركز التحكم الرئيسى ويحتوى على السنترال الرئيسى للشبكة والخوادم الخاصة بالخدمات والتطبيقات ومعدات الربط الداخلى. كما يتم وضع الخطط اللازمة لتشغيل المنظومة ومتابعة تنفيذها مع استمرار متابعة الحالة الفنية للشبكة وتشغيل جميع الأجهزة والمعدات الخاصة بها، كما زودت الشبكة بمركز تحكم وسيطرة متحرك لاستخدامه أثناء الأزمات، بالإضافة لمركز سيطرة متكامل بنطاق العاصمة الإدارية الجديدة وعدد من مراكز السيطرة بالمحافظات.