روسيا تكثف هجماتها على شحنات الأسلحة الغربية قبل «عيد النصر»

مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها ال73، أمس، واصلت القوات الروسية تدمير المواقع العسكرية الأوكرانية، وكثفت عملياتها في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، محققة تقدما حول مدينة سيفيرودونيتسك، التي أوشكت على تطويقها، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها الصاروخية والمدفعية قصفت خلال ليل أمس الأول، 44 مركز قيادة و196 معقلا للقوات الأوكرانية ومناطق تمركز جنودها ومعداتها، وأكدت الوزارة تدمير أسلحة ومعدات أمريكية وأوروبية في مدينتى خاركيف وأوديسا الأوكرانيتين.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها دمرت كمية كبيرة من المعدات العسكرية القادمة من الولايات المتحدة وبلدان أوروبية قرب محطة بوهودوخيف للسكك الحديدية في خاركيف في أوكرانيا. وأضافت أنها قصفت 18 منشأة عسكرية أوكرانية خلال الليل تشمل مخازن أسلحة في داتشن قرب مدينة أوديسا الساحلية. وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن «التشكيلات النازية» وقوات كييف تعدّ استفزازات في منطقة تتركز بها مؤسسات للصناعات الكيمياوية في دونباس جنوب شرقى أوكرانيا بتوجيه من رعاتها في الولايات المتحدة وبريطانيا، في حين أعلن رئيس جمهورية الشيشان الروسية، رمضان قديروف، إحباط محاولة لقوات كييف شن هجوم مضاد بقرية فويفودوفكا في إقليم لوجانسك الانفصالى، وتكبيد المهاجمين خسائر بشرية ومادية فادحة وتدمير مركز قيادتهم.
في المقابل، أعلن الجيش الأوكرانى، أمس، أنه استعاد السيطرة على 5 قرى شمال شرق خاركيف، حيث يواصل هجومه المضاد على القوات الروسية التي تقصف المدينة.
وقال الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، إن أي اتفاق مع روسيا يجب أن يكون قائما على عودة القوات الروسية إلى المواقع التي كانت تتمركز فيها قبل بدء غزوها لبلاده في فبراير الماضى، وشدد زيلينسكى في كلمة أمام مؤسسة بحثية في لندن، عبر الفيديو، على أن هذا المطلب يمثل الحد الأدنى الذي يمكن لبلاده قبوله، إلا أن الرئيس الأوكرانى لم يتحدث عن مصير شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.
وقال زيلينسكى إن هناك جهودا دبلوماسية لإنقاذ من تبقى من المقاتلين المتحصنين داخل مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول التي سيطرت عليها القوات الروسية، حيث تم إجلاء المزيد من المدنيين من المصنع الذي تعرض للقصف، وتعهد المدافعون بعدم الاستسلام، وتواصل القوات الموالية للجيش الروسى عملياتها في محيط المصنع، حيث استخدمت الدبابات والمدفعية الثقيلة لاختراق دفاعات القوات الأوكرانية داخل المصنع، في حين خرجت قافلة تقل 50 امرأة وطفلا وشيوخا من مصنع أزوفستال للصلب، بحسب ما أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانى إيرينا فيريشوك التي أكدت أن عمليات الإجلاء ستتواصل في وقت لاحق.
ويخشى المسؤولون الأوكرانيون أن تكون القوات الروسية تسعى للقضاء على المسلحين في المصنع مع حلول عيد النصر يوم 9 مايو الجارى، الذي يوافق إحياء ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتى السابق على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وقال الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، إن قواته مستعدة لمنح المدنيين ممرا آمنا، لكن يجب على المقاتلين الاستسلام.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن الصراع في أوكرانيا يتسبب في خسائر فادحة في بعض من أكثر الوحدات الروسية تقدما وقدرة، وقالت إن نحو 100 دبابة روسية من طراز «تى- 90 إم» موجودة في الخدمة ضمن أفضل الوحدات الروسية تجهيزا، بما في ذلك التي تقاتل في أوكرانيا.
ويقود الرئيس الروسى، غدا، احتفالات الذكرى ال77 لانتصار الاتحاد السوفييتى على ألمانيا النازية مستعرضا قوة النيران الروسية الهائلة، ومن المتوقع أن يوجه في هذه الاحتفالية تحذير «يوم القيامة» إلى الغرب، بحسب تقارير إعلامية، وسيتحدث بوتين، الذي يتحدى عزلة شديدة يفرضها الغرب، في الميدان الأحمر قبل استعراض للجنود والدبابات والصواريخ والصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مقاتلات أسرع من الصوت وقاذفات تو- 160 الاستراتيجية ستشارك في الاحتفالات، كما سيضم لأول مرة منذ عام 2010 طائرة القيادة إل- 80 «يوم القيامة» التي ستحمل كبار الضباط في حالة نشوب حرب نووية. وعلى الرغم من أن 11 ألف جندى سيشاركون في العرض العسكرى في الميدان الأحمر وسيمثلون، بجانب 131 قطعة عتاد حربى، مشهدا ضخما، فإن حرب أوكرانيا كشفت عن نواحى ضعف في القوات المسلحة الروسية.
وفى غضون ذلك، أعلن الرئيس الأمريكى، جو بايدن، عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مشيرا إلى أن المبالغ المرصودة لتزويد كييف بالأسلحة أشرفت على النفاد، وحث بايدن الكونجرس الأمريكى على تمرير حزمة مالية تبلغ 33 مليار دولار لأوكرانيا، تشمل مساعدات عسكرية ب 20 مليار دولار وتستمر 5 أشهر لدعم كييف في الحرب التي تخوضها ضد روسيا.
وأشار مسؤول أمريكى إلى أن قيمة المساعدات الجديدة بلغت 150 مليون دولار، موضحا أنها تشمل 25 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 ملليمتر وأجهزة رادار مضادة للبطاريات لكشف مواقع مرابض المدفعية الروسية وأجهزة تشويش للاتصالات.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» نفت تقارير نشرتها وسائل إعلام أمريكية، تفيد بأن المخابرات الأمريكية ساعدت أوكرانيا في قتل كبار الجنرالات الروس وإغراق طراد موسكفا الروسى، وقال المتحدث باسم البنتاجون، جون كيربى، إن أوكرانيا تتخذ القرارات عندما يتعلق الأمر بكيفية استخدامها للمعلومات الاستخباراتية الأمريكية، وأضاف كيربى أن أوكرانيا تجمع بين المعلومات الاستخبارية من العديد من البلدان وأن الولايات المتحدة «ليست المصدر الوحيد للاستخبارات والمعلومات للأوكرانيين».
وكانت وسائل إعلام أمريكية نقلت عن مسؤولين أمريكيين لم تُكشف هوياتهم قولهم إن أوكرانيا سألت الولايات المتحدة عن سفينة تبحر إلى الجنوب من أوديسا، فقالت الولايات المتحدة إن السفينة هي موسكفا وساعدت في تأكيد موقعها، ثم ضربتها أوكرانيا بصاروخين.
وفى الوقت نفسه، ذكرت كاثلين هيكس، نائبة وزير الدفاع الأمريكى، أن أكثر من 100 ألف جندى أمريكى منتشرون في أنحاء الدول الأوروبية، حيث يعملون بشكل وثيق مع الحلفاء في الناتو لردع روسيا، وأضافت أن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن توقعت احتواء الأنشطة العدائية المحتملة لروسيا في أوروبا.
بدورها، قالت المندوبة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، إن إدارة بايدن لا ترى حاليا وجود إمكانية لحرمان روسيا من العضوية الدائمة بمجلس الأمن الدولى. وأضافت: «إننى أدرك تماما وأفهم وجهة نظر رئيس أوكرانيا بأن مجلس الأمن الدولى، في رأيه، تصرف ببطء، وأعلم كذلك بطلب كييف، بخصوص إعادة النظر في وضع روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن، لكن روسيا عضو دائم في مجلس الأمن، ولا أرى احتمال أن يتغير هذا الأمر بأى شكل من الأشكال الآن، لكننا سنواصل محاولة عزل روسيا».