«نسيمة».. مشروع للإجابة عن أسئلة الأطفال المحيرة

«التعلم فى الصغر كالنقش على الحجر»،.. حكمة شهيرة أثبتتها الدراسات العلمية، فما يتعلمه الإنسان فى طفولته يؤثر فى شخصيته وحياته فى مختلف مراحله السنية. ومن منطلق أن «الطفل كالوعاء الفارغ» إن امتلأ علمًا أصبح نورًا ومنارًا، أطلقت سارة حرب مشروع «نسيمة» لتعليم الأطفال أمورا حياتية، وإجابة الطفل عن أى سؤال يشغل باله بطريقة علمية تناسب سنه، فضلًا عن الرحلات والأنشطة المختلفة بالطريقة التى تجعل الطفل يشعر أنها «نسمة هواء ومتنفس للطفل بعيدًا عن ضغوطات وصعوبات تواجههم دائمًا أثناء الدراسة».
«اكتشفت أننا بحاجة إلى تعليم الأطفال كيف يكونون قريبين من أنفسهم، يكتشفون مواهبهم مبكرًا، ويتعرفون على خصالهم ومهاراتهم بشكل أوسع».. كلمات قالتها «سارة» فى حديثها ل«المصرى اليوم» عن فكرة «نسيمة»، التى تعتمد فيها على مناهج عبارة عن برامج متعددة، منها التوعية الجنسية والعلوم والفضاء والاستكشافات بطريقة تنمى مهاراتهم وتوسع مداركهم، وأيضًا أسئلة تشغل بال الأطفال، بالإضافة إلى تدريبات عملية وفقًا لمناهج عالمية، تراعى فى تلك المناهج الفروق الفردية بين كل طفل، فضلًا عن وجود مساحة حرة لتعلم كل طفل بالطريقة التى تناسب مستوى ذكائه سواء بالألعاب أو الرسم على سبيل المثال، بالإضافة إلى عمل رحلات للتعرف على التراث وشرح التاريخ بطريقة مبسطة وتعزيز الهوية، وأيضًا رحلات أخرى بنظام التخييم والمبيت ومسموح للأهل التواجد فيها، يتعلم فيها الطفل كيف يعتمد على نفسه، حسب مرحلته السنية.
«سارة» صاحبة ال32 عامًا، لم تكن فقط هاوية وتحاول تطوير الأطفال، فرغم تخرجها فى كلية التجارة جامعة الإسكندرية، إلا أنها عملت 6 أعوام بإحدى المنظمات الدولية المعنية بحقوق الطفل، وحصلت على دبلومة عامة فى كلية رياض أطفال، بالإضافة إلى أنها تدربت فى أمريكا بنظام مشابه تمامًا ل«نسيمة»، لذلك أرادت تطبيقه فى مصر، ولكنها اكتشفت من خلال تعليمها للأطفال أن الأهل أيضًا يحتاجون إلى تعلم كيف يتعاملون بطريقة صحيحة مع أولادهم، ولم تقتصر على القاهرة فقط، بل «اتجهتُ للقرى الزراعية وعشت فى إحداها 10 أشهر كى أصنع نموذجًا أصيلًا مرتبطًا بالبيئة الزراعية وأدرب الأطفال عمليًا عليه، ثم قمت بنفس المشروع فى الإسكندرية».
سعى صاحبة مشروع تعليم الأطفال لن يتوقف عند تواجدها فى القاهرة، فهى تحلم بنظام تعليم حياتى للصغار موازٍ للتعليم الأساسى وموجود فى كل المحافظات، كما تحلم أيضًا بإنشاء قسم مخصص للأهالى يتعلمون من خلاله أسس التربية السليمة وكيفية اكتشاف مهارات أولادهم ومواهبهم.