زيارة البابا كيرلس.. دبلوماسية «القوى الناعمة» تظلل القاهرة

اعتبر خبراء أن زيارة البابا كيرلس بطريرك الكنيسة الإريترية، البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، لأول مرة، تلعب دورًا كبيرًا في توطيد العلاقات المصرية الإفريقية وتعبر عن عمق العلاقات المشتركة بين البلدين، ووصف الخبراء الزيارة بدبلوماسية القوى الناعمة. والكنيسة الإريترية كانت في أول الأمر جزءًا من كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية، ثم اعترف البطريرك الإثيوبى باستقلالها عقب استقلال إريتريا عن إثيوبيا عام 1993.
قال الدكتور سعيد ندا رئيس وحدة الدراسات الدولية بمركز رع للدراسات الاستراتيجية، إن مصر على المستوى الرسمى ترتبط بعلاقات تاريخية مع إريتريا قبل وبعد الاستقلال، فقد كانت القاهرة مقرًّا لتأسيس جبهة التحرير الإريترية في يوليو 1960، وكان للجهود المصرية بالغ الأثر في دعم وتأييد الثورة الإريترية، التي تكللت بتحقيق الاستقلال عام 1991.
وأضاف «ندا»، ل«المصرى اليوم»، أن إريتريا تكتسب أهمية خاصة لدى مصر، لأنها إحدى دول حوض النيل الإحدى عشرة، إذ تتشاطأ إريتريا مع إثيوبيا في «نهر سيتيت»، الذي يصب في نهر عطبرة السودانى، معتبرًا أن الزيارة تمثل دعمًا معنويًّا للحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل.
ورحب الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولى العام، بزيارة بطريرك الكنيسة الإريترية الأرثوذكسية، كيرلس الأول، لمصر، معتبرًا أن الزيارة في هذا التوقيت تعزز العلاقات بين البلدين، في إطار استراتيجية القوى الناعمة، إزاء جميع الملفات والقضايا، بالتوازى مع الجهود الدبلوماسية القائمة، للدولة المصرية لتحقيق أهدافها، وتسهل بذلك الكنيسة عمل الدبلوماسية المصرية في تنفيذ خطة مصر لاستعادة دورها في القارة السمراء، ولتعزيز نفوذ الدولة المصرية.
وأشار «مهران» إلى أن إريتريا حليف استراتيجى لمصر، وداعم قوى لها في قضية سد النهضة، موضحًا أنها تساند حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، وتؤيد الاتفاقات الدولية، التي تؤكد حصص مصر في المياه، وترفض تصرفات إثيوبيا في ملف سد النهضة.