بعد 29 عامًا من «العالم الجوراسى».. «Jurassic World:Dominion» ينهى السلسلة بكثير من النوستالجيا وقليل من الديناصورات

تتحدى بعض الأفلام الزمن، ويظل الشغف بموضوعها قادرا على اجتذاب جمهور جديد، وحتى رغم تطور تقنيات التنفيذ السينمائية، لكن تظل هذه الأفلام علامة فارقة في صناعة السينما.. وحتى اليوم لا تزال تيمة فيلم «حديقة الديناصورات» التي قدمها المخرج ستيفن سبيلبرج عام 1993 قادرة على اجتذاب جمهور من أعمار مختلفة.
ومع بداية موسم أفلام الصيف، صدر فيلم Jurassic World: Dominion «العالم الجوراسى: الهيمنة» وهو الجزء السادس لسلسلة أفلام «حديقة الديناصورات» التي بدأها «سبيلبرج» اعتمادا على رواية «Jurassic Park» التي كتبها الطبيب ومؤلف الخيال العلمى الأمريكى مايكل كريتون عام 1990، وهو الفيلم الثالث والأخير في ثلاثية Jurassic World التي بدأت عام 2015 بفيلم Jurassic World ثم Jurassic World: Fallen Kingdom عام 2018.
استطاع فيلم «العالم الجوراسى الهيمنة» خلال 10 أيام فحسب من صدوره أن يتصدر شباك التذاكر عالميا، وتجاوزت إيراداته حتى وقت كتابة هذه السطور 600 مليون دولار، وذلك على الرغم من الانتقادات الفنية التي تعرض لها، والتى تضع بالطبع أيقونة سبيلبرج التي قدمها في الفيلم الأول من السلسلة وأيضا الجزء الرابع الذي قدمه المخرج كولن تريفورو كمرجع لتقييم أجزاء السلسلة.
تدور أحداث «Jurassic World: Dominion» بعد 4 سنوات من الانفجار البركانى الذي ضرب جزيرة أسلا نوبلار موقع حديقة الديناصورات، حيث أصبحت كلير ديرينج، مديرة العمليات السابقة في جوراسيك وورلد تعمل في مجموعة حماية الديناصورات، وتعيش هي وأوين جرادى في كوخ بعيد في جبال سييرا نيفادا، ومعهما مايسى لوكوود، حفيدة بنيامين لوكوود، شريك جون هاموند المسؤول عن استنساخ الديناصورات، وهى الحفيدة المستنسخة من والدتها المتوفاة.
ويظهر الديناصور «بلو» وهو أحد الديناصورات الذكية والمدربة في الجزيرة والتى يبدو أنها تناسلت بشكل غير معروف، وأصبح لديها طفل أطلق عليه اسم «بيتا»، وتتعرض مايسى وبيتا للاختطاف من جانب عملاء شركة Biosyn Genetics لإجراء أبحاث حول DNA، في الوقت نفسه تهاجم المحاصيل الزراعية أسراب من الجراد بشكل غير مفهوم، لكن هذا الجراد لا يقترب من المحاصيل المستخدمة فيها بذور Biosyn، وهو ما لاحظته عالمة النباتات الدكتورة إيلى ساتلر التي تتواصل مع شريكها السابق وعالم الحفريات الدكتور آلان جرانت لبحث علاقة Biosyn بانتشار الجراد.
على الجانب الآخر، يقود البحث عن مايسى وبيتا كلير وأوين إلى مالطا، حيث السوق السوداء للاتجار بالديناصورات التي يتم إطلاقها بالخطأ، وتسود حالة من الفوضى، وتتقاطع جميع الخطوط عند لويس دودجسون الرئيس التنفيذى لشركة Biosyn.
قدم مخرج الفيلم كولن تريفورو على مدار ساعتين و26 دقيقة الكثير من مشاهد النوستالجيا، فالمخرج الذي سبق أن قدم الجزء الأول من الثلاثية عام 2015 قدم الكثير من المشاهد والعلاقات التي تربط الفيلم بالأجزاء السابقة، حتى إنه وسط هذه الحالة كما لو كان نسى أن يخلق لفيلمه بصمته الخاصة، كما أنه قدم لهؤلاء الذين ارتبطوا بفيلم حديقة الديناصورات في بداية ظهوره في التسعينيات أبطال الأجزاء الثلاثة الأولى مثل لورا درن في دور إيللى ساتلر، وسام نيل في دور آلان جرانت، جيف جولدبلوم في دور إيان مالكولم، بجانب نجوم ثلاثية Jurassic World كريس برات في دور أون جرادى، وبرايس دالاس هوارد في دور كلير دايرنج.
وعلى الرغم من إيراداته المرتفعة والإقبال الجماهيرى، إلا أن «العالم الجوراسى: الهيمنة» تلقى الكثير من الآراء السلبية من النقاد، واعتبروه نهاية محبطة لسلسلة امتدت بنا على مدار 29 عاما؛ فالديناصورات وهى الموضوع الأساسى في السلسلة لم يكن لها وجود في هذا الجزء، وتظهر في مشاهد عابرة مقابل التركيز على الجراد المعدل وراثيا الذي يقضى على المحاصيل الزراعية.
مما يهدد إمدادات الغذاء في العالم، حتى إن أحد النقاد قال إن الفيلم يبدو أقرب لفيلم عن آثار التغير المناخى وأزمات الغذاء وليس عن عالم الديناصورات أو هيمنتها على الأرض كما يوحى الاسم، وهو ما يشتت المشاهد ولا يخلق حالة الانبهار التي قدمها «سبيلبرج» في الجزء الأول والتى كانت المرة الأولى التي يظهر فيها كائن بهذه الضخامة على الشاشة، فما كان بمثابة سحر في الماضى، ظهر في هذا الجزء كما لو كان مفتعلا أو تم التلاعب بجيناته ليحمل بصمات أفلام مثل جيمس بوند وجيسون بورن وإنديانا جونز بشكل خاص.
وصلت تكلفة فيلم Jurassic World: Dominion إلى 165 مليون دولار، وكان من المقرر أن يصدر في يونيو العام الماضى إلا أن تأخر التصوير بسبب وباء كورونا تسبب في تأجيل ميعاد عرضه، وهو ما كان الجميع يعتبره أمرا ملاصقا لثلاثية Jurassic World التي بدأ التفكير فيها لأول مرة عام 2004 وتأخر تصويرها لعشر سنوات تقريبا بسبب ستيفن سبيلبرج مخرج الجزء الأول والثانى، والذى عمل منتجا منفذا في الجزء الثالث، وأيضا في الجزء الأول من الثلاثية Jurassic World.
فالنجاح الذي حققه الجزء الأول للفيلم والذى تجاوزت إيراداته مليار دولار كما حصل على 3 جوائز أوسكار أفضل صوت، أفضل مؤثرات صوتية، وأفضل مؤثرات بصرية، فضلا عن إيرادات الجزء الثانى للفيلم، والتى تجاوزت أيضا المليار دولار.. كلها كانت دافعا للتفكير في خروج السلسلة الجديدة بشكل لا يقل قوة عن الأجزاء السابقة، وهو ما تحقق بالفعل، لتصل إيرادات Jurassic World إلى مليار و600 ألف دولار.