استراتيجية جديدة لمكافحة التصحر

كلف السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، مركز بحوث الصحراء، بوضع خطة استراتيجية لمكافحة التصحر تكون خارطة طريق لتوجيه كافة جهود المركز، استعدادًا للمشاركة فى قمة المناخ المقرر عقدها فى مدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل.
وذلك بحضور لجنة مكافحة التصحر وتضم ممثلين من وزارات الخارجية، ووزارة البيئة ووزارة الموارد المائية والرى وممثل المركز الوطنى لتخطيط استخدامات أراضى الدولة وممثل شركة الريف المصرى وممثل إدارة المياه بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة وممثل الجمعيات الأهلية، وممثل الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، إلى جانب قيادات من مركز بحوث الصحراء.
وقال الدكتور عبدالله زغلول، رئيس مركز بحوث الصحراء، فى تصريحات أمس، إن خطة مكافحة التصحر تعتمد على عدد من الآليات، منها أن تكون أكثر ارتباطًا بملفات مكافحة التصحر وتدهور الأراضى والجفاف، تعظيمًا لدور المركز فى هذا المجال، وتطويرًا للدور الذى يقوم به فى المشاركة لتنفيذ المشروعات القومية واستراتيجية الزراعة المحدثة 2030.
وأضاف «زغلول» أنه تم عقد اجتماع مع أعضاء لجنة العلم والتكنولوجيا على المستوى الوطنى لمناقشة الخطة التنفيذية لاستراتيجية مركز بحوث الصحراء لمكافحة التصحر 2022-2030 وآليات الاستفادة منها فى تحقيق التنمية المستدامة ورفع كفاءة الموارد المائية والأرضية بمختلف المناطق المستهدفة والحد من ارتفاع معدلات التصحر، وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة بما يحقق الصالح العام.
وأوضح رئيس مركز بحوث الصحراء أن التصحر يعد من أهم المشكلات التى تواجه الإنسان، ويهدد كل جوانب الحياة سواء على المستوى المحلى أو العالمى، وتعد مصر من أكثر دول العالم تأثرًا بالتصحر وتدهور التربة والغطاء النباتى، نظرًا لوقوع معظم الأراضى المصرية ضمن المناطق الأكثر قحولة وجفافًا فى العالم.
ولفت «زغلول» إلى أن التصحر ليس ظاهرة بيئية حديثة، ولكنه أصبح موضع اهتمام العالم كله فى الثلث الأخير من القرن الماضى، عندما ضرب الجفاف إقليم الساحل فى غرب إفريقيا واستمر فى بعض المناطق من هذا الإقليم حتى الآن، نتج عن هذا الجفاف وفاة ما بين 50 و250 ألف نسمة، ونفوق أكثر من ثلاثة ملايين رأس من الماشية والأغنام والماعز والإبل، مما دفع الأمم المتحدة لعقد مؤتمر التصحر فى عام 1977 فى نيروبى للاتفاق على خطة عمل لمجابهة التصحر.
وأشار رئيس مركز بحوث الصحراء إلى أن المركز هو الجهة البحثية الأقدم فى مجال مكافحة التصحر فى مصر، والذى يقوم بالعديد من الجهود البحثية والتطبيقية لمجابهة التصحر منذ إنشائه باسم معهد فؤاد الأول للصحارى المصرية قبيل ثورة يوليو 1952، مرورا بكل التطورات التى مر بها المعهد، وصولا لصدور القرار الجمهورى بإنشاء مركز بحوث الصحراء فى عام 1990، والذى أصبح مع توقيع الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر هو المرجعية المسؤولة عن متابعة تنفيذ اتفاقية مكافحة التصحر فى مصر منذ التوقيع عليها وحتى الآن.
وأوضح «زغلول» أن هذه الاستراتيجية تمثل رؤية للتأكيد على أن مكافحة التصحر تعد من أهم أولويات مركز بحوث الصحراء، كما تهدف الاستراتيجية إلى وضع خطة عمل تنفيذية تعتمد على الإمكانيات والمقدرات المتاحة، بهدف المساعدة فى الحد من آثار الظاهرة، وتعد هذه الاستراتيجية إطارًا عامًا للخطة التنفيذية لمكافحة التصحر للسنوات 2021-2030.
ولفت رئيس مركز بحوث الصحراء إلى أن المشاركة فى الجهود البحثية والتطبيقية الهادفة إلى مجابهة التصحر هى واجب وطنى، فضلًا عن كونها رسالة ومهام علمية يكثف المركز من أجلها كافة الإمكانيات والجهود لتحقيق التنمية المستدامة بما يعود إيجابًا على الوطن والشعب المصرى العظيم.