الأمين العام للأمم المتحدة: نواجه عاصفة تهدد بتدمير اقتصادات البلدان النامية الآن

قدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أول موجز «سياساتي» مفصل يصدر عن مجموعة الاستجابة للأزمات العالمية بشأن الغذاء والطاقة والتمويل والتى أنشأها لدراسة آثار الحرب في أوكرانيا على الأكثر ضعفا في العالم، حيث توفر روسيا واوكرانيا أكثر من ثلث القمح الذي تستورده 45 دولة أفريقية .
قال غوتيروش في تصريحات صحفية، الخميس، إنه «نواجه الآن عاصفة كاملة تهدد بتدمير اقتصادات البلدان النامية، ولا يمكن لشعب أوكرانيا أن يتحمل العنف الذي يتعرض له، كما انه لا يمكن أن يصبح أكثر الناس ضعفا حول العالم -'يعيشون في كارثة أخرى لا يتحملون أي مسؤولية عنها، بسبب الاثار الجانبية لحرب اوكرانيا، حيث تهدد الأزمة الأوكرانية بدفع ما يصل إلى 1.7 مليار شخص- أي أكثر من خُمس البشرية- إلى الفقر والعوز والجوع».
وأضاف: «باعتباره اوكرانيا وروسيا، من الدول التي توفر سلال الخبز في العالم، حيث يسهمان بتقديم حوالي 30 بالمائة من القمح والشعير الذي نستهلكه، كما أن روسيا تعتبر أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، وثاني أكبر مصدر للنفط ومنتج مهم للأسمدة،، فضلا عن انتاجها لخمس محصول الذرة، وأكثر من نصف زيت عباد الشمس».
واكد أن «الحرب قد اثرت بشدة على أسواق الغذاء والطاقة والأسواق المالية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع إلى مستويات قياسية. من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة 1٪ في عام 2022».
وتابع: «عالمنا لا يستطيع تحمل هذا،و علينا التحرك الآن، ولابد من اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة ومنسقة لمساعدة البلدان والمجتمعات الأكثر عرضة للخطر على تجنب الأزمات المترابطة.
وقال «يمكننا أن نفعل شيئا حيال هذه الأزمة ثلاثية الأبعاد. لدينا القدرة على تخفيف الضربة، حيث يقترح الموجز الذي أطلقه سلسلة من التوصيات الفورية وطويلة المدى لتجنب الأزمة ثلاثية الأبعاد والاستجابة لها، بما في ذلك الحاجة إلى إبقاء الأسواق والتجارة مفتوحة لضمان توافر المواد الغذائية والمدخلات الزراعية مثل الأسمدة والطاقة.
ومن جانبها قالت ريبيكا غرينسبان، الامينة العامة للأم المتحدة للتجارة والتنمية، «نحث جميع الدول على إبقاء أسواقها مفتوحة ووقف أي قيود من شأنها أن تعيق التجارة الدولية وتدفق الأغذية والأسمدة إلى البلدان التي تحتاجها»، مشددة على أن «حركات الاكتناز والمضاربة تهدد الإمدادات الغذائية ونحن بحاجة إلى التضامن في هذا الوقت من الأزمة».
ودعت إلى المؤسسات المالية الدولية لإطلاق تمويل عاجل بالنسبة للبلدان الأكثر عرضة للخطر مع التأكد من وجود موارد كافية لبناء مرونة طويلة الأجل لمثل هذه الصدمات، وذلك في ضوء الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والوقود والسلع الأخرى، يحث التقرير جميع الدول على إبقاء أسواقها مفتوحة، ومقاومة الاكتناز والقيود غير الضرورية على الصادرات، وإتاحة الاحتياطيات للدول الأكثر تعرضا لخطر الجوع والمجاعة.
ودعا الامين العام للامم المتحدة، المؤسسات المالية الدولية إلى الإفراج عن التمويل للدول الأكثر ضعفا، ومساعدة الحكومات في البلدان النامية على الاستثمار في أفقر الناس وأكثرهم ضعفًا من خلال زيادة الحماية الاجتماعية، والعمل على إصلاح النظام المالي العالمي بحيث يتم تقليل التفاوتات.
وحثّ الأمين العام للأمم المتحدة على تمويل الخطط الإنسانية بالكامل، لان هناك حاجة لإصلاح كبير للنظام المالي الدولي من أجل «إرجاع البلدان النامية عن حافة الهاوية المالية»، مؤكدًا أنه يمكن للأزمة اعتمادا على كيفية استجابة العالم، أن تتحول أيضا إلى فرصة لكوكب الأرض. مطابا بتحرير الاحتياطيات الاستراتيجية من الوقود الأحفوري من أجل استقرار الأسعار وضمان الإمدادات الكافية.