بعد أن خضع لعملية تطوير شاملة، تمكنت وزارتا السياحة والآثار وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، من إعادة المتحف القومى للبريد للحياة، لتجعله أحد المقاصد الأثرية التى تجذب الزوار المصريين والأجانب من عشاق التاريخ. ويروى المتحف العديد من الأحداث التاريخية التى مرت على البلاد وكان يتم تخليدها من خلال إصدار طوابع البريد المصرى، ويقع المتحف فى ميدان العتبة، وكان بداية ظهوره خلال العام 1934 أثناء انعقاد المؤتمر العالمى للبريد العاشر فى القاهرة، ويضم عدة أقسام للطوابع والآلات والملابس والمبانى والخرائط والنقل، ويروى تاريخ البريد المصرى منذ انطلاقه خلال العام 1886، ويحتوى على أهم الطوابع التى تصدر حتى الآن. ويضم المتحف لوحة تتكون من 15 ألف طابع بريد مكونة صورة الهرم وأبو الهول، وهى اللوحة التى أمر الملك فؤاد الأول بتجميعها عام 1910، وأهداها لابنه الملك فاروق، حيث كانا من هواة جمع الطوابع، وتم وضع تلك اللوحة فى متحف البريد لتعريف الناس بخدمات البريد، وافتتحه الملك فاروق للجمهور عام 1940 بعد وفاة والده. والمتحف يضم عددًا من الأقسام بينها القسم التاريخى الذى يحتوى على نماذج لتطور الكتابة والرسالات على مر العصور المختلفة، كلوحة نارمر ومحابر من الحقبة الفرعونية والقبطية، وهناك أيضًا قسم أدوات البريد يشتمل على مجموعات متنوعة من الحقائب البريدية ومحافظ الطوابع والأختام القديمة والحديثة وصناديق خطابات آلية ويدوية. وفى قسم الطوابع يمكنك الاستمتاع بمجموعات من الطوابع المصرية والأجنبية وألواح لصنع الطوابع، ومجموعة من النماذج التى تسرد خُطوات العمل فى صُنع طوابع، وكذا يضم تصنيفًا فريدًا لمجموعات الطوابع لكل من البريد الأوروبى والبريد الإفريقى والبريد الآسيوى والبريد الأمريكى والبريد الأسترالى. عند تجولك داخل المتحف يمكنك أن تشاهد أقدم طرق تداول البريد فى قسم البريد الجوى الذى يحتوى على نماذج مختلفة من الحمام الزاجل ونماذج لبعض الطائرات من شركة الطرق الجوية الإمبراطورية وشركة خطوط الطيران الهولندية، ونموذج لأول خطاب ورد إلى الإسكندرية من لندن فى 17 أغسطس 1929، وأول خطاب أُرسِلَ بالبريد الجوى.
