في الذكرى ال116 للحادثة.. «متحف دنشواي» بكائية تشكيلية من الذاكرة الوطنية (صور)

في مثل هذا اليوم 13 يونيو 1906، وقعت حادثة دنشواي الشهيرة، نسبة إلى القرية الصغيرة التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، وهو التاريخ الذي تحتفل به المحافظة بعيدها القومي.
وهي الحادثة التي يسجلها «متحف دنشواي» في نفس البقعة التي وقعت فيها الحادثة، من خلال الصور واللوحات والتماثيل السريالية والتشكيلية.
ما هي حادثة دنشواي؟
أثناء قيام بعض الضباط الإنجليز برحلة لصيد الحمام في قرية دنشواي وكان ذلك في موسم حصاد القمح ودراسته في الأجران، والحمام ينتشر بكثرة لالتقاط الحبوب، وعلى الرغم من تحذير الأهالى أصحاب الأجران لهم خصوصًا أن الوقت كان قيظًا فالساعة كانت حوالى الواحدة ظهرًا إلا أن هؤلاء الجنود لم يبالوا بتلك التحذيرات وأخذوا يصوبون بنادقهم تجاه أبراج الحمام مما أدى إلى اشتعال النيران في بعض الأجران.
عندئذ هاج الأهالي وهاجموا الضباط فحاول الضباط إطلاق بعض الأعيرة النارية لإرهاب الأهالي وإبعادهم، فأصيبت إحدى الفلاحات وظن أهل القرية أنها قتلت فزاد هياجهم وأخذوا يهاجمون الضباط ويشبعونهم ضربًا، وعندما حاول اثنان من الجنود الفرار سقط أحدهما من الإعياء وضربة الشمس ومات بعد ذلك، فأقدم الإنجليز على تنفيذ جريمتهم البشعة حيث قتلوا أحد الأهالي.
كان رد الفعل الإنجليزي وبالأخص المعتمد البريطاني اللورد كرومر قاسيًا جدًا وسريعًا، فبعد تحقيقات عاجلة ومتسرعة انتهت إلى إصدار أحكام جائرة في حق الأهالى الأبرياء ما بين إعدام وسجن وجلد، ونفذت الأحكام في اليوم التالي مباشرة وسيق المحكوم عليهم إلى ساحة تنفيذ الأحكام في منظر بشع يجمع بين تعليق بعض الجثث على المشانق وتنفيذ عمليات جلد لآخرين لإرهاب الأهالى وبث الرعب في نفوسهم.
متحف دنشواي
جاء إنشاء متحف دنشواي تخليدًا لهذه الحادثة وتوثيق أحد مشاهد فصول كفاح الشعب المصري ضد المستعمر.
تم إنشاء المتحف عام 1963م على الأرض نفسها التي شهدت وقائع الحادثة.
تبلغ مساحة المتحف الإجمالية 2950 مترا.
يحتوى المتحف على عشرات الأعمال والنماذج الفنية (106 عملًا فنيًا) ما بين لوحات وتماثيل بالإضافة إلى صور فوتوغرافية قديمة مواكبة لذلك الحدث.
ثم تم إعادة افتتاحه بعد تطويره وتحديثه في عام 1999م.
في عام 2015 تم افتتاح قاعة العرض المتحفي بالمتحف.
صمم المتحف على يد المهندس هاني المنياوي.
يمتاز المتحف بالتصميم التتابعي الحلزوني للطوابق كي يستطيع الزائر منذ دخوله أن يتعرف على قصة حادثة دنشواى منذ دخول الضباط الإنجليز القرية وحتى نهاية الحادثة.
يوجد 5 صالات رئيسية للعرض، تضم مجموعة من اللوحات الفنية والتماثيل تجسد الحادثة.
يضم المتحف أيضا مسرحًا مكشوفًا يستعمل في إقامة الاحتفالات والندوات والأمسيات، وضع في خلفيته نموذج للمشنقة التي شنق عليها فلاحو دنشواي، وعلى يمينها تمثال للفلاح المصري مقيدا بالسلاسل.
متحف دنشواي
يعرض في المتحف نموذج مصغر للقرية وعدد من الطواحين المائية وأبراج الحمام والبنادق البريطانية والعديد من صور الشخصيات الرئيسية في الحادث.
ذكرى حادثة دنشواي - صورة أرشيفية
تم اختيار 32 رسامًا ونحاتًا لإبراز الحدث التاريخي من جميع الأبعاد بأفكارهم. ومن اللوحات الممثلة مسرح المحاكمة، والمحاكمة التمهيدية، وأبطال الحادثة.
** لجولة متحفية داخل متحف دنشواى القومي. اضغط هنا