أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إصابة مركز تدريب المدفعية التابع للقوات المسلحة الأوكرانية بالقرب من قرية ستيتسكوفا، في منطقة سومى. وذكرت الدفاع الروسية أنه تم تدمير نقطة تمركز المرتزقة الأجانب في منطقة داتشنوى بإقليم أوديسا نتيجة قصف صاروخى، كما تم إسقاط طائرة نقل عسكرية أوكرانية محملة بأسلحة وذخائر بالقرب من ميناء أوديسا على البحر الأسود. ونفى الرئيس الروسى فلاديمير بوتن، منع موسكو تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، وألقى باللوم في ارتفاع أسعار الغذاء العالمية على الغرب. وقال بوتين للتليفزيون الوطنى الروسى: «نشهد الآن محاولات لنقل المسؤولية عما يحدث في سوق الغذاء العالمى والمشاكل الناشئة في هذه السوق إلى روسيا»، وأضاف أن أفضل حل هو رفع العقوبات الغربية عن بيلاروسيا، حليفة روسيا، وقيام أوكرانيا بتصدير الحبوب عبر تلك الدولة. يأتى هذا فيما منعت روسيا 41 شخصية كندية إضافية من دخول أراضيها، ردا على عقوبات أعلنتها «أوتاوا» ضد أفراد روس بسبب الهجوم على أوكرانيا. وفى مايو الماضى أعلنت روسيا إغلاق مكتب هيئة الإذاعة والتليفزيون الكندية «سى بى سى/راديو كندا» في موسكو وإلغاء اعتمادات صحفيى هذه المؤسسة الإعلامية الكندية وتأشيراتهم، في قرار اعتبره رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو غير مقبول، وفرضت كندا عقوبات على أكثر من 1000 فرد وكيان من روسياوأوكرانياوبيلاروسيا. إلى ذلك، قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إن من الأهمية بمكان ألا تتعرض روسيا للإهانة حتى يتسنى إيجاد حل دبلوماسى عندما يتوقف القتال بأوكرانيا، لافتا إلى أنه يعتقد أن باريس ستلعب دور الوساطة لإنهاء الصراع في أوكرانيا. وسعى ماكرون للحفاظ على الحوار مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين منذ بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير، وانتقد بعض الشركاء في شرق أوروبا ومنطقة البلطيق موقف ماكرون، حيث يرون أنه يقوض الجهود الرامية للضغط على بوتين للجلوس إلى طاولة المفاوضات. وكشفت وسائل إعلام أمريكية عن مشاورات أوروبية من أجل التوصل إلى هدنة مرتقبة للحرب الروسية الأوكرانية الدائرة حاليا. وقالت شبكة «سى إن إن» الأمريكية، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، إنهم التقوا بانتظام في الأسابيع الأخيرة مع نظرائهم الأوروبيين لمناقشة الأطر المحتملة لوقف إطلاق النار وإنهاء الصراع في أوكرانيا عن طريق التفاوض. وأكدت «سى إن إن» أن إيطاليا اقترحت في أحد الاجتماعات أواخر الشهر الماضى أن تلتزم أوكرانيا بالحياد تجاه حلف شمال الأطلسى «الناتو» مقابل بعض الضمانات الأمنية. ولفتت إلى أن إيطاليا اقترحت أيضا أن تجرى مفاوضات بين كييف وموسكو حول مستقبل شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس، عقب حياد أوكرانيا بشأن الناتو. وشدد المسؤولون الأمريكيون والغربيون لشبكة «سى إن إن»، على أن هناك قلقا متزايدا من أن الحرب ستستمر، ربما لسنوات، إذا لم تأت روسياوأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق. من جهتها، نشرت وزارة الدفاع الأوكرانية مقطع فيديو للضربات التي نفذتها مقاتلات هليكوبتر روسية، وعلّقت على الفيديو بالقول: «أعمال قتالية لأطقم طائرات الهليكوبتر الهجومية ك ايه-52 لتدمير معاقل القوات المسلحة لأوكرانيا». وتابعت: «تم تنفيذ الضربات الجوية بصواريخ موجهة وغير موجهة، وقامت أطقم طائرات الهليكوبتر بتدمير دبابة وناقلة جند مصفحة وأسلحة في مواقع القوات المسلحة الأوكرانية». فيما ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن النشاط الجوى الروسى لا يزال مكثفا فوق منطقة دونباس الأوكرانية. وأضافت الوزارة، في تغريدة على تويتر: «أسفر الاستخدام المتزايد للذخائر غير الموجهة عن دمار واسع النطاق بالمناطق كثيفة المبانى في دونباس، ومن شبه المؤكد أنه تسبب في أضرار جانبية كبيرة وسقوط ضحايا مدنيين». وأوضحت أن روسيا كثفت استخدام العمليات الجوية التكتيكية لدعم زحفها، إذ جمعت بين الضربات الجوية وهجمات المدفعية المحتشدة لتسخير قوتها النارية مع تحول تركيز عملياتها إلى دونباس. في المقابل أعلنت أوكرانيا أنها استعادت السيطرة على جزء من مدينة سيفيرودونيتسك الصناعية، محور هجوم روسى للسيطرة على منطقة دونباس الشرقية، وذلك مع احتدام القتال أمس. وقال حاكم إقليم لوجانسك سيرجى جايداى، للتليفزيون الوطنى الأوكرانى، إن القوات الأوكرانية استعادت 20% من الأراضى التي فقدتها في سيفيرودونتسك. وأضاف أنه ليس من الواقعى سقوط المدينة في الأسبوعين المقبلين على الرغم من نشر تعزيزات روسية، وقال الجيش الأوكرانى إن روسيا عززت قواتها واستخدمت المدفعية لشن عمليات هجومية في المدينة، موضحًا أن القوات الروسية تراجعت بعد محاولات فاشلة للتقدم في بلدة باخموت القريبة وقطعت الوصول إلى سيفيرودونتسك. من جهة أخرى، أعلنت سويسرا حظر نقل معدات حربية تصنعها إلى أوكرانيا عبر دولة ثالثة، تماشيا مع مبدأ «الحياد العسكرى» الذي تنتهجه، ورغم ذلك سيظل ممكنا تسليم المعدات الحربية على شكل عناصر تجميع أو قطع غيار لشركات الأسلحة الأوروبية، حتى في ظل احتمال إرسال المعدات الحربية المصنعة إلى أوكرانيا، وفق ما قرر المجلس الفيدرالى. وأعلنت الحكومة، في بيان، أن سويسرا تلقت طلبات من ألمانيا والدنمارك لإرسال معدات حربية إلى أوكرانيا.