موسكو «لا تشاطرها التفاؤل».. أوكرانيا تتحدث عن لقاء مرتقب بين بوتين وزلينسكي

تدخل الحرب الروسية الأوكرانية يومها ال39 الأحد، وبينما لم تتوصل 5 جولات من التفاوض على مستوى الوفود إلى حل بين الطرفين المتنازعين، قال رئيس الوفد الروسي المفاوض فلاديمير ميدينسكي إن «موسكو لا تشاطر الجانب الأوكراني تفاؤله» بقرب عقد قمة بين الرئيسينالروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مؤكدا أن ذلك«يحتاج مزيدا من العمل من جامب أوكرانيا» التي لم تبدي نية حقيقية للتفاوض على حد وصفه.
وأضاف ميدينسكي أن مسودة الاتفاقية بين روسيا وأوكرانيا ليست جاهزة بعد لعرضها على قمة الرئيسين، لافتًا إلى أن المفاوضات مستمرة عبر تقنية الفيديو منذ الأول من أبريل بشكل يومي، وستُعقد اليوم جلسة منها تستمر حتى يوم غد.
وذكر ميدينسكي أن الجانب الأوكراني أصبح أكثر واقعية في مقاربته لمسألة حياد أوكرانيا من دون سلاح نووي، حسب قوله، مؤكدًا أن تصريحات الوفد الأوكراني بخصوص القرم ودونباس موجهة ٌإلى الجمهور الأوكراني، لأن موقف موسكو لم يتغير بهذا الشأن، على حد تعبيره، مضيفًا إن كييف أصبحت أكثر واقعية في مقاربتها لمسألة وضع أوكرانيا المحايد وغير النووي، لكن مشروع المعاهدة ليس جاهزا بعد لعقد قمة بين رئيسي البلدين.
وأشاار ميدينسكي إلى أن موقف روسيا من شبه جزيرة القرم ودونباس في المفاوضات لم يتغير، لافتًا إلى أن «الخبراء» الدبلوماسيين والعسكريين لأوكرانيا متأخرون كثيرا بل «مازالوا بعيدن» في تأكيد نص المسودة، حتى تلك الاتفاقات التي تم التوصل إليها بالفعل على المستوى السياسي.
ونوه بأنه «في الواقع، القضايا المتفق عليها، وهي الوضع المحايد وغير المنحاز وغير النووي لأوكرانيا، ورفض نشر القوات الأجنبية والقواعد وأي أسلحة هجومية، ورفض تطوير وإنتاج أسلحة الدمار الشامل، وإجراء التدريبات بمشاركة طائرات أجنبية فقط بإذن من الدول الضامنة (بما في ذلك روسيا)، وكذلك إنشاء نظام ضمانات أمنية دولية لأوكرانيا المحايدة- كل هذه الاتفاقات التي تم التوصل إليها في اسطنبول هي ما سعت إليه روسيا باستمرار منذ ذلك الحين 2014».
ولفت إلى أن العمل على نص المعاهدة على مستوى الخبراء ورؤساء الوفود قد تم عن بعد(بين الوفود) يومي الجمعة والسبت الماضيين في 1و2 أبريل، وستستأنف المفاوضات يوم غد الاثنين.
وكانت وكالة «إنترفاكس» الأوكرانية نقلت عن وفد كييف للمفاوضات أن موسكو قبلت الموقف الأوكراني، باستثناء وضع القرم، وأضاف الوفد الأوكراني أن موسكو أشارت إلى تقدم في مسودات اتفاق، بما يسمح بمشاورات مباشرة بين بوتين وزيلينسكي، في حين أشار رئيس الوفد الأوكراني إلى أنه لم يُحدد موعد ومكان لقاء زيلينسكي وبوتين حتى الآن، لكنْ يُرجَح عقده في تركيا.«مضيفًا أن هناك مشاورات نشطة بشأن الضمانات الأمنية، وأن ثلاثا من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) وافقت رسميا على تقديم تلك الضمانات، هي تركيا وألمانيا وإيطاليا.
وأكد رئيس الوفد الأوكراني أن الخطوة التالية، في حال الحصول على الضمانات الأمنية اللازمة، هي تعديل دستور البلاد بشأن وضع الحياد، مشيرا إلى أن هذا سيكون بعد إجراء استفتاء، لأنه من صلاحيات الشعب لا السياسيين.
لكن الكرملين نفى أن يكون الرئيس بوتين رفض لقاء زيلينسكي، مشيرا إلى أن ذلك اللقاء سيكون ممكنا عند جاهزية وثيقة محددة متفق عليها، وفق تعبيره«كما أكدت الرئاسة الروسية ثقتها في أن تحقق العملية العسكرية في أوكرانيا أهدافها بالكامل، مبدية أملها في التوصل إلى اتفاقات عبر المفاوضات.
وبشأن العقوبات الغربية على بوتين، قال الكرملين إنها تظهر أن الغرب قادر على ارتكاب كثير من «الحماقات» مضيفًا أن موسكو لا تريد تعقيد حياة شركائها الغربيين الذين يشترون الغاز منها، وتحترم سمعتها كمورّد موثوق. كما قال الكرملين إن قرار الدفع بالروبل لن يُطبق على مبيعات الغاز الروسي وحدها، وإنما سيشمل سلعًا أخرى.
وتدخل الحرب الأوكرانية الروسية يومها ال39، ومنذ انطلقت العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، أجريت بين الجانبين 5 جلسات للتفاوض على مستوى الوفود دون التوصل إلى حل من شانه إنهاء الحرب، لكن المفاوضات أفضت إلى فتح ممرات إنسانية للمدنيين.