تعد صناعة الأزياء والموضة واحدة من أكثر الصناعات التى تسبب التلوث حول العالم، لا سيما أنها تنتج حوالى 2.1 مليار طن مترى من ثانى أكسيد الكربون كل عام. 70% من هذا الغاز الملوّث للبيئة تنبعث خلال عملية الإنتاج، كما أن تصنيع المنسوجات يستهلك كميات كبيرة من المواد الخام والمياه. وكجزء من العمل على خطة تقليل الانبعاثات، عكفت إحدى الشركات اليابانية الناشئة على إنتاج نوع جديد من المنسوجات أقوى بخمس مرات من الفولاذ، وهو ما تتصف به خيوط الحرير التى يصنعها العنكبوت. بدأت شركة التكنولوجيا الحيوية «سبايبر» فى صنع نسخة طبق الأصل من حرير العنكبوت فى المعامل والمختبرات، وبذلك طورت الشركة مجموعة أقمشة خاصة تشمل بدائل أكثر استدامة للصوف والكشمير والدينيم- كما يقول كينجى هيجاشى، رئيس تطوير الأعمال فى الشركة الناشئة. استخدمت العلامة التجارية «البروتين المخمّر» فى البداية فى مجموعات محدودة من منتجات بعض دور الأزياء اليابانية، مثل «ساكاى» و«ذا نورث فيس جابان». والآن، تأمل الشركة الناشئة فى توسيع نطاق الإنتاج وتستعد لإطلاق العلامة التجارية الخاصة بها، بهدف أن تساعد تقنيتها فى «حل بعض التحديات العالمية الكبيرة التى نواجهها»- حسب ما قال هيجاشى. ووفقاً للطبيعة، تنشئ العناكب شبكاتها عن طريق غزل البروتين السائل وتحويله إلى حرير. وعلى غرار ذلك، قرر الصديقان كازوهايد سيكياما وجونيتشى سوجاهارا، وهما مؤسسا شركة «سبايبر»، إنشاء مادة صناعية مطابقة جزيئيًا لحرير العنكبوت، بعد أن درسا الآلاف من أنواع العنكبوت المختلفة، بالإضافة إلى أنواع الحشرات الأخرى المنتجة للحرير. وبعد أن نجح الفريق فى إنتاج بديل حرير العنكبوت، واصل الفريق تطوير مجموعة من أقمشة البروتين المخمر، عن طريق تخمير الماء والسكر وبعض المواد الغذائية الأخرى مع ميكروبات معدلة فى خزانات فولاذية، على غرار تلك المستخدمة فى صناعة البيرة، لإنتاج بوليمرات البروتين. بعد ذلك، يتم تمرير البوليمرات من خلال فوهة، ثم تُغزل فى شكل ألياف. يقول هيجاشى إنه من المتوقع أن تنتج منسوجات «سبايبر» القابلة للتحلل الحيوى خُمس انبعاثات الكربون التى تنتجها المنسوجات المصنوعة من الألياف الحيوانية بمجرد توسيع نطاق الإنتاج. فيما أضاف أن الشركة تخطط كذلك لتقليل كميات الموارد المستخدمة فى عملية التصنيع. على سبيل المثال تستخدم الشركة حاليًا قصب السكر والذرة فى عملية التخمير، وهى محاصيل تستخدم مساحات كبيرة من الأراضى والموارد الغذائية.