صواريخ روسيا تدمر شحنات سلاح ودبابات غربية فى «كييف»

تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف، أمس، لقصف صاروخى جديد أسفر عن وقوع انفجارات عنيفة استهدفت بحسب موسكو شحنات للأسلحة والدبابات الأمريكية والأوروبية كانت في طريقها إلى الجيش الأوكرانى، وسط تحذيرات من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين باستهداف تلك الأسلحة أينما كانت وبقصف أهداف جديدة في حالة استمرار تزويد الغرب كييف بالسلاح.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها دمرت دبابات تسلمتها أوكرانيا من دول أوروبية، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشنكوف إن «صواريخ عالية الدقة بعيدة المدى أطلقتها القوات الجوية الروسية على ضاحية كييف دمرت دبابات من طراز (تى- 72) قدمتها دول من أوروبا الشرقية ومدرعات أخرى كانت في المخازن».
بدوره، أعلن رئيس بلدية كييف فيتالى كليتشكو أن انفجارات عدة هزت العاصمة، صباح أمس، وأوضح أن الانفجارات وقعت في منطقتى دارنيتسكى ودنيبروفسكى بالمدينة، كما دوت صفارات الإنذار للتحذير من غارات جوية في عدد من المدن الأوكرانية الأخرى.
بدوره، حذر بوتين بقوله إنه في حال تزويد واشنطن كييف بصواريخ بعيدة المدى، فإن روسيا ستوجه ضربات ضد مرافق لم تستهدفها من قبل، موضحًا أن جميع الطائرات دون طيار الأوكرانية التي تحلق منذ بدء العملية الروسية «إنتاج أجنبى».
وقال بوتين إن قوات الدفاع الجوى الروسية أسقطت العشرات من الأسلحة الأوكرانية وإنها «تدمرها مثل ثمار البندق»، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بوتين قوله ردًا على سؤال عن الأسلحة الأمريكية المقدمة إلى أوكرانيا إن روسيا تواجه هذا الوضع بسهولة وإنها بالفعل دمرت عشرات من قطع الأسلحة الأمريكية، وقال إن الجدل حول الإمدادات الإضافية من الأسلحة الغربية لأوكرانيا ليس له سوى هدف واحد هو إطالة أمد الصراع المسلح إلى أقصى حد ممكن. وأضاف أنه إذا تم تسليم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى، «فسنقوم بالاستنتاجات المناسبة، وسنستخدم وسائل التدمير المتوفرة التي لدينا ما يكفى منها، لضرب مواقع لم نضربها من قبل».
وفى الوقت نفسه، ذكرت صحيفة «الباييس» الإسبانية، أمس، نقلًا عن مصادر حكومية أن إسبانيا ستزود أوكرانيا بصواريخ مضادة للطائرات ودبابات من طراز ليوبارد في تكثيف لدعمها العسكرى إلى كييف. كما ستقدم إسبانيا التدريب الضرورى للجيش الأوكرانى على كيفية استخدام الدبابات، وسيتم هذا التدريب في لاتفيا التي نشر فيها الجيش الإسبانى 500 جندى في إطار عملية لحلف شمال الأطلسى «الناتو».
وفيما أكدت روسيا السيطرة شبه التامة على بلدة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية في إقليم دونباس شرقى أوكرانيا، نفت كييف، مؤكدة أن القوات الأوكرانية تحاول استعادتها، وتمكنت بالفعل من إعادة الانتشار في بعض النقاط، وأعلن أولكسندر ستريوك، رئيس بلدية سيفيرودونيتسك، مساء أمس الأول أن قوات بلاده تحاول «استعادة السيطرة التامة على المدينة». وقال إن القوات الروسية «حققت بعض النجاحات وتمكنت من دخول المدينة والاستيلاء على قسم كبير منها وقسمتها إلى جزءين»، لكنه أكد أن الجيش الأوكرانى تمكن من إعادة الانتشار وبناء خط دفاعى، وأضاف أن قوات بلاده تقوم بكل ما هو ممكن حاليًا لاستعادة السيطرة التامة على المدينة. وشدد على أن «القوات المسلحة واثقة بأنها ستنجح في استعادة السيطرة». وأفادت هيئة أركان الجيش الأوكرانى أن «المعارك متواصلة للسيطرة التامة على سيفيرودونيتسك». وكانت وزارة الدفاع الروسية أكدت في وقت سابق أن الوحدات العسكرية الأوكرانية انسحبت من سيفيرودونيتسك نحو مدينة ليسيتشانسك المجاورة، إثر تكبدها خسائر كبيرة خلال المعارك.
وتعتبر سيفيرودونيتسك بلدة محورية في إقليم دونباس سيمهد سقوطها الطريق للسيطرة الروسية على سلوفيانسك وكراماتورسك آخر معاقل القوات الأوكرانية في الشرق، وتهدف روسيا إلى السيطرة على حوض دونباس الذي يضم منطقتى دونيتسك ولوجانسك، بعدما سيطر عليه الانفصاليون الموالون لموسكو جزئيًا عام 2014، بهدف فتح ممر برى يصل الشرق بشبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى أراضيها، بنفس العام.
من جانبه، قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إن القصف الروسى دمر كنيسة خشبية في دير أرثوذكسى شهير في منطقة دونيتسك شرق البلاد، ويعد من أشهر الأديرة الأرثوذكسية، وأضاف زيلينسكى أن روسيا دمرت 113 كنيسة في الحرب الشاملة على أوكرانيا.
واتهمت كييف روسيا بإطلاق قنابل فوسفورية على مدينة خاركيف، وأكدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في بيان، الأحد، أن القوات الروسية أطلقت قنابل فسفورية على منطقة خاركيف، وأشارت إلى أن القوات الروسية تواصل شن ضربات صاروخية وجوية على البنية التحتية العسكرية والمدنية في البلاد، بما في ذلك العاصمة كييف.
كما اتهمت أوكرانيا الروس بتلغيم ضفاف نهر إينجوليتس لعرقلة تقدم محتمل للقوات الأوكرانية في بوه، جنوبى البلاد، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الأوكرانية، واتهمت كييف القوات الروسية بإطلاق قذائف مدفعية على منشآت البنية التحتية في مستوطنتى ستاريكوف وكاترينيفكا بمنطقة سومى ومستوطنة كاميانسكا سلوبودا بمنطقة تشيرنيهيف.
وكانت القوات الروسية انسحبت في مايو الماضى، من محيط خاركيف باتجاه الحدود الروسية، بعد أن دخلت المدينة الرئيسية في شرق أوكرانيا.