العروض المرشحة وانتقادات المكرمين .. أزمات تواجه المهرجان القومى للمسرح فى دورته ال15

أزمات متعددة واجهت الساحة المسرحية قبل ساعات من انطلاق الدورة الخامسة عشرة من المهرجان القومى للمسرح، على المسرح الكبير بدار الأوبرا، ففى الساعات الأخيرة، قبل افتتاح دورته الحالية، التى انطلقت أمس الأول، شهدت الساحة المسرحية انتقادات لبعض الأمور المتعلقة بالدورة ال15، سواء بالعروض المرشحة للمشاركة فى المهرجان أو المكرمين، وواجه البيت الفنى للمسرح تلك الانتقادات من خلال فيديو بثه يوسف إسماعيل، رئيس المهرجان، أوضح خلاله معايير اختيار المكرمين. وتقام الدورة ال15 حتى 8 أغسطس المقبل، تحت عنوان «المخرج المسرحى المصرى»، بمشاركة 34 عرضا مسرحيا من مختلف الجهات الإنتاجية، وتضم لجنة تحكيم العروض المسرحية: الفنان القدير محمود الحدينى، رئيسا للجنة، والفنان كمال أبورية، والناقد عبدالرازق حسين، والمخرج حسن الوزير، والدكتور محمد سعد، والفنانة رجوى حامد، والموسيقار محمد سعد باشا، والمخرج هانى عبدالمعتمد مقررا، ومحمد عبدالسلام، أمين سر اللجنة.
جانب من العرض المسرحى
أوضح الكاتب المسرحى يسرى حسان، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن البيت الفنى للمسرح اعتاد أن يشكل لجنة لاختيار العروض التى تمثله فى المهرجان القومى للمسرح المصرى، لافتًا أن هذا العام تم تشكيل لجنة من مجموعة من الأصدقاء الأعزاء من بينهم مهندس الديكور محمد هاشم، أى أنه سيكون خصمًا وحكمًا فى الوقت نفسه، وبالتالى فإن هذه اللجنة يشوبها العوار وهو ما نبهت إليه.
وأضاف: «طالبت بأحقية العرض الذى كتبته بدخول المهرجان، لكن نظرًا لخلافاتى مع رئيس البيت الفنى منع دخول هذا العرض الذى كنت أتمنى مشاركتى به فى المهرجان ليس من أجلى، لكن تكريمًا للفنان الراحل أحمد الحجار فى هذه الدورة».
جانب من العرض المسرحى
وتابع: «ونظرَا للخلافات والمصالح الشخصية حالت دون مشاركتى، فقام رئيس البيت الفنى بنشر فيديوهات على صفحته مليئة بالادعاءات والمغالطات والتى كان أولها ادعاؤه بأننى كنت عضواً العام الماضى فى لجنة تابعة للبيت الفنى، وكان معى الصديق محمد هاشم وقررنا إشراك عرض صمم ديكوره «هاشم»، ووافقنا على مشاركته فى المهرجان، ولم أعترض على وجود «هاشم» فى اللجنة، وهذا كذب واضح لأنه لم يكن له عرض فى المهرجان القومى فى دورته السابقة».
بينما الادعاء الآخر أوضحه «حسان»: «رئيس البيت الفنى لم يتقبل من يعترض على ممارساته ويستخدم الفزاعة ضد أى مختلف مع رأيه».
مشهد من «ليلة القتلة»
وأضاف: خطأ آخر وقع فيه رئيس البيت الفنى للمسرح حينما قال «عروضنا نحن»، وهذا غير صحيح لأن عروض البيت الفنى هى عروض تقدمها الدولة، وكنت أتمنى أن يكون رده موضوعيًا وموثقا وبعيدًا عن استخدام الفزاعات.
أما عن اختيار المكرمين فى فعاليات الدورة ال15 بالمهرجان، فقال: هناك أسماء كثيرة تستحق التكريم، ليس فقط فكرة التقدم فى العمر، لكن بالعطاء المسرحى، والمهرجان من الصعب أن يكرم كل الناس فى دورة واحدة، لكن كل عام يختار عددا محددا، وهناك من هو أولى بالتكريم نظرًا للتقدم فى العمر دون تكريمهم حتى الآن، الأمر فقط يحتاج إلى انضباط ومراعاة لعوامل وأسباب تواكب المكرم.
مشهد من «الحفيد»
واختتم: خلافاتى ليست محاولة للتشويش على المهرجان أو تعطيله، هذا هو المهرجان القومى للمسرح المصرى، وأنا من أكثر الداعمين له، مع الأخذ فى الاعتبار أنه عمل بشرى لابد أن تشوبه أخطاء وواجب تصويبها حتى نقترب من درجة الكمال باعتبار أننا بشر ولدينا بعض المشاكل والأخطاء، من الطبيعى أن تكون هناك ملاحظات، لكن يجب أن يتقبل المسؤولون هذه الملاحظات بصدر رحب ولا يعتبرون كل ملاحظة على النشاط سعيا إلى هدم المهرجان.
منير مكرم: أسماء كثيرة تستحق.. والجمهور هو التكريم الحقيقى
منير مكرم
«هناك من يستحقون التكريم»، هكذا انتقد الفنان منير مكرم الاختيارات التى تتم فى تكريم البعض، لافتًا إلى أننا لسنا بحاجة إلى شهادة تكريم، لكن الجمهور هو من يعطى التكريم الحقيقى.
وأضاف، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»: «أسماء كثيرة من رواد المسرح ومن قدموا الكثير فى مشوارهم الفنى يستحقون سواء فى التمثيل مثل توفيق الدقن، سميحة أيوب، رجاء حسين، أنعام سالوسة، أحمد بدير، أحمد راتب، وفى الديكور هناك زوسر مرزوق، أشرف نعيم، فهناك عظماء فى المسرح».
وانتقد «مكرم» أيضا عناوين بعض الكتب والإصدارات داخل المهرجان القومى: «حتى عناوين الكتب لها مدلولات عجيبة مش فاهمينها، وفى النهاية لا نعترض، لكنهم يخسرون قاعدة كبيرة».
واختتم الفنان منير مكرم حديثه: «أنا بتكرم فى كل مكان: فى المستشفى، البوليس، مدرسة أولادى، الناس كلها الحمد لله عارفينا وفرحانين بينا، وجمهورنا هو ده التكريم الحقيقى اللى يساوى ملايين، مش محتاجين شهادة نعلقها».
رئيس «البيت الفنى»: «المنتج بتاعنا».. ولا توجد شبهة فى العروض المشاركة
إسماعيل مختار
أوضح الفنان إسماعيل مختار، رئيس البيت الفنى للمسرح ومدير المهرجان، أن البيت الفنى جهة إنتاج منوطة بشراء حقوق التأليف والإخراج والموسيقى الخاصة بالمصنف الفنى لأهداف ثقافية وتنويرية وفنية واستغلالها لخدمة الجمهور المصرى.
وأضاف، خلال تصريحات له، أن رده يأتى كواجب تجاه اللجنة التى عينها البيت الفنى لتقوم بمهامها فى اختيار العروض، وكذلك تجاه الفنانين الذين أبدعوا بعروض للمشاركة ضمن الفعاليات، وليس هناك ما تردد مؤخرًا عن شبهة فساد وحديث من هذا القبيل.
وتابع بشأن اختيار العروض المشاركة ضمن فعاليات المهرجان القومى فى دورته الحالية: ليست هناك شبهة فساد، المنتج ده بتاعنا نملكه فى الوزارة، ولما يكون فيه مهرجان بيتم ترشيح العروض حسبما يتراءى للبيت الفنى، كى يشترك، ومن أجل الشفافية ومنع الإحراج تم تكوين لجنة من قامات محترمة لمساعدتنا فى تقديم وجبة محترمة للمتفرج المصرى فى المهرجان.
وأضاف: «اللجنة تم اعتماد السلطة المختصة على تكوينها، وتقوم بمتابعة العروض المرشحة، سواء عن طريق الحضور أو الفيديو أو المقالات التى تتابعها وتقدم لنا وجهة نظرها، ولنا 5 عروض، يتم ترشيحها للمشاركة ضمن المهرجان، وثلاثة أخرى عروض احتياطية إذا تعذر أو حدث أى شىء».
وتابع «مختار» أن العروض التى كانت مرشحة «الحفيد، الحب فى زمن الكوليرا، كاليجولا، هاملت بالمقلوب، ليلة القتلة».
وأوضح «مختار»: «اختلافاتنا مع بعض داخل الوسط المسرحى يبدو مش مظبوط فى الصورة، والمهرجان المسرحى قائم على المنافسة ومقابلة المسرحيين وأن كل عرض يمثلنى، وأن فكرة الخناقة اللى داخلينها علشان إيه، الصورة من فوق بتبقى باينة وحشة، مدخلتش السنة دى إيه اللى حصل؟، فى دولة جديدة بتتبنى مينفعش ناخد نفس أساليب إثارة الفتن ونعملها مع بعض، وهناك أجهزة رقابية فى البلد بتشوف كل حاجة».
ووجه رئيس البيت الفنى حديثه للكاتب المسرحى يسرى حسان قائلاً: «حضرتك كنت عضو لجنة السنة اللى فاتت للبيت الفنى للمسرح، وكان معك محمد هاشم، وكان له عرض أخرجه عادل حسان، يعنى مفيش حاجة، وأقول إن الاختيار هو حق أصيل لقيادات البيت الفنى للمسرح».
وطالب «رئيس البيت الفنى للمسرح» بدعم المهرجان وتفعيل هاشتاج بدلا من الاختلافات، منوهًا بأن ما حدث من نشر مقررات رسمية وتقارير اللجنة على وسائل التواصل الاجتماعى ممنوعة قانونًا، ولابد من موافقة السلطة المختصة، لأنها سرية ونشرها غير قانونى، مختتمًا أن هذا يُعد ابتزازا وضغطا واستفزازا.
يوسف إسماعيل: اختيار المكرمين جاء وفقا لمعايير ودراسة
يوسف إسماعيل
عن معايير وكواليس اختيار المكرمين أكد الفنان يوسف إسماعيل أن اختيار المكرمين جاء بناء على ترشيحات ودراسة تاريخ كل مرشح وتأثيره فى الحركة المسرحية، وأن تكون له بصمة قوية أو صاحب اتجاه وتيار مسرحى جديد، بالإضافة إلى خبرته على مدار الأعوام التى عمل بها، لافتًا إلى أنه يتم ترشيح الأسماء وبعد دراسة وبحث ينتهى الأمر بتنفيذ معايير الاختيار والإعلان عن الأسماء. وحول الانتقادات أوضح رئيس المهرجان، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن هناك من يستحقون التكريم ممن قدموا الكثير للمسرح يوضح أن هناك الكثير من الفنانين القدامى الذين لم يُكرموا رغم تاريخهم الطويل وما قدموه، مستشهدًا بالفنانين الراحلين أمينة رزق، التى لم تُكرم فى حياتها، وكذلك الفنان الراحل توفيق الدقن، وعبدالمنعم إبراهيم، مشيرًا إلى أنه بالفعل هناك كثيرون ممن يستحقون التكريم، خاصة من الأجيال القديمة التى لم يحالفها حظ التكريم رغم مشوارهم الكبير، ولا أحد ينكر دورهم أو فضلهم على المسرح المصرى، لكنهم محكومون كإدارة المهرجان بعدد، وهذا العام من بين الأسماء الفنانة الراحلة أمينة رزق، وعبدالرحيم الزرقانى، متمنيًا أن يلبوا كل المطالب بتكريم جميع المستحقين.