انطلقت فعاليات المؤتمر والمعرض الطبى الإفريقى الأول «صحة إفريقيا»، أمس، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، والذى شهد إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرة لتقديم 30 مليون جرعة لقاح «كورونا» للدول الإفريقية، فضلًا عن الدعوة للتعاون والشراكة مع دول القارة فى المجالات كافة، وإتاحة القدرات المصرية للأشقاء الأفارقة. قال الرئيس السيسى، فى مداخلة خلال المؤتمر، إن مصر مثل كل الدول الإفريقية محدودة الموارد والقدرات، ولكن عدد سكانها ليس بالقليل، مؤكدًا استعدادها للتعاون مع دول القارة فى المجالات كافة، بما لديها من موارد وإمكانات. وأعلن إطلاق مبادرة مصرية لتقديم 30 مليون جرعة لقاح ضد فيروس كورونا للأشقاء فى الدول الإفريقية، بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقى، موضحًا أن قلة القدرات لم تحبطنا، فلا توجد عقبة تقف أبدًا أمام إرادة لا تلين من أجل تجاوز أى تحدٍ، مشيرًا إلى العلماء وشركات الأدوية العملاقة التى نجحت بالعمل والإصرار والجهد والإرادة ولم تنجح بالأمانى. وأشار إلى استهداف الانتهاء من منظومة التأمين الطبى الشامل خلال 10 سنوات، بدلًا مما كان مقررًا لها من قبل ب15 سنة، لتقديم خدمة طبية متميزة للمواطنين وعدم إرجاء هذا الأمر المهم، مؤكدًا أنه تم إطلاق المنظومة وتم تطبيقها فى 5 محافظات حتى الآن، وخلال ال10 سنوات نكون قد نفذنا برنامج تأمين طبى شاملًا لكل المصريين. وخلال الجلسة، تم عرض فيلم تسجيلى بعنوان «مستقبل الصحة فى إفريقيا»، الذى لفت إلى أن القارة تواجه تحديات جسيمة فرضتها مساحتها الشاسعة وصحاريها الممتدة وعدد السكان الهائل، فضلًا عن الخلل الهيكلى لإدارة مواردها بسبب الاستعمار والتناحر الداخلى، وهو ما جعل منها موطنًا لنحو 25% من الأمراض، والأكثر انتشارًا للأمراض الوبائية والمُعدية والأعلى فى معدلات الوفاة، إذ تستحوذ وحدها على نسبة 40% من إجمالى الحالات عالميًا. إلى ذلك، قال اللواء بهاء زيدان، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبى، إن المنتدى يعتبر أولى الخطوات العملية نحو بلوغ التكامل ونافذة لعرض إمكانات الدول الإفريقية، ما يعزز من حركة التجارة البينية، فضلًا عن إمكانية جذب المزيد من تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر فى قطاع الرعاية الصحية. وأوضح الدكتور خالد عبدالغفار، القائم بأعمال وزير الصحة، أن مصر استثمرت فى البنية التحتية خلال ال7 سنوات الماضية 300% من الإنفاق فى الموازنات، مؤكدًا أنه لا توجد محافظة لم يتم فيها تطوير أو رفع كفاءة أو إنشاءات جديدة فى مشروعات البنية التحتية للقطاع الصحى، إذ تم إنفاق أكثر من 55 مليار جنيه فى السنوات القليلة الماضية. من جانبه، عبَّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، عن شكره للقيادة المصرية لتفاعلها مع الحركة العالمية تجاه العلاج والتشخيص والرعاية الصحية، والقضاء على الالتهاب الكبدى الوبائى سى، قائلًا: «أتطلع إلى هذا اليوم الذى تصل فيه المنظمة لنفس الدرجات التى وصلت إليها مصر فى مكافحة التهاب الكبد الوبائى».
