هالاند وكرة القدم والفايكينج

فى دراما الحياة.. هناك من لا تسمح لهم مقاديرهم وظروفهم، رغم تعبهم واجتهادهم، بتحقيق لو حلم واحد من أحلامهم.. وهناك فى المقابل من تأتيهم أيامهم بأكثر وأجمل مما كانوا يحلمون به.. وفى 2016.. كان هناك لاعب كرة نرويجى فى السادسة عشرة من عمره فى نادى براين فى الدرجة الثانية، وبدأ يلفت الأنظار، سواء فى النرويج أو ألمانيا.
وحاورته وقتها صحيفة أفتن بوستين النرويجية فقال إنه يحلم بيوم يستطيع فيه اللعب لنادى ليدز الإنجليزى الذى كان والده يلعب له، وأن يحقق فى ليدز نجاحا أكبر من والده.. وبعد ست سنوات.. لم يلعب الشاب لنادى ليدز إنما لمانشستر سيتى.. ولم يعد يلعب أفضل من والده إنما أصبح من أهم لاعبى إنجلترا والعالم وماكينة الأهداف التى لم يوقفها أحد حتى الآن.. وحقق فى وقت قياسى شهرة جعلت كثيرين حتى لو لم يكونوا من أهل الكرة يسمعون عنه ويعرفون صورته ويرددون اسمه.. إيرلينج بروت هالاند.
اقرأ المزيد...
وكان من الطبيعى أن يقع إيرلينج الصغير فى حب الرياضة.. فوالده ألفى هالاند لاعب كرة قدم محترف ووالدته جراى ماريتا بروت إحدى بطلات النرويج فى رياضة السباعى.. فبدأ هالاند من الخامسة من العمر يلعب كل الألعاب.. تعلم الإرادة والتحدى من الأب الذى أصيب بشكل هدد بقاءه فى الملاعب لكنه عاد.. ومن الأم تعلم كيف يتحكم فى جسده وليس العكس.. فلعبة السباعى التى حققت فيها الأم بطولاتها تتضمن الجرى والوثب العالى والطويل ورمى الرمح وما يتطلبه ذلك من قوة وقدرة ومرونة.
وبالفعل كبر هالاند وأصبح لاعب كرة أفضل من الأب.. ومثل الأم يتحكم فى جسده بقدرة هائلة ويفاجئ زملاءه ومنافسيه والجماهير فى الملاعب وأمام الشاشات بمرونته وقوته وقدرته على تسجيل الأهداف فى أى وقت ومن أى مكان وزاوية طيلة مشواره مع كرة القدم.. وحين كان مع منتخب النرويج تحت 20 سنة فى كأس العالم 2019 سجل بمفرده 9 أهداف فى مباراة واحدة.
اقرأ أيضاً...
وكان أهم نجاح لهالاند بعيدا عن كرة القدم هو تغيير رؤية الإنجليز للفايكينج.. فالإنجليز، ومعهم كثيرون جدا فى العالم، يرون الفايكينج الذين استوطنوا شمال أوروبا مجرد قراصنة متوحشين لا يحترمون حقوقا ولا يحفظون عهودا.. وبدأ هؤلاء الآن يقرأون من جديد تاريخ الفايكينج ويشاهدون أفلامهم ومسلسلاتهم.