هل يوجد علاج نهائي لمرض السكر؟ الصحة تحسم الأمر

السكر هو أحد الأمراض المزمنة التي تصيب عدد كبير من الأشخاص على مستوى العالم، وقد يؤدي إهمال علاجه أو عدم الحفاظ عليه في المستويات الآمنة إلى مضاعفات خطيرة على الأعضاء الداخلية للجسم، لذلك من المهمّ الحفاظ على المتابعة الدورية وقياس مستواه في الدم بانتظام.
ويشغل بال الكثير من مرضى السكري تساؤلا حول العلاج النهائي لمرض السكر.. وهل هناك علاج يشفي نهائيًا من السكر أم لا؟.. وهو ما أوضحته وزارة الصحة.
أنواع السكر
وقد أكد الدكتور أحمد سبعاوي، إخصائي الغدد الصماء والسكر بالمعهد القومي للسكر ومقرر الجنة القومية لمكافحة الأمراض غير السارية، أن السكر هو واحد من الأمراض المزمنة التي تلازم المرضى طوال حياتهم وهو يحدث بسبب عدم قدرة جهاز البنكرياس على إفراز الأنسولين أو ينتجه بكفاءة أقل، موضحا أن البعض يكون إفراز الأنسولين بكمية كافية لكن يعاني من مقاومة الجسم له.
وأوضح «سبعاوي»، في مقطع فيديو نشرته وزارة الصحة عبر صفحتها الرسمية، أن مرض السكر هو زيادة مستوى السكر في الدم بسبب عدم قدرة اللبنكرياس على إفراز الأنسولين وهو في النوع الأول، أو ينتج كميات أقل أو يعاني من مقاومة الجسم للأنسولين وهذا في النوع الثاني، موضحا أن خطورة السكر تزداد إذا كان الشخص مهملا حيث يبدأ يعاني من مجموعة من المضاعفات لكن إذا حافظ على انضباطه فيعيش حياة طبيعية.
أسباب الإصابة بالسكر
وأوضح أن السكر النوع الأول غير معروف السبب فيه، وفي حالة الإصابة به ينتج الجسم بعض أجسام مضادة تهاجم البنكرياس وتجعله غير قادر على العمل بكفاءة، أما النوع الثاني فيحدث بسبب عوامل خطورة تؤثر على الجسم مثل السمنة وتحديدا «الكرش» وكذلك العامل الوراثي وهو أقل أهمية من السمنة، بجانب الأكل غير الصحي أو إصابة الفتيات أو السيدات من تكيسات المبيض أو سكر حمل، وأصحاب أمراض الضغط المرتفع.
وأشار إلى أن السكر النوع الأول غير وراثي، العامل الوراثي فيه ضعيف للغاية، أما النوع الثاني 90% منه عامل وراثي، لكن السمنة أكثر خطورة من العامل الوراثي، مؤكدا أن علاج السكر النوع دائما هو الأنسولين ويبدأ في سن صغيرة، أما النوع الثاني يحدث للأشخاص الأكبر لكن بسبب العادات الصحية الخاطئة أصبح يحدث لأشخاص أصغر سنا وعلاجه يكون الأقراص أو الأنسولين أو كليهما.
وتابع: من أنواع السكر أيضا، سكر الحمل يصيب الحوامل من الأسبوع 24 حتى الأسبوع 28 من الحمل، لكن 50% من السيدات يتعافين بعد الولادة والعلاج بالأنسولين والتغذية السليمة، وهناك السكر الثانوي نتيجة خلل الجينات أو نتيجة العلاج بالكورتيزون أو بسبب مشكلة في البنكرياس مثل الإصابة.
6 خطوات لضبط مستوى السكر
وأوضح أن نجاح الشخص في ضبط مستوى السكر في الدم يكون عبر اتباع 6 خطوات رئيسية، هي التثقيف الصحي ومعرفة المعلومات البسيطة عن السكر، والنظام الغذائي الصحي تناول كل شيء بدون حرمان بناءً على السعرات الحرارية، والمشي يوميا نصف ساعة، وكذلك العلاج المناسب الذي وصفه الطبيب وعدم إهماله حتى لا يتذبذب السكر، والمتابعة الدورية للسكر وقياسه باستمرار.
وأضاف أن عدد مرات قياس السكر في اليوم يختلف من شخص لآخر، مطالبا المرضى أيضا وعمل السكر التراكمي كل 3 أشهر، وإجراء التحاليل الدورية السنوية للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية مثل وظائف الكلى والكبد وفحص قاع العين كل سنة وفحص القلب والأسنان.
هل يمكن الشفاء من السكر؟
وفي إجابته عن سؤال حول وجود علاجي نهائي للسكر، أكد «سبعاوي»، أن السكر مرض مزمن يمكن للبعض أن يشفى منه، لأن الشخص صاحب الوزن الزائد أو السمنة المفرطة يمكن أن يشفى تماما أول 5 سنوات إذا استطاع ضبط مستوى سكره.
وأشار إلى أن هناك بعض التجارب للشفاء النهائي من السكر من النوع الأول، والتجربة نجحت على مريض ويتم استكمال التجارب على المرضى الآخرين للتأكد من فاعليته على أمل تحقق نتيجة خلال 5 سنوات، مضيفا أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد علاج نهائي للسكر إلا إذا كان الشخص مريضا من النوع الثاني وبدأ يفقد وزنه خلال أول سنوات الإصابة.