«أم إياد» أول طيار دليفرى بالسويس: «20 عامًا على الموتوسيكل»

مع إشراقة كل صباح، وحتى وقت متأخر من الليل، تجوب السيدة الأربعينية «عزة»، الشهيرة ب«أم إياد»، شوارع السويس بمفردها عبر دراجة نارية (موتوسيكل)، مكتوب عليها «أم إياد الطيار أول دليفرى في السويس».. كونها من أولى السيدات التي تعمل في مجال توصيل الطلبات إلى المنازل داخل المحافظة، تعرضت خلالها لشتى أنواع السخافات والصعوبات من قِبَل البعض في طريقها، إلا أنها لا تزال مستمرة حتى الآن في مسيرة استمرت 20 عامًا.
«الشغلانة بتاعتنا محتاجة قلب جامد، وطول ما قلب الست جامد وبتسعى على رزقها هتمشى في الشارع ولا أي حاجة هتفرق معاها».. هكذا عبرت «أم إياد»، خريجة معهد السياحة والفنادق دفعة 1999، عن دافع دخولها مجال توصيل الطلبات إلى المنازل، بعيدًا عن نظرات الناس وتقاليد المجتمع، حيث يُعد هذا المجال من المهن التي ظلت مقصورة على الرجال لفترة طويلة، مشيرة إلى أن المرأة خلال العصر الحديث باتت قادرة على العمل في أي مجال والنجاح فيه مهما كانت صعوبته.
«عزة»- التي تجيد الحديث ببعض اللغات الأجنبية بفضل دراستها بالمعهد والعمل في مجال السياحة بشرم الشيخ في بداية حياتها- تحظى بشهرة كبيرة وسط السائحين الأجانب في منطقة العين السخنة، فضلًا عن كونها سيدة عاشقة للرياضة، لاعبة كرة قدم نسائية سابقة في أحد الأندية الرياضية الشهيرة، الأمر الذي ساعدها في تعلم قيادة الدراجات النارية بكل سهولة، دون مساعدة من أحد، والدفاع عن نفسها في أي موقف إذا تطلّب الأمر.
وأوضحت أنها في البداية كانت تستخدم دراجة هوائية، وتقوم بتوصيل منتجات الألبان والمنظفات إلى بعض المنازل في منطقة السادات، وأنها واجهت اعتراضًا شديدًا من قِبَل أهلها في البداية، إلا أنها نجحت في إقناعهم بضرورة العمل، خاصة عقب انفصالها عن زوجها، مضيفة: «اشتريت دراجة بخارية، وقررت أشتغل في إحدى الشركات، والناس لما شافونى أول مرة كانوا مبسوطين منى، وبشتغل دلوقتى زى أي راجل، وبشوف في عين إبنى (إياد) نظرة فخر بىَّ دايمًا».