لعل أعظم الموضوعات والمؤتمرات المصرية التى شدتنى هذا الأسبوع ومنذ أسابيع عديدة - وتحديداً اعتباراً من يوم الأحد الماضى 5 يونيو - هو المؤتمر والمعرض الطبى الأفريقى الأول «صحة أفريقيا» والذى نظمته مصر باقتدار.. ولا جدال أن هذا المعرض والمؤتمر يفوق نظراءه على مستوى القارة الأفريقية خلال العقد الأخير من هذا الزمان.. وتميز المؤتمر برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى وجه بضرورة مشاركة كل شركات الأدوية العالمية والمصرية، وإطلاق مبادرات غير مسبوقة لفتح أسواق جديدة للدواء المصرى الذى أثبت فاعليته فى كافة الفروع.. والى جانب المبادرة المصرية التى أطلقها الرئيس السيسى فى بداية المؤتمر بتقديم 30 مليون جرعة لقاح ضد فيروس «كورونا» للأشقاء فى الدول الأفريقية، وذلك بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقى، قال الرئيس السيسى فى مداخلة خلال الجلسة الحوارية بعنوان «نحو نظم صحية مرنة ومستدامة فى أفريقيا» ضمن فعاليات المعرض والمؤتمر الطبى الأفريقى «صحة أفريقيا» إن القدرات الموجودة فى مصر متاحة للأشقاء، مشيراً الى أنه يكن كل التقدير والاحترام الإنسانى لكل من يعانى ليس فقط فى أفريقيا بل فى باقى الدول.. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى إنه بالإرادة والأمل سيكون هناك إنجاز مشيراً الى مساهمته فى إنهاء فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى «سى» فى مصر.. ووجه الرئيس التحية والتقدير فى هذه المناسبة الى البروفيسور هارفى جيمس ألتر العالم الأمريكى فى الفيروسات والحائز على جائزة نوبل فى علم وظائف الأعضاء والطب لعام 2020 وهو مكتشف فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى «سى». وأكد الرئيس السيسى أن قلة الموارد ليست عائقاً لتحقيق الأهداف، مشيراً الى أن أى هدف يحتاج الى موازنات وأموال، وأنه فى التجربة المصرية تمت الاستعانة بشركات أمريكية، وتم التحدث معهم للمساهمة فى توفير علاج فيروس الكبدى الوبائى «سى» بتكلفة مالية تستطيع مصر من خلالها الاتفاق على علاج ملايين المصابين، موضحاً أن تكلفة الدواء فى تلك الفترة كانت تبلغ حوالى عشرة آلاف دولار للفرد، وحصلنا عليه من الشركات بتكلفة أقل من ذلك بكثير معرباً عن شكره لشركات الدواء التى ساهمت فى ذلك.. وحول هذه النقطة وجه الرئيس السيسى حديثه الى شركات الأدوية وقال: أفريقيا سوق واعد يضم حوالى مليار و250 مليون نسمة وخلال 20 أو 30 سنة سيصبح 2.5 مليار نسمة. وقال الرئيس السيسي: إن مصر مثلها مثل جميع الدول الأفريقية محدودة الموارد والقدرات، ولكن عدد سكانها ليس بالقليل، مؤكداً أن مصر مستعدة للتعاون مع الدول الأفريقية فى جميع المجالات بما لديها من موارد وإمكانات، وأن القدرات الموجودة فى مصر متاحة للأشقاء وأن أعضاء الحكومة يعلمون جيداً مدى التقدير والاحترام الإنسانى لكل من يعانى. وأضاف الرئيس: نعم الموارد المصرية ليست هائلة، ولكن ما لدينا متاح للدول الشقيقة سواء فى صورة مشاركة أو تدريب أو تعليم أو علاج أو تبادل أو نقل الخبرات فى جميع المجالات بما فى ذلك مجال صناعة الدواء. وقال الرئيس إن أفريقيا لديها موارد فى كل شيء بدءاً من الموارد البشرية وصولاً الى الموارد الأخرى التى تتمتع بها. وأوضح الرئيس السيسى إن المشكلة دائماً تكون فى قلة الموارد وشح الأموال المخصصة، مشيراً الى تجربة مصر فى تقديم خدمة طبية بالمعايير العالمية لمائة مليون مواطن، ورغم قدراتنا الاقتصادية المحدودة قدمنا خدمة طبية مميزة بكل ما تعنى هذه الكلمة من معان.. وأضاف الرئيس أن قلة القدرات لم تحبطنا، فلا توجد عقبة أو تحد يقف أبداً أمام إرادة لا تلين من أجل تجاوز هذا التحدى منوهاً الى العلماء وشركات الأدوية العملاقة التى نجحت بالعمل والإصرار والجهد والإرادة ولم تنجح بالأماني.. وقال الرئيس السيسي: تم حل مسائل كثيرة بالمبادرات مثل مبادرة 100 مليون صحة، ومبادرة فيروس سي، وكلها كانت استهدافاً لتحديات بعينها عندما يتم تجاوزها تضعنا فى منطقة أخرى، الى جانب قوائم الانتظار التى لا تشمل علاجاً طبياً عادياً، بل علاج طبى ضخم يشمل عمليات جراحية كبرى فى المخ والأعصاب والقلب والمفاصل.. وإنه تمت الاستجابة للمستهدف فى أعداد المرضى التى كانت كبيرة منذ 3 أو 4 سنوات، مشيراً الى أن هناك دولاً أكثر تقدماً تمتلك قدرات اقتصادية كبيرة أكثر منا لم تقدر على فعل ذلك. ومن الأشياء المهمة جداً ما تم طرحه فى الجلسة الثانية للمؤتمر، فقد تم الحديث عن سرطان الكبد وأنه سيتم الانتهاء لأول مرة فى التاريخ من بروتوكول تشخيصى وعلاج سرطان الكبد فى أفريقيا بقيادة مصر، ولا شك أن المبادرة الرئاسية فى التأمين الصحى الشامل بمعاييره العالمية ستكون مجالاً خصباً للنقل عبر كافة البلاد الأفريقية، والتى ستكون نقلة صحية حضارية للجميع خاصة مع توجيهات الرئيس السيسى بالانفتاح على الأشقاء الأفارقة فى كل ما يتعلق بالشأن الصحى العام.. ولاشك أن إشادة تيدروس أدهانوم جيبريسوس مدير منظمة الصحة العالمية بالقيادة المصرية لتفاعلها مع الحركة العالمية تجاه القضاء على فيروس «سى» أثلج صدور كل من حضر المؤتمر من الدول الأفريقية والخبراء الأجانب، وقبلهم المتابعون من المصريين.