العريش «واحة أمان».. رنيم تروي ل«المصري اليوم» رحلتها من مخابئ كييف إلى سيناء (صور)

عادت إلى مدينة العريش الطالبة رنيم عصام الدين، الطالبة بالفرقة السادسة في كلية الطب بمدينة فينيتسيا بدولة أوكرانيا، بعد عناء من مشقة السفر وحالة القلق التي انتابتها منذ اندلاع الحرب، وروت ل«المصري اليوم» قصة عودتها وسط الحرب الدائرة هناك.
تقول طالبة الطب إنها استيقظت في الرابعة فجر يوم 25 فبراير الماضي، على أصوات صافرات الانذار بالمدينة الجامعية التي بها نحو 30 طالب وطالبة من المصريين بجامعة مدينة فينيتسيا الأوكرانية التي تدرس بها الطب، وهرولت بعد انطلاق الصافرات ومن يقطن معها من المصريين إلى ملجئ تحت الأرض، وسط حالة من الخوف والقلق والرهبة، فلاول مرة في حياتها ترى الحرب بعينها، حيث كانت الطائرات تحلق فوق المدينة وتسمع أصوات الانفجارات طوال أسبوع كامل قبل مغادرة الاراضي الاوكرانية، واستمرت في الملجئ حتى الثامنة مساء.
أضافت طالبة الطب، أن هناك 3 أنواع من صافرات الانذار: الأول صافرتين وتعني أن هناك خطورة، والثاني 3 صافرات طويلة بصوت عال، وعند سماعها يتم النزول للملاجي فورًا دون تردد، والثالث صافرة صغيرة وتعني أن الخطر زال ويمكن الخروج من الملاجئ، لافتة إلى أنها في فجر 25 فبراير نزلت إلى الملجئ لنحو 16 ساعة، ثم عادت للسكن الجامعي، وفي يوم 27 فبراير دوت صافرات الإنذار في السابعة مساء، لتنزل إلى الملجئ حتى السابعة صباحًا.
وأوضحت الطالبة أن المدينة التي تدرس بها تبعد عن العاصمة كييف بنحو 3 ساعات، لافتة إلى أن طالبة أخرى من مدينة العريش تدرس في مدينة خاركوش الأوكرانية، وهناك عدد كبير من الطلبة المصريين يدرسون في الجامعات الاوكرانية.
وحول رحلة عودتها إلى مصر، قالت انها ومجموعة من المصريين اتجهوا صوب الحدود الرومانية، واستقبلهم الرومانيون بجانب افراد من السفارة المصرية ببوخارست عاصمة رومانيا، ووزعوا الاطغمة والمشروبات والأغطية عليهم، ونقلهم إلى العاصمة بوخارست في رحلة استمرت 5 ساعات كاملة بالمجان، ثم أمضت يوما ونصف في العاصمة الرومانية، لتعود إلى مصر برفقة نحو 200 مصري على متن طائرة اجلاء مصرية بالمجان، لافتة إلى أن هناك عدد كبير من المصريين في أوكرانيا عبروا الحدود إلى رومانيا وبولندا وسولوفاكيا تقوم الحكومة المصرية بنقلهم إلى القاهرة.
وأشارت إلى أنها لم تكن تصدق أنها عادت إلى مدينتها العريش، حيث الأمن والأمان، تاركة وراءها جميع متعلقاتها الشخصية وشهاداتها واوراقها الثبوتيه، حيث كان في استقبالها أسرتها التي جاءت خصيصا من مدينة العريش، وخطيبها الذي اهداها بوكيه ورد، اعتبرته اجمل هدية بعد عناء لمدة اسبوع وسط اجواء الحرب الروسية على اوكرانيا.
أضافت أنها بعد عودتها إلى مدينة العريش تلقت اتصالا من السفارة المصرية باوكرانيا، وردت والدتها على الاتصال وطمأنتهم بعودتها إلى ارض الوطن، متمنية عودة جميع المصريين إلى حضن الوطن، مؤكدة أن الحرب تعني الدمار والخراب.