جوتيريش: العالم على موعد مع كارثة مناخية والقرن الأفريقي على حافة المجاعة

استنكر الأمين العام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، اتساع فجوة الانقسام السياسي وتصاعد وتيرة الاضطرابات التي يشهدها العالم، وعدم اكتراث بالمخاطر الجسيمة للتعيرات المناخية، مؤكدًا أن بلدان القرن الأفريقي- والتي يبلغ عدد سكانها الملايين- باتت على حافة المجاعة كما أن أن العالم بات على موعد مع كارثة مناخية.
جاءت ذلك خلال افتتاح، الأمين العام للأمم المتحدة الجزء رفيع المستوى من أعمال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي بدأت أعمالها اليوم الثلاثاء على أن تنتهي يوم الإثنين القادم.
ودعا الأمين العام في كلمته المطولة التي استغرقت 16 صفحة إلى التحلي بالأمل أمام الأخطار الوجودية والأزمات المتعددة التي تواجه عالم اليوم، ةلكنه في الوقت ذاته وراح يعدد بعض تلك الأزمات التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة، بين الحرب في أوكرانيا وتكاثر الصراعات حول العالم.
ولفت الأمين العام للأمم المتحدة إلى حالة الطوارئ المناخية التي يشهدها العالم لاسيما في ظل فقدان فقدان التنوع البيولوجي، وأزمات الوضع المالي المتردي للبلدان النامية ومصير أهداف التنمية المستدامة، وعدم وجود حواجز حول التقنيات الجديدة الواعدة للشفاء من الأمراض، وتواصل الناس وتوسيع الفرص، في الوقت الذي أصبح التطور أداة لتعديل الجينات.
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة بأن هناك غابة من الأعلام الحمراء من منصات وسائل التواصل الاجتماعي القائمة على نموذج الأعمال الذي يدر الغضب والغضب المضاد والسلبية ما يتسبب في أضرار لا توصف للمجتمعات كنشر خطاب الكراهية والمعلومات المضللة وسوء المعاملة، لافتًا إلى تلك «الغابة» تستهدف بشكل خاص النساء والفئات الضعيفة. معتبرًا أن «الذكاء الاصطناعي أصبح مصدر أذى لسلامة أنظمة المعلومات ووسائل الإعلام»
ومن الممفترض أن تستمع الدورة لخطابات نحو 200 من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية والمندوبين الدائمين وبعض ممثلي المنظمات الإقليمية والدول المراقبة.
مآس إنسانية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان
وتحدث الأمين العام في كلمته حول ثلاثة أخطار داهمة، الحرب في أوكرانيا والآثار المترتبة عليها من مآس إنسانية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بالإضافة إلى تأثيرها على الأزمة الغذائية العالمية وأسعار الطاقة التي أثرت على دول الجنوب بشكل خاص.
والمسألة الثانية انتشار عدد كبير من النزاعات في إثيوبيا والكونغو وليبيا واليمن وسوريا وتوترات في القرن الأفريقي وهايتي، وميانمار وأفغانستان. وعن فلسطين قال: «وفي إسرائيل وفلسطين، تستمر دورات العنف تحت الاحتلال، وآفاق للسلام القائم على حل الدولتين باتت بعيدًة أكثر من أي وقت مضى».
التغير المناخي بات يهدد بكوارث غير مسبوقة
والخطر الثالث الذي تحدث عنه الأمين العام بإسهاب هو التغير المناخي الذي بات يهدد الكون بكوارث غير مسبوقة كما حدث مؤخرا في باكستان، لافتًا إلى أن هناك معركة أخرى يجب أن ننهيها وهي «حربنا الانتحارية ضد الطبيعة.» على حد وصفه.
ووأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن أزمة المناخ هي القضية الحاسمة في عصرنا وأنها يجب أن تكون الأولوية الأولى لكل حكومة ومنظمة متعددة الأطراف. ومع ذلك، يتم وضع العمل المناخي في مؤخرة الاهتمامات – على الرغم من الدعم الجماهيري الساحق في جميع أنحاء العالم.
وحض جوتيريش على ضرورة خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية بنسبة 45 % بحلول عام 2030 ليكون لدينا أي أمل في الوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050. لافتًا إلى أن الانبعاثات لا تزال ترتفع بمستويات قياسية، فهي في طريقها إلى زيادة بنسبة 14 % هذا العقد.
على موعد مع كارثة مناخية
وأكد جوتيريش أن العالم على موعد مع كارثة منناخية، لافتًا إلى ا حدث في باكستان حيث تغمر الرياح الموسمية التي أدت إلى فيضانات شملت ثلث البلاد. نراه في كل مكان. كوكب الأرض ضحية لسياسات الأرض المحروقة. لقد شهد العام الماضي أسوأ موجة حر تشهدها أوروبا منذ العصور الوسطى. الجفاف الضخم في الصين والولايات المتحدة وخارجها. مجاعة تطارد القرن الأفريقي«.
ثم دعا الأمين العام في ختام كلمته إلى رأب الصدع بين دول الشمال والجنوب بين الدول الغنية والفقيرة عن طريق البحث عن بوارق الأمل المنتشرة في الأجيال الجديدة. وقال: "من خلال العمل كواحد، يمكننا رعاية براعم الأمل الهشة. الأمل الذي وجده نشطاء المناخ والسلام حول العالم ينادون بالتغيير ويطالبون أفضل من قادتهم. الأمل وجد في الشباب الذين يعملون كل يوم من أجل مستقبل أفضل وأكثر سلامًا. الأمل الذي وجد في نساء وفتيات العالم، يقدن ويكافحن من أجل أولئك الذين ما زالوا محرومين من حقوقهم الإنسانية الأساسية. الأمل الذي وجده المجتمع المدني في البحث عن طرق لبناء مجتمعات ودول أكثر عدالة ومساواة. الأمل وجد في العلوم التي واجهت كوفيد-19. الأمل في عمال الإغاثة الإنسانية الذين يسرعون في إيصال المساعدات الضرورية للمحتاجين حول العالم.". وقال: «لذلك دعونا نطور حلولًا مشتركة للمشاكل الشائعة – ترتكز على حسن النية والثقة والحقوق التي يتقاسمها كل إنسان. دعونا نعمل كواحد، كتحالف للعالم، كأمم متحدة».