أجمع قادة الدول السبع الصناعية على ضرورة القيام بعمل قوى وحاسم ضد نظام بوتين، مشددين على فرض عقوبات اقتصادية واسعة النطاق على قطاعات عريضة من الاقتصاد الروسى، حيث انهار سوق الأوراق المالية من جراء سعى المستثمرين الذين أصابهم الهلع لإخراج أموالهم خارج البلاد. معلنين مواصلة تطبيق العقوبات الأشد صرامة على بلد كبير لم يسبق لها مثيل، مؤكدين أن ما ارتكبه بوتين خطأ استراتيجى جسيم، وأن حقيقة ذلك سوف تتضح بجلاء أكثر. وأضاف بيان للسفارة الألمانية بالقاهرة، وجّهته لسفراء كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بالقاهرة: «بالاعتداء المسلح على أوكرانيا تكون الحكومة الروسية انتهكت أبسط قواعد النظام الدولى على نحو غير مسبوق على مرأى ومسمع من العالم أجمع». وأضاف البيان: «اليوم يُولد فى أوكرانيا أطفال فى المخابئ ومحطات المترو، ولم تسلم الأحياء السكنية عبر أرجاء كييف من الهجمات الصاروخية التى أحدثت فجوات عميقة فى العمارات السكنية. أما المدنيون، شبابهم وشيوخهم، رجالهم ونساؤهم، ومعظمهم لم يحمل فى حياته سلاحًا ناريًا فى يده، فقد هبوا متطوعين للدفاع عن وطنهم ضد العدوان الغاشم غير المبرر الذى ينتهك سيادة وطنهم». وتابع: «لكن الأمر لا يتعلق اليوم بالوضع فى أوروبا، فليست هناك دولة فى العالم تستطيع أن تقبل المساس بسيادة الآخرين لمجرد أن جارها الأقوى يريد ذلك. ولا يستطيع المجتمع الدولى قبول انتهاكات غير مبررة لمبادئ ميثاق الأممالمتحدة لاسيما فيما يتعلق بحظر استعمال القوة. إن محاولة روسيا زعزعة استقرار النظام الدولى سوف يكون لها صدى أيضًا على منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بما فى ذلك مصر». وقال: «إن مصر تعانى بالفعل من جراء الاعتداء الروسى، فمصر هى أكبر مستورد للقمح فى العالم، وأوكرانيا هى من أكبر مصدرى القمح، الآن أصبحت هذه التجارة الحيوية مهددة بفعل حرب عبثية تشنها روسيا على أوكرانيا. إن العدوان الروسى يعنى ارتفاع أسعار القمح والسلع الغذائية فى مصر وإفريقيا». وأضاف: «وسوف يتعذر كذلك على الملايين من السائحين الأوكرانيين ممن يحبون ويقدرون مصر وكرم الضيافة بها وكذلك الحس والدفء المصرى، سوف يتعذر عليهم القدوم إلى مصر، الأمر الذى سوف يتسبب فى ضرر مباشر لقطاع صناعة السياحة فى مصر. كان يجب ألا يحدث هذا». بالإشارة إلى السائحين الأوكرانيين العالقين فى مصر فإننا نرحب بالدعم الذى تقدمه الهيئات المصرية لهم إلى أن يتم ضمان عودتهم إلى بلادهم بسلام. وتابع: «إن الغزو الروسى لأوكرانيا يمثل تهديدًا لقواعد السلم والأمن الدوليين، وكذلك النظام الدولى المرتكز على أسس دولية. وقد أدان أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بعبارات واضحة هذا الخرق لميثاق الأممالمتحدة، طالبًا من روسيا وقف هذا الهجوم والانسحاب من أوكرانيا». وأوضح أن ما يحدث يمثل أزمة عالمية تؤثر على الدول الأعضاء فى الأممالمتحدة. وقد وصف جوتيريش استخدام روسيا لفظ «حفظ السلام» بأنه «شائه ومغلوط»، كما أشار إلى أنه لا يوجد إبادة جماعية فى شرق أوكرانيا. لا يوجد أى دليل على هذه المعلومة الروسية المغلوطة. هذه الحرب التى شنها بوتين تحطم قواعد ميثاق الأممالمتحدة. لا تستطيع أى دولة من الدول الأعضاء فى الأممالمتحدة من التيقن من ألا توضع حدودها ووجودها موضع تساؤل فى المستقبل. إن روسيا لا تحاول حتى التظاهر بمراعاة ميثاق الأممالمتحدة. وقال: «ما نحتاج إليه الآن هو أن تقوم كافة الدول الأعضاء فى الأممالمتحدة بتقديم إدانة جماعية لهذا الهجوم فى ضوء ذلك العدوان المسلح. نحن بحاجة إلى الوقوف بجوار أوكرانيا والتأكيد على التزامنا الثابت بسيادة أوكرانيا على أراضيها واستقلالها داخل حدودها المعترف بها والتزامنا بميثاق الأممالمتحدة. نحن على يقين من أن الحكومة المصرية تتمسك بنفس المبادئ المتعلقة بالسلم والأمن والاستقرار والسيادة القائمة على القواعد الدولية. إن مصر استطاعت بفخر أن يكون لها موقف ثابت فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فقد أيدت ودعمت مصر منذ عهد الرئيس عبدالناصر مبدأ عدم التدخل فى الشؤون الداخلية كأساس للنظام الدولى الحديث، كما تؤمن مصر بشدة بأهمية الأممالمتحدة، وكذلك تعتبر مصر مناصرًا قويًا لمبادئ ميثاق الأممالمتحدة». وتابع: «يعرف المصريون قيمة الدبلوماسية والحوار، كما يعرفون كيف ينهضون للدفاع عن حقوق الآخرين. إن الجمعية العامة للأمم المتحدة سوف تعقد جلسة عاجلة هذا الأسبوع لمناقشة هذه المسألة. نحن نتطلع لأن يقوم الشركاء، بما فيهم مصر، بالتمسك بالقواعد الأساسية الخاصة بميثاق الأممالمتحدة».