«بدء موسم حرق البوص».. سكان محافظة أسيوط يعانون من كثرة الدخان الناتج

تشهد الأيام الحالية موسم حصاد «الذرة الرفيعة» و«الذرة الشامية» في جميع محافظات الجمهورية وتحديدًا في المناطق الزراعية في محافظات الصعيد وفي المدن والقرى الريفية بالمناطق الحضرية، وما يتتبعها بعد انتهاء المزارعين من جني الغلال، حيث تبدأ مرحلة تنظيف الأراضي الزراعية من قش محصول الذرة «البوص» بعدة الطرق المختلفة.
ويستخدم بعض المزارعين في العديد من المدن والقرى، المخلفات من «بوص الذرة الشامية» كغذاء للحيوانات والماشية، والبعض الآخر يعمل على تحويله إلى أعلاف للحيوان من خلال مطاحن متخصصة، بينما تُستخدم «بوص الذرة الرفيعة» في صناعة «المظلات» في الأراضي الزراعية وأيضا صناعة «العشش» للاستخدام الآدمي أو صناعتها للطيور والحيوانات.
فيما يظهر الاستخدام السيء ل «بوص الذرة» عند بعض المزارعين، فيقومون بحرق عدد هائل من المساحات الزراعية التي يتراكم عليها قش محصول الذرة وإشعال النيران بها، مما ينتج عنها سحابة ضخمة من الأدخنة الناتجة عن الاحتراق تتجه إلى المناطق السكنية وتصيب العديد من المواطنين بالاختناق.
يقول المواطنون في المناطق السكنية القريبة من المناطق الزراعية بمحافظة أسيوط، «نتعرض لتلك المواقف كل عام في ذلك التوقيت، وعلى الرغم من غلق الشبابيك والبلكونات إلا أن الدخان الكثيف يملأ المنازل والشوارع أيضًا، ونجد صعوبة شديدة في التنفس، وذلك طوال أيام الحصاد، يوجد استخدام أمثل بدلًا من الحرق».
ويقول آخرون، «غياب الرقابة عن المزارعين والأراضي الزراعية وقلة التوعية من قبل المختصين بالزراعة في العديد من المناطق سبب انتشار تلك الظاهرة التي بمرور الوقت سوف تشكل أزمة كبرى، خاصة مع ما يشهده العالم من ظاهرة التغير المناخي، فيجب وضع حد تلك التصرفات التي يتم ارتكابها في الأراضي الزراعية».
وأشار اللواء عصام سعد، محافظ أسيوط، إلى أنه سيتم تطبيق عقوبات على المخالفين وفقا لقانون تنظيم إدارة المخلفات رقم 202 لسنة 2020م، الذي يتضمن عقوبة الحبس مدة سنة وغرامة من خمسون ألف إلى مليون جنيه مصري، وذلك في إطار الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة وضمان حياة صحية للمواطنين والحد من التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري وتزامنًا مع موسم حصاد محصول الذرة على أن تستمر تلك الحملات والندوات جميع قرى ومراكز المحافظة.
كما أعلن عن تكثيف حملات التوعية لمنع ظاهرة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة بالقرى والمراكز لرصد وتحرير محاضر حرق المخلفات الزراعية وفرض غرامات فورية على المخالفين وفقًا للقوانين والقرارات المنظمة لذلك، وتوزيع العشرات من المفارم على مراكز المحافظة، وتعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية وإعادة تدويرها وتحويلها إلى سماد عضوي «كمبوست» وأعلاف عضوية للحيوانات «سيلاج».