أسرة ضحية «موقف المنيب»: «راح يطمن على أخوه.. ضربوه 12 طعنة»

«روح اطمن على أخوك ليكون حد بيتخانق معاه».. قالها الحاج فارس، لابنه طه، ليخرج الأخير من مغسلة سيارات (محل عملهما)، على صوت مشاجرة بالأسلحة البيضاء بموقف المنيب فى الجيزة.
هرول ناحية أخيه يحيى (سائق)، وشاهده يفض مشاجرة بين زميله بالموقف وآخرين، لينال منه 15 شخصًا ب12 طعنة، أغلبها تركز فى ظهره، «ضربتوا أخويا وإحنا ملناش علاقة بالخناقة».. رددها شقيق المجنى عليه، قبل نقله إلى المستشفى ليلفظ أنفاسه الأخيرة.
«يحيى»، صاحب ال 22 ربيّعًا، الذى بات يُعرف ب«ضحية الغدر»، تُمسك خالته بتقرير المستشفى المُدّون به الإصابات، وتقول: «5 طعنات بطول الظهر بسلاح الكتر، وطعنتين بمطواة فى الجانب الأيسر والقلب، وضربة بكُزلك بالرأس، وطعنة باليد نتج عنها قطع الأوتار، و3 بالفخذ»، تجفف دموعها وتكمل: «شِرحوا الولد خالص لحد ما دمه اتصفى».
مات «يحيى» أمام أعين أخيه «طه»، وقبل أن تصعد روحه إلى بارئها أوصاه: «طه.. لا تتخلى عن حقى»، بكى شقيق المجنى عليه، وقال له: «عندنا عدالة.. والله ما هسيبِ حقك» ونطالب بالقصاص والقضاء العادل.
يحكى شقيق المجنى عليه، تفاصيل الواقعة: «كنت بحمّل ركاب بعربيتى، ووجدت شخصين يتقدما ناحية الموقف، وبمجرد أنّ ناديت عليهما لركوب السيارة، ضربا صدرى بأيديهما، فسكتُ، كان يسير وراءهما قرابة 15 شخصًا جميعهم نزلوا من ميكروباص وتوجهوا ناحية سائق للتشاجر معه».
وفقًا ل«طه»، فإن أخاه خرج من المغسلة، بناءً على طلب والدهما «علشان يشوف صوت الخناقة ويطمئن علىّ»، ولمّا اقترب من موقف السيارات «افتكر الخناقة معايا»، لأننى أصبت بجرح فى يدى وأنا بسلك ما بين زميلى السائق والمعتدين عليه، وتزامن ذلك مع وجود شباب بموقف السيارات يلقون بزجاجات بيبسى، وفجأة حدث ما لم نتخيله، بعدما ظنّ الطرف الثانى من المشاجرة أننى ب«حدف عليهم إزازر».
دون سابق إنذار، اقترب 15 شخصًا تجاه الشقيقين يحيى وطه، ونالوا منهما بالضرب بالأسلحة البيضاء، ولم يستطع أحد منهما الدفاع عن نفسه أو يبعد عنهما المعتدين.
خرج «فارس»، والد الشابين، من المغسلة، يستطلع سبب تأخر طه، وشاهد الهرج والمرج أمام عينه والنّاس بتقول: «ضربوا اتنين إخوات بالسلاح وجريوا»، وكانت المأساة بوصف الأب: «دول طلعوا عيالى»، ليتحرك إلى المستشفى ليجد «طه» يحاول سد نزيف الدماء من ظهر أخيه يحيى، وحين حان موعد أذان العصر، خلال اليوم التالى، كان قد لفظ أنفاسه «دمه اتصفى خالص».
أجهزة الأمن ضبطت 4 من المتهمين، وقررت النيابة العامة حبسهم احتياطيًا، وقالوا فى اعترافاتهم، إنّ سائقا بموقف المنيب سبّ والد أحدهم، (سائق ميكروباص بخط السلام)، فأرادوا الانتقام منه فحضروا بالأسلحة إلى محل عمله، وكانوا يظنون الضحية طرفا بالمشاجرة، فاعتدوا عليه بالضرب لكنهم قصدوا تأديبه وليس قتله.
وتكثف الشرطة من جهودها لضبط باقى المتهمين الهاربين، بناءً على قرار النيابة بضبطهم وإحضارهم.