فى الذكرى المائة لميلاده .. «الصاغ الأحمر» خالد محيى الدين

هو واحد من القادة فى مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952 وكان أطولهم عمرا، فقد ولد فى 17 أغسطس عام 1922 فى قرية كفر شكر بمحافظة القليوبية وتخرج فى الكلية الحربية عام 1940، توفى فى مايو 2018 عن عمر يناهز الخامسة والتسعين ونعتته رئاسة الجمهورية المصرية باعتباره «رمزا من رموز العمل الوطنى فى البلاد»، منذ اشتراكه فى ثورة يوليو وتأسيسه حزب التجمع اليسارى. وهو ابن عم زكريا محيى الدين، مؤسس جهاز المخابرات المصرى وعضو مجلس قيادة ثورة يوليو.
خالد محيى الدين
وقد شارك فى ثورة يوليو عام 1952 ضمن حركة «الضباط الأحرار» وكان وقتها برتبة صاغ أو ما يعادل رتبة رائد حاليا. ثم نشب خلاف بين محيى الدين وقائد الحركة جمال عبد الناصر، عرف بأزمة مارس 1954، بسبب انضمامه إلى الرأى القائل بضرورة عودة الضباط الأحرار إلى ثكناتهم وإفساح المجال أمام الحياة المدنية
خالد محيى الدين
وهو الرأى الذى كان يتبناه وقتها أيضا اللواء محمد نجيب أول رئيس جمهورية للبلاد وقد وصفه جمال عبد الناصر بالصاغ الأحمر فى إشارة منه إلى التوجهات اليسارية والفكر الاشتراكى الذى كان ينتهجه محيى الدين بعد انتهاء الحكم الملكى.
خالد محيى الدين
يعد خالد محيى الدين أحد أقطاب التيار اليسارى الاشتراكى فى مصر، وكان قد ابتعد عن الحياة السياسية لسنوات قضى بعضها خارج البلاد وتحديدا فى سويسرا. وعاد إلى مصرعام 1957 ليترشح لعضوية مجلس الأمة المصرى عن دائرة كفر شكر، وفاز فى الانتخابات ليشغل بعدها رئاسة اللجنة الخاصة التى شكلها المجلس النيابى فى مطلع ستينيات القرن الماضى لحل مشكلة تهجير أهالى النوبة بسبب إقامة السد العالى جنوب مصر.
خالد محيى الدين
وكان قد تولى رئاسة تحرير دار أخبار اليوم خلال عامى 1964 و1965، وأسس مع كمال الدين رفعت حزب التجمع وجريدة الأهالى التى كانت منبرا للحزب ومنفذا لنشر الدراسات والتراجم التى تتحدث عن حركة اليسار العالمى والفكر الاشتراكى. إلى أن تنازل عن رئاسة حزب التجمع عام 2002. ومما يذكر أنه عارض معاهدة السلام التى أبرمها الرئيس الراحل أنور السادات مع إسرائيل عام 1979، وكان يرى أن إسرائيل مازالت تماطل فى تحقيق السلام الحقيقى من خلال استمرارها فى احتلال أراض مصرية وعربية، وناهض من خلال حزب التجمع وجريدة الأهالى كل دعوات التطبيع مع إسرائيل. واليوم يكون قد مر مائة عام على ميلاد الصاغ الأحمر الحاصل على قلادة النيل التى منحها له الرئيس المؤقت عدلى منصور فى 2013، وهى أرفع وسام مصرى.
د. توفيق أكليمندوس يكتب: كل السبل تقود إلى خالد محيى الدين
توفيق أكليمندوس
أكتب هذا المقال دون مراجعة أوراقى ومقالاتى. أريد لذاكرتى أن تتكلم عن الرجل الإنسان دون الاستعانة بوثائق، لهذه المقاربة مخاطر ولكنها توضح قيمة القامة المزيد
محطات ومواقف فى حياة «محيى الدين»
خالد محيى الدين
بخصوص علاقته وعبدالناصر بالإخوان ذكر خالد وقائع الاتصال، والعضوية، والانفصال: «حاول حسن البنا أن يشدنا إلى الجماعة برباط وثيق، وتقرر ضمنا أنا وجمال عبد الناصر إلى الجهاز السرى للجماعة ربما لأننا الأكثر فاعلية وتأثيرًا فى المجموعة المزيد
الآن نتكلم
غلاف الكتاب
شهد عام 1922 ذروة أخرى فى النضال الوطنى أفضت إلى رضوخ الإنجليز لمطلب إلغاء الحماية ومنح مصر استقلالا (منقوصا)، وبالتبعية تم إعلان قيام المملكة المصرية وتشكيل لجنة لوضع دستور1923 المزيد
دموع خالد وقلادة النيل
قلادة النيل
حصل خالد محيى الدين على جوائز عديدة منها جائزة لينين للسلام عام 1970، كما حصل على أعلى وسام من اليمن الجنوبى، وكانت معه الزميلة أمينة النقاش، التى لاحظت دموعا تترقرق فى عينيه بعد استلام الوسام؛ فسألته عن السبب فقال لها: «صعبان على إنى أتكرم بره وبلدى لم تكرمنى المزيد