بجسد هزيل ترقد على سريرها، الدموع تملأ عينيها حين تتفقد 71 غزرة برأسها وذارعها وظهرها: «بقى عندي عاهة مستديمة».. «عنود - 16 عامًا»، سألت باستنكار زميلتها «جنى» حين قابلتها بأحد المولات التجارية بالتجمع الثالث: «بتبصي لىّ بقرف كده ليه؟!».. لم يمر الموقف مرور الكرام، فاستعانت «الثانية» بأمها وخالتها واعتدوا عليها بالأسلحة البيضاء. بتبصي ليه بطريقة وحشة كانت «عنود» وإحدى صديقتها في جولة بالمول، بعد الإفطار في رمضان، وتقابلتا مع «جنى» التي نظرت لهما: «من فوق لتحت» دون داعِ. قابلت «عنود» النظرات باستنكار: «بتبصى ليه بطريقة وحشة.. عملنا لكِ حاجة»، وتقول: «عمرنا ما كنا في مشاكلنا بيينا.. وجنى لسة ساكنة بالتجمع من فترة قريبة». مضت صاحبة ال16 ربيعًا في جولتها بالمول، حتى مرت ساعة وفوجئت باتصال من أفراد أسرتها: «تعالى في بنت وأمها تحت البيت عندنا.. عاوزينك علشان يحلوا مشكلة معاكِ». في شر مستنيكي استقلت «عنود» سيارة أجرة مسرعة إلى منزلها، وكان حدسها يقول لها: «في شر مستنيكى»، ما أن وطأت قداماه بالقرب من دوران قرب بيتها، وكان الطريق أمامها ظلامًا، حتى باغتها «جنى» وأمها وخالتها بالضرب. حاولت الفتاة أن تنطق لتقول: «يا طنط معملتش حاجة».. ولم تستطع كانت الضربات واللكمات أسرع من كل شيء، كانت «جنى» وأمها وخالتها مستعدات لظهور «عنود»، فأخرجن آلات حادة «مفاتيح»، وشفرات حلاقة وشوهوا ذراعها ورأسها وظهرها، بعد أن: «طنط مسكت راسه ووقعتني على الأرض». نجحت «عنود» من الإفلات من إيديهن بأعجوبة: «جريت على الشارع العمومي».. هناك كانت خالتها ب«تشتري حاجات من السوبر ماركت»، إذ صرخات في البنت: «مين اللى عمل فيكٍ كده»، فالدماء كانت تسيل منها بغزارة وتغطي جسدها الهزيل. علمنا عليكى قبل إغمائه «عنود»، مررت إلى جوارها زميلتها «جنى»، وأمها وخالتها يصحين في تحد لها:«إحنا علمنا عليكٍ»، وثلاثتهم توجهن لقسم الشرطة «يعملوا محضر تعدى!»، وهددن المجنى عليها: «مش بيهمنا حد ممكن نضربك تانى وهنمشيكم من التجمع». دقائق معدوات وفوجئ الضباط سيدة أربيعينة قالت إنها والدة «عنود»، واتهمت زميلة لابنتها وأمها وخالتها بالشروع في قتل «فلذة كبدها»، ومع بكائها ورجائها: «عاوزة حق بنتى»، أخرجت هاتفها المحمول وطالعت الضباط على صور ابنتها والجروح تعم ذراعها وظهرها ورأسها، أحدهم واجه أهل الفتاة «جنى»: «إيه رأيكم؟»، ثم أضاف: «شكلكم كنتم معورين نفسكم!». البنت مصعبتش عليكم؟! والدة «جنى»، قالت لوالدة المجنى عليها بلغة مليئة بالاستخفاف: «إحنا هنعمل محضر قصاد محضر.. الأحسن نتنازل علشان محدش فينا يتحبس»، لتسألها أم الضحية: «البنت مصعبتش عليكم ولا على أحد من اللى كانوا واقفين بالشارع». جهات التحقيق، قررت إخلاء سبيل «جنى» ووالدتها وخالتها بكفالة مالية، وثبت بتقرير المستشفى إصابة المجنى عليها بجروح قطعية في الظهر استوجبت 50 غرزة، وجرح آخر في الذراع استلزم 17 غزرة، وجرح بالقرب من شرايين اليد أدى إلى 4 غرز.