محافظ الشرقية: مصر بمسلميها ومسيحييها ستظل مناره للإخاء والمحبة    محافظ الوادي الجديد يهنئ الأقباط بعيد القيامة المجيد    «صحة المنوفية» تعتمد خطة التأمين الطبي للاحتفالات بعيد القيامة وشم النسيم    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين ب «عيد القيامة المجيد»    تراجع أسعار الذهب بنسبة 1.5% في البورصة العالمية خلال أسبوع    إزالة 84 حالة تعد منذ بدء حملات المرحلة الثالثة من الموجة ال 22 لإزالة التعديات ببني سويف    عضو ب«النواب»: توعية المواطنين بقانون التصالح خطوة مهمة لسرعة تطبيقه    رئيس مياه سوهاج يتفقد المشروعات الجديدة بمدينة ناصر ومركز جهينة    توريد 398 ألف طن قمح لمواقع التخزين بمراكز ومدن الشرقية    حصار دير الغصون.. سر العملية العسكرية الإسرائيلية في طولكرم    الرئيس السيسي يعزي الفريق أول عبد الفتاح البرهان في وفاة ابنه    أرتيتا يعلن تشكيل آرسنال أمام بورنموث بالدوري الإنجليزي    بعد انتهاء كأس آسيا: صدام عربي بالأولمبياد| ومجموعة متوازنة لمصر    تشكيل النصر المتوقع أمام الوحدة بالدوري السعودي| مشاركة «رونالدو»    ضبط استروكس وأقراص مخدرة .. الداخلية تقتحم أوكار تصنيع السموم    ضبط 250 كجم أسماك مملحة غير صالحة للاستهلاك الآدمي بدمياط    ضبط قضايا اتجار في العملة الأجنبية بقيمة 37 مليون جنيه    الشراكة أو الموت .. يستدرج شريكه ويقتله عقابًا على قراره بفض الشركة بينهما    ضبط سائق "توك توك" قتل زميله بسلاح أبيض في الغربية    التعليم تعلن صرف إثابة المعلمين والإداريين المشاركين في امتحانات الثانوية العامة 2023    أحمد سعد يحيي رابع حفلاته بأمريكا في سان فرانسيسكو    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    "السياحة" في أسبوع.. مد تحفيز برنامج الطيران العارض.. والاستعداد لموسم الحج    ما حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم؟ «الإفتاء» تُجيب    مستشار الرئيس: مصر في الطريق للقضاء على مسببات الإصابة بسرطان الكبد    شم النسيم.. تعرف على أضرار الإفراط في تناول الفسيخ    الكشف على 2078 حالة في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» ببني سويف    الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي تُناقش آفاق التعاون مع وكالة تمويل الصادرات البريطانية    جامعة المنيا تحقق معدلات مُرتفعة في سرعة حسم الشكاوى    وزير الري: نعمل على توفير حياة كريمة للمواطنين بالصعيد    الدفاع الأوكرانية: تمكنا من صد عشرات الهجمات الروسية معظمها بالقرب من باخموت وأفديفكا    شذوذ جنسي وشرب الحشيش.. ننشر اعترافات المتهم بذبح طفل شبرا الخيمة    كوريا الجنوبية: ارتفاع عدد الهاربين للبلاد من الشمال لأكثر من 34 ألفا    الصحة السعودية تؤكد عدم تسجيل إصابات جديدة بالتسمم الغذائي    إندونيسيا: 106 زلازل ضربت إقليم "جاوة الغربية" الشهر الماضي    مصرع 14 شخصا إثر وقوع فيضان وانهيار أرضي بجزيرة سولاويسي الإندونيسية    حملات لرفع الإشغالات وتكثيف صيانة المزروعات بالشروق    تامر حسني يوجه رسالة لأيتن عامر بعد غنائها معه في حفله الأخير: أجمل إحساس    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    ما حكم الإحتفال بشم النسيم والتنزه في هذا اليوم؟.. «الإفتاء» تُجيب    إيرادات فيلم السرب على مدار 3 أيام عرض بالسينما 6 ملايين جنيه ( صور)    «الإسكان»: دفع العمل بالطرق والمرافق بالأراضي المضافة حديثاً لمدينتي سفنكس والشروق    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    عاجل| مصر تكثف أعمال الإسقاط الجوي اليومي للمساعدات الإنسانية والإغاثية على غزة    عفروتو يرد على انتقادات «التقصير والكسل»    إسماعيل يوسف: كهربا أفضل من موديست.. وكولر يحاول استفزازه    «أتوبيسات لنقل الركاب».. إيقاف حركة القطارات ببعض محطات مطروح بشكل مؤقت (تفاصيل)    الصحة توجه نصائح هامة لحماية المواطنين من الممارسات الغذائية الضارة    محمود بسيوني حكما لمباراة الأهلي والجونة في الدوري    تشكيل أرسنال المتوقع أمام بورنموث| تروسارد يقود الهجوم    بايدن يتلقى رسالة من 86 نائبا أمريكيا بشأن غزة.. ماذا جاء فيها؟    «سببت إزعاج لبعض الناس».. توفيق عكاشة يكشف أسباب ابتعاده عن الإعلام    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    حفل ختام الانشطة بحضور قيادات التعليم ونقابة المعلمين في بني سويف    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما أهمية تايوان ولماذا تخشى أمريكا من استعادة السيادة الصينية عليها؟
نشر في المصري اليوم يوم 03 - 08 - 2022

عاد التوتر القائم بين الصين وجزيرة تايوان ذاتية الحكم ليتصدر الأجواء بعدما ألقت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي كرة من نار لتشعل فتيل الأزمة مجددًا إثر زيارتها «الاستفزازية» رغم تهديدات بكين، ولكن لماذا تدخل الولايات المتحدة على خط الأزمة المستعرة مجددًًا وما هي أهمية تايوان ولماذا تدعم واشنطن مساعي انفصالها بشكل نهائي عن الصين؟
وتعتبر الصين تايوان جزءًا من أراضيها وتسعى لاستعادة السيادة الاقتصادية والسياسية والعسكرية عليها؛ إذ تعهدت باستعادتها بالقوة حال لزم الأمر، وذلك رغم تمسك قادة تايوان بأن الجزر أكثر من مجرد مقاطعة صينية انفصالية معتبرين أنها دولة ذات سيادة.
وسط أجواء مُلبّدة باحتمالات اندلاع عواصف سياسية تثقل كاهل الوضع العالمي المأزوم بطبيعته، حطّت طائرة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، على أرض مطار سونغشان في تايبيه بجزيرة تايوان، مساء الثلاثاء، رغم تهديدات الصين من عواقب هذه الزيارة، ما يؤجج توتر العلاقات بين واشنطن وبكين، على خلفية الدعم الأمريكي للانفصاليين المعادين للحزب الشيوعي الحاكم في جمهورية الصين الشعبيّة، وفي التالي ترصد «المصري اليوم» ملامح جزيرة تايوان الجغرافية السياسية والاقتصادية والعسكرية، ولماذا تعيرها الولايات المتحدة كل هذا الاهتمام؟ وهل تخشى من استعادة السيادة الصينية عليها؟
جغرافيًا.. أين تقع تايوان؟
«تايوان» هي مجموعة جزر ذاتية الحكم تقع شرق القارة الآسيوية، في الجزء الشرقي من بحر الصين، تطل من ناحية الشرق على المحيط الهادي، ويفصلها مضيق تايوان غربا عن مقاطعة فوجيان الصينية.
تضم تايوان أرخبيلا يزيد على 80 جزيرة منها الكبير والصغير، أكبرها جزيرة تايوان التي اتسمت بها مجموعة الجزر من باب تسمية الكل بالجزء، وتبلغ مساحتها الكلية 36 ألف كلم مربع.
أهميتها الاستراتيجية
استراتيجيًا تقع تايوان في نطاق ما تسميه الولايات المتحدة ب «سلسلة الجزر الأولى»، والتي تتضمن قائمة بالأراضي «الصديقة للولايات المتحدة» نظرًا للأهمية الاستراتيجية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
لماذا تخشى أمريكا من استعادة الصين لتايوان؟
في سياق تقويض الولايات المتحدة الأمريكية لنفوذ الصين التي تعتبرها منافسًا لها على النفوذ العالمي تعير الولايات المتحدة الأمريكية أهمية كبيرة لجزيرة تايوان، وذلك نظرًا لموقعها الجغرافي؛ فحال نجحت الصين في ذلك ستكون أكثر حرية في استعراض قوتها العسكرية في منطقة غرب المحيط الهادئ مما ترى فيه واشنطن تهديدًا لقواعدها العسكرية في أماكن بعيدة مثل جوام وهاواي، لكن الصين تصر على أن نواياها سلمية.
أيضًا يهدد استرداد الصين للسيادة الكاملة على الجزيرة سيصبح التواجد العسكري الأمريكي في بحر الصين الجنوبي في خطر.
«جزء من الأراضي الصينية»
طالما كانت جزيرة تايوان خاضغة للسيطرة الكاملة للصين وخصوصًا منذ بداية منذ القرن ال17 قبل أن تضطر الصين في عام 1895 للتنازل عن الجزيرة لليابان بعدما هزمتها في الحرب الصينية اليابانية الأولى.
استردت الصين سيادتها على الجزيرة عقب هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية عام 1945 لكن الحرب الأهلية التي نشبت في الصين بين جراء الصراع السياسيي بين الحكومية القومية بقيادة تشيانغ كاي شيك والحزب الشيوعي الذي يتزعمه ماو تسي تونغ، أدت إلى عدم الاستقرار فبعدما انتصر الشيوعيون على الحزب الحاكم في عام 1949 وسيطروا على بكين فر الرئيس المخلوع تشيانغ كاي شيك ومن بقي معه من الحزب القومي- المعروف باسم الكومينتانغ- إلى تايوان، ليجعلوا منها مقرًا لحكومتهم حيث حكموا لعدة عقود تالية.
وتؤكد الصين حقعها في السيادة الكاملة على جزيرة تايوان باعتبارها في الأصل مقاطعة صينية. لكن التايوانيين يشيرون إلى نفس التاريخ ليقولوا إنهم لم يكونوا أبدًا جزءًا من الدولة الصينية الحديثة التي تشكلت لأول مرة بعد الثورة في عام 1911- أو جمهورية الصين الشعبية التي تأسست في عهد ماو في عام 1949.
كيف يبدو المشهد السياسي الحالي
تنتمي رئيسة تايوان الحالية، تساي إينج ون ل«الحزب الديمقراطي التقدمي» المعادي للحزب الشيوعي الحاكم في جمهورية الصين الشعبية، والذي يميل نحو الاستقلال الرسمي النهائي عن الصين، وقد فازت تساي إنغ ون بولاية ثانية في عام 2020
ولدى تايوان دستورها الخاص، وقادتها المنتخبون ديمقراطيا، وحوالي 300 ألف جندي عامل في قواتها المسلحة.
اقتصاديًا.. ما هي أهمية تايوان ؟
اقتصاديا تعد تايوان أحد أهم الدول في المجال التكنولوجي؛ إذ يتم تشغيل الكثير من المعدات الإلكترونية اليومية حول العالم- من الهواتف إلى أجهزة الكمبيوتر المحمولة والساعات ووحدات التحكم في الألعاب- بشرائح كمبيوتر مصنوعة في تايوان.
على الصعيد الدولي.. من يعترف ب«تايوان» ؟
تواجه تايوان أزمة سياسية كبيرة كونها دولة غير معترف بها سياسيًا؛ فلم يعترف بحكمها الذاتي وانفصالها سوى 21 دولة فقط من أصل 196 حول العالم بالإضافة إلى الفاتيكان تعترف بتايوان كدولة ذات سيادة.
كانت أول دولة اعترفت بسيادة تايوان كانت الفاتيكان عام 1942، وآخرها سانت لوسيا عام 2007. وتحظى تايوان باعتراف محدود للغاية، ومعظم من يعترف بها دول جزرية صغيرة ليس لها أي تأثير على السياسة العالمية.
حتى عام 2021، كانت هناك 15 دولة فقط تعترف باستقلالية تايوان من بينها سانت كيتس ونيفيس، نيكاراغوا، بالاو، باراغواي، سانت لوسيا، سانت فنسنت وجزر غرينادين، توفالو، ناورو، غواتيمالا، هايتي، بليز، هندوراس، وجزر مارشال.
تمارس الصين ضغوطًا دبلوماسية هائلة على الدول الأخرى لعدم الاعتراف بتايوان أو القيام بأي سياسات تنطوي على هذا الاعتراف.
عسكريًا.. موازين القو ى ترجح كفة التنين الأحمر
يرجح الخبراء أن الجزيرة البالغ تعدادها نحو 1.5 شخص لن تصمد أمام السعي الصيني لاستعادتها؛ سواء أقدمت الصين على عمل عسكري أو قصرت مساعيها على تحقيق «إعادة التوحيد» بوسائل غير عسكرية مثل تعزيز العلاقات الاقتصادية. ويتوقع بعض الخبراء الغربيين أن تايوان في أحسن الأحوال تهدف إلى إبطاء أي هجوم صيني عبر محاولة منع هبوط القوات البرمائية الصينية على شواطئها وشن هجمات حرب العصابات في انتظار المساعدة الخارجية؛ إذ تعول على أن تأتي تلك المساعدة من الولايات المتحدة التي تبيع الأسلحة لتايوان.
وأمضت الصين عقودًا عدة في تحويل "جيش التحرير الشعبي" PLA إلى ما سمّاه الرئيس الصيني تشي جيننج "جيشًا من الطراز العالمي" يمكنه هزيمة أي طرف ثالث يتولى الدفاع عن تايوان.
واستكمالًا لذلك، تستند استراتيجية خوض الحروب الصينية، المعروفة باسم "منع الوصول/ تحريم دخول المنطقة"، إلى القدرة على إبراز القوة العسكرية التقليدية من بعد آلاف عدة من الأميال بهدف منع الجيش الأمريكي، على وجه الخصوص، من التصدي بفاعلية لأي هجوم صيني على تايوان؛ ما قد يزيد مخاطر الحرب والتصعيد.
حذر خبراء عسكريون من أن بيلوسي قد تخاطر عبر رحلتها بإطلاق شرارة بنزاع مسلح، وأزمة سياسية وعسكررية أكثر تعقيدا من الأزمة الروسية الأوكرانية حيث ستكون قيادة بكين أكثر عدوانية وأقل تسامحًا مع الاستفزازات والتحديات الأمريكية؛ اذ وأكد ني ليكسيونج، الأستاذ في جامعة شنغهاي للعلوم السياسية والقانون أن بكين وسائل هائلة للدفاع عن مصالحها القومية مشيرًا إلى أن جيش التحرير الشعبي يمكن أن "يعلن منطقة حظر طيران ومنطقة ملاحة مقيدة للتدريبات العسكرية بالقرب من مضيق تايوان، مما يجبر طائرة بيلوسي على الالتفاف إذا أصرت على زيارة تايوان".
واشنطن على خط الأزمة
- دخلت واشنطن على خط الازمة بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية لعام 2016 حين تعهدت الولايات المتحدة بتزويد تايوان بأسلحة دفاعية مشددة على أن أي هجوم من جانب الصين من شأنه أن يثير «قلقا كبيرا». في مقابل ذلك طوال عام 2018، صعّدت الصين من ضغوطها على الشركات الدولية، وأجبرتها على إدراج تايوان كجزء من الصين على مواقعها على الإنترنت، وهددت هذه الشركات بمنعها من ممارسة الأعمال التجارية في الصين إذا لم تمتثل لذلك.-
-في سبتمبر 2021، أقدمت واشنطن على استفزاز الصين بعدما أرسلت واشنطن مسؤولا رفيع المستوى في وزارة الخارجية إلى الجزيرة في أول زيارة رسمية من نوعها منذ عقود، وانتقدت بكين بشدة الاجتماع، وحذرت الولايات المتحدة من «عدم إرسال أي إشارات خاطئة لعناصر" استقلال تايوان «لتجنب إلحاق ضرر شديد بالعلاقات الصينية الأمريكية". وخلال تلك الزيارة المثيرة للجدل، أجرت الصين تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في الممر المائي الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيسي.
- مطلع العام الجاري2022 أكد الرئيس جو بايدن التزام واشنطن تجاه تايوان، ووفي مايو الماضي اعتبر الرئيس الأمريكي أن الصين «تلعب بالنار" في مسألة تايوان، وتعهد بالتدخل عسكريا لحماية الجزيرة إذا تعرضت لهجوم.
في عام 2021 بدأت الصين تكثف ضغوطها بإرسال طائرات عسكرية إلى منطقة الدفاع الجويفوق جزيرة تايوان وهي منطقة معلنة ذاتيًا حيث يتم تحديد الطائرات الأجنبية ومراقبتها والسيطرة عليها لصالح الأمن القومي للجزيرة ذاتية الحكم.
في المقابل نشرت تايوان بيانات عن غارات الطائرات على الملأ في عام 2020 إذ بلغ عدد الطائرات المبلغ عنها ذروته في أكتوبر 2021 مع 56 عملية توغل في يوم واحد. يُظهر الرسم البياني التالي عمليات التوغل المبلغ عنها في منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية.
غموض واشنطن.. هل تدافع عن تايوان حال هاجمتها الصين؟
حتى الآن، تعني سياسة «الغموض الاستراتيجي» التي تنتهجها واشنطن أن الولايات المتحدة غير واضحة بشأن ما إذا كانت ستدافع عن تايوان عسكريا أو كيف ستدافع عنها في حالة وقوع هجوم.
من الناحية الدبلوماسية تتمسك الولايات المتحدة حاليًا بسياسة «صين واحدة»، التي تعترف بحكومة صينية واحدة فقط- في بكين- ولها علاقات رسمية مع الصين بدلًا من تايوان.
لكن سياساتها الغامضة مؤخرًا تفيد بدعمها انفصال تايوان، بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية لعام 2016 تعهدت الولايات المتحدة بتزويد تايوان بأسلحة دفاعية مشددة على أن أي هجوم من جانب الصين من شأنه أن يثير «قلقا كبيرا".
طوال عام 2018، صعّدت الصين من ضغوطها على الشركات الدولية، وأجبرتها على إدراج تايوان كجزء من الصين على مواقعها على الإنترنت، وهددت هذه الشركات بمنعها من ممارسة الأعمال التجارية في الصين إذا لم تمتثل لذلك.
تعليقًا على تداعيات زيارة بيولسي أكد الدكتور ناصر زهير، الباحث المختص في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، في مركز جنيف للدراسات السياسية والدبلوماسية، أن زيارة بيلوسي لتايوان أعطت ذريعة قوية للصين للقيام بتحركات عسكرية ضد الجزيرة، مرجحا أن الساعات القليلة المقبلة قد تشهد تقويد المجال الجوي التايواني وحظرها الطيران المدني في نطاقها.
ولفت إلى أن تايوان وحدها من ستدفع ثمن تلك الزيارة، مستبعدًا أن تدافع الولايات المتحدة عن تايوان، حال هاجمتها الصين عسكريًا، على غرار السيناريو الروسي الأوكراني، نظرًا لعوامل عديدة بينها عدم جاهزية البنتاجون الأمريكي واختلاف الطبيعة السياسية لأزمتي تايوان وأوكرانيا؛ نظرًا لأن الأخيرة دولة مستقلة في حين أن تايوان تعد جزءًا من الأراضي الصينية، وغير معترف بها دوليًا.
وقبل ساعات وصلت بيولسي إلى جزيرة تايوان، وعقب وصولها غرّدت نانسي بيلوسي عبر حسابها على «تويتر»: إن زيارة وفدنا لتايوان تفي بالتزام أمريكا الثابت بدعم الديمقراطية النابضة بالحياة في تايوان.
وهبطت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، في تايبيه الثلاثاء، في زيارة تعد دعمًا لانفصال تايوان على الرغم من تهديدات الصين من مخاطر زيارة الجزيرة الانفصالية المتمتعة بالحكم الذاتي، غير المعترف بها دوليا التي تعتبرها بكين جزءًا من أراضيها.
وبحسب الخبراء من عواقب غضب التنين الأحمر، خاصة بعدما، أدانت الصين الزيارة وأعلنت عن مناورات عسكرية في مناطق مختلفة محيطة بجزيرة تايوان الرئيسية في الفترة من 4 إلى 7 أغسطس، اذ ترى الصين أن زيارة بيلوسى ترسل إشارة مشجّعة للمعسكر المؤيّد لانفصال تايوان، وتعتبرها تدخلًا في شأنها الداخلي وخطرًا على وحدة أراضيها؛ إذ يتوقع الخبراء أن تلتقي بيلوسي في تايبيه المسؤولين التايوانيين صباح الأربعاء، وبينهم رئيسة جزيرة تايوان المنفصلة، تساي إنج وين، التي تقود لحزب الديمقراطي التقدمي (DPP)، وهو حزب يميل نحو الاستقلال الرسمي النهائي عن الصين.
ووحذرت الصين للولايات المتحدة الأمريكية من زيارة بيلوسي لتايوان، معتبرة أن تلك الزيارة تصرفًا «استفزازيًا" من قبل الولايات المتحدة و«خطًا أحمر» من شأنه تقويض العلاقات بين البلدين؛ إذ صرح تشانج جون المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة الإثنين، أن زيارة بيلوسي لتايوان حال تمت ستؤدي إلى تقويض العلاقات الأمريكية الصينية.
وأضاف أنه «على واشنطن أن تتفهم «العواقب الخطيرة" لهذه الخطوة الاستفزازية مؤكدًا أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، وأن قضية وحدة الأراضي الصينية تعد خطًا أحمر لن تسمح بكين لأحد بتجاوزه" متابعًا «سنتصدى لأي تدخل في الشؤون الداخلية الصينية ولن نسمح لأي أحد بدعم الحركات الانفصالية"
لكن وكالة «رويترز» عن مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة إنها لن تخيفها «قعقعة السيوف» الصينية بشأن الزيارة.
تحركات عسكرية بالقرب من الخط الفاصل عند مضيق تايوان
لم تكتف الصين بالتحذير اللفظي؛ إذ حلقت عدة طائرات حربية صينية أجرت تحركات تكتيكية بالقرب من الخط الفاصل عند مضيق تايوان، منذ الإثنين، وذك حسبما أفادت به ووكالة «رويترز" بالنقل عن مصدر أمني أمريكي. وأضاف المصدر أن السفن الحربية الطائرات الصينية «تجاوزت" خط الوسط شديد الحساسية صباح الثلاثاء، في خطوة خطوة غير اعتيادية.
صافرات الإنذار تدوي عاليًا.. تايوان تفتح الملاجيء استعدادًا للحرب
في غضون ذلك، دوت صافرات الإنذار في تايوان الجزيرة، الإثنن وتحدثت السلطات عن «التأهب لحالة حرب" ما أثار المخاوف حول تكرار السيناريو الأوكراني الروسي في ظل تصاعد التوتر بين الجانبين، بدخول المسؤولة الامريكية على خط الأزمة.
وأخلت السلطات في تايوان الطرق وأصدرت أوامرها ببقاء السكان في منازلهم، بالتزامن مع فتح الملاجئ وإجراء تدريبات جوية مكثفة في العاصمة تايبيه، تحسبًا للتعرض لهجوم صيني محتمل، حسبما أفادت به وكالة «رويترز».
ودوّت صافرات الإنذار الساعة 1: 30 ظهرا (0530 بتوقيت جرينتش) من أجل إخلاء الشوارع إجباريا لإجراء التدريبات التي تسببت فعليا في إغلاق بلدات ومدن في أنحاء شمال تايوان لمدة نصف ساعة.
وفيما طالبت السلطات الناس بالانتقال لأماكن آمنة على الفور، عبر رسائل نصية، قال كو وين جي، رئيس بلدية تايبيه، في كلمة ألقاها بعد أن أشرف على التدريبات أنه «من الضروري الاستعداد لحالة الحرب".
من جهة أخرى قالت وزارة الدفاع التايوانية إنها على دراية تامة بالأنشطة العسكرية قرب تايوان مؤكدة أنها ستنشر قواتها على نحو ملائم «للرد على تهديدات العدو».
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في تايوان، الثلاثاء، نقلا عن مصادر لم تحددها أن الوزارة «عززت مستوى الاستعداد القتالي اعتبارًا من صباح الثلاثاء حتى ظهر الخميس.
وشهدت مدينة شيامن بجنوب شرق الصين، والتي تقع قبالة تايوان كقافة عسكرية كبيرة؛ إذ نقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان تحركات مركبات مدرعة
ومنذ الأسبوع الماضي، يجرى جيش التحرير الشعبي الصيني تدريبات مختلفة، بما في ذلك تدريبات بالذخيرة الحية في جنوب الصين والبحر الأصفر وبحر بوهان الأمر الذي ينذر بتكرار سيناريو روسيا وأوكرانيا بين الصين وتايوان، وفي ضوء تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في قضايا تعتبرها روسيا والصين " تهدّد أمنها القومي"، اذ يذهب بعض الخبراء إلى احتمالات تدشن موسكو وبكين تحالفًا ثنائيًا للرد على الاستفزازات الامريكية ما قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد وصولًا لاحتمال نشوب حرب عالمية.
مخاوف من الانزلاق إلى أزمات أكثر تعقيدًا
وأمضت الصين عقودًا عدة في تحويل "جيش التحرير الشعبي" PLA إلى ما أسماه الرئيس الصيني تشي جيننج "جيشًا من الطراز العالمي" يمكنه هزيمة أي طرف ثالث يتولى الدفاع عن تايوان.
واستكمالًا، تستند استراتيجية خوض الحروب الصينية، المعروفة باسم "منع الوصول/ تحريم دخول المنطقة"، إلى القدرة على إبراز القوة العسكرية التقليدية من بعد آلاف عدة من الأميال بهدف منع الجيش الأميركي، على وجه الخصوص، من التصدي بفاعلية لأي هجوم صيني على تايوان؛ ما قد يزيد مخاطر الحرب والتصعيد.
حذر خبراء عسكريون من أن بيلوسي قد تخاطر عبر رحلتها بإطلاق شرارة بنزاع مسلح، وأزمة سياسية وعسكررية أكثر تعقيدا من الأزمة الروسية الأوكرانية حيث ستكون قيادة بكين أكثر عدوانية وأقل تسامحًا مع الاستفزازات والتحديات الأمريكية؛ اذ وأكد ني ليكسيونج، الأستاذ في جامعة شنغهاي للعلوم السياسية والقانون أن بكين وسائل هائلة للدفاع عن مصالحها القومية مشيرًا إلى أن جيش التحرير الشعبي يمكن أن "يعلن منطقة حظر طيران ومنطقة ملاحة مقيدة للتدريبات العسكرية بالقرب من مضيق تايوان، مما يجبر طائرة بيلوسي على الالتفاف إذا أصرت على زيارة تايوان".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.