الرئيس الأوكرانى: لا يمكننا الانضمام إلى «الناتو»

دخلت الحرب الروسية- الأوكرانية أسبوعها الرابع، وسط ضبابية الموقف أمام الوصول إلى حل أو تسوية للأزمة، عقب 4 جولات من المفاوضات بين «كييف» و«موسكو».
ووجَّه الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، اللوم للدول الغربية على خلفية ما وصفه ب«تأخرها فى فرض عقوبات على روسيا»، وحث المُشرعين الأمريكيين على فعل المزيد لحماية بلاده.
وقال «زيلينسكى»، خلال كلمة وجهها للكونجرس عبر الإنترنت، ناشد فيها الرئيس الأمريكى، جو بايدن، أن يكون «زعيم السلام» على مستوى العالم: «روسيا حولت سماء أوكرانيا إلى مصدر للموت للآلاف من الناس، لا يمكننا الانضمام إلى الناتو.. هذه حقيقة ويجب أن نعترف بها».
وتعهد «زيلينسكى» بترميم المنازل الأوكرانية التى تم تدميرها خلال الهجوم الروسى على البلاد، حيث إن المسؤولين الأوكرانيين يعملون بالفعل على خطة لإعادة الإعمار، متابعًا: «مهما كان الضرر فإننى أثق من قدرة البلاد على استعادة كل شىء سريعًا».
وقال حاكم تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا، فياتشيسلاف تشاوس: «نتكبد خسائر فادحة، قُتل 53 مواطنًا أمس»، وأضاف عمدة مدينة ماريوبول، فاديم بويتشينكو، أن أكثر من ألف شخص كانوا يختبئون فى أحد المسارح الذى يُعتقد أنه كان هدفًا للقصف الروسى، فيما ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن مئات المدنيين كانوا يختبئون داخل المسرح.
وتبادلت «كييف» و«موسكو» الاتهامات بشأن المسؤول عن الحادث، حيث قال الجانب الأوكرانى إنه قصف روسى متعمد، فى حين أكدت روسيا أن كتيبة آزوف القومية الأوكرانية هى المسؤولة عنه.
يأتى هذا فيما قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانى، إيرينا فيريشوك، إن أوكرانيا تأمل فى إجلاء المدنيين عبر 9 ممرات إنسانية، منها مدينة «ماريوبول» الساحلية المحاصرة، لافتة إلى أن الجانب الأوكرانى كان على استعداد للإجلاء، لكنه لن يُعرض المواطنين للقصف فى الشوارع.
وحثَّ رئيس الوزراء البولندى، ماتيوش مورافيتسكى، قادة دول الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وبريطانيا على زيارة العاصمة الأوكرانية لإبداء التضامن، وواصل: «الأوكرانيون يقاتلون من أجل قيم أوروبا والعالم الغربى»، فى الوقت الذى أكد فيه حلف شمال الأطلسى «الناتو»، أمس، عزمه ممارسة المزيد من الضغوط لمنع تصعيد الحرب.
وأشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسى، ينس ستولتنبرج، خلال مؤتمر صحفى مشترك فى برلين مع المستشار الألمانى، أولاف شولتس، إلى أن الناتو يتحمل مسؤولية منع تصعيد هذا الصراع أكثر، خاصة أن ذلك سيكون أكثر خطورة، ويسبب المزيد من المعاناة والموت والدمار. وأضاف «ستولتنبرج» أنه يرحب بجهود المستشار الألمانى للتوصل إلى حل دبلوماسى للحرب، بما فى ذلك الاتصالات المباشرة مع الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين.
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الروسية متوقفة إلى حد كبير على جميع الجبهات، وأضافت فى بيان: «معظم الأراضى الأوكرانية بما فيها المدن الرئيسية لاتزال فى أيدٍ أوكرانية.. والمقاومة الأوكرانية لاتزال صامدة».
وأعلن وزير الدفاع البريطانى، بن والاس، أن بلاده ستنشر المنظومة الصاروخية المعروفة ب«سيف السماء» و100 جندى فى بولندا، وأضاف فى مؤتمر: «سننشر منظومة صواريخ سكاى سيبر متوسطة المدى المضادة للطائرات فى بولندا مع نحو 100 فرد للتأكد من أننا نقف إلى جانب بولندا لحماية مجالها الجوى من أى عدوان آخر من جانب روسيا».
وحذرت روسيا الولايات المتحدة من أن لديها القدرة على «وقف القوة العظمى الأولى فى العالم عند حدها»، واتهمت الغرب بتأجيج مؤامرة شرسة معادية للروس، وقال ديميترى ميدفيديف، الذى تولى الرئاسة من 2008 إلى 2012، ويشغل فى الوقت الحالى منصب نائب الأمين العام لمجلس الأمن الروسى، إن الولايات المتحدة أججت حالة رهاب من روسيا «مثيرة للاشمئزاز» فى محاولة لتركيع موسكو.
وكشفت أحدث تقييمات استخباراتية أمريكية أن أكثر من 7 آلاف جندى تم قتلهم منذ بدء الهجوم، وهو يزيد على عدد الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا فى العراق وأفغانستان على مدار أكثر من 20 عامًا، وأعلن الرئيس الأمريكى، جو بايدن، إرسال مضادات طائرات «بمدى أبعد» وطائرات مسيرة إلى أوكرانيا.
فى الوقت ذاته، توعدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن الدول التى تزود أوكرانيا بالسلاح وبينها «سلوفاكيا» تخلق لنفسها المشكلات، بما فى ذلك المرتزقة، فى حين أكد الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، أن العملية العسكرية فى أوكرانيا ستستمر حتى النهاية، مشددًا على استنفاد جميع الأساليب الدبلوماسية لحماية الأمن القومى لبلاده.
وأمرت محكمة العدل الدولية روسيا بالوقف الفورى للعمليات العسكرية فى أوكرانيا، وبينما طالب الرئيس الأوكرانى الجانب الروسى بالالتزام بالقرار، قال المتحدث باسم الكرملين، ديميترى بيسكوف، فى تصريحات صحفية، إن «روسيا لا يمكنها أن تتفق مع هذا القرار ولن تأخذه بعين الاعتبار فى العملية العسكرية».
وذكرت وزارة الدفاع الروسية على لسان متحدثها، اللواء إيجور كوناشينكوف، أن الجيش الروسى ضبط العديد من «الأشياء الخطرة» فى الأراضى التى سيطر عليها، ويعمل على ضمان سلامتها، كاشفًا عن أنه حصل على وثائق من اللواء الرابع فى الحرس الوطنى الأوكرانى، تضم خريطة مفصلة لأقاليم أوكرانيا تحمل علامات عليها رموز وأنواع مواد سامة مخزنة، لافتًا إلى «أن أى محاولة استفزازية لاستخدام المواد السامة سنكشف عنها حتمًا».